انتقد عدد من المختصين والناشطين والأطباء كل من موقعه الاستهتار والاستخفاف الذي يتعامل بها المجتمع العربي خلال ازمة كورونا والذي أدى الى اغلاق ليلي لبعض البلدات التي صنفت بالحمراء وذلك بسبب عدم التزام المواطنين العرب بتعليمات وزارة الصحة بما يتعلق بالأعراس والتجمهرات.

انا اؤيد الاغلاق لأن الصحة اهم من كل شيء

د. سمير خطيب وهو من بلدة كفركنا قال بدوره: إغلاق بعض البلدات من السابعة حتى الخامسة كي يمنع انتشار الكورونا أكثر ووضع حد لتفاقم الازمة الكور ونية، وهو لا شك سيترك أثرا سلبيا اقتصاديا وربما اجتماعيا ولكن اذا كان هذا كاف لوقف انتشار الكورونا في هذه البلدات فالثمن بسيط امام الحفاظ على صحة الناس وسلامتهم، ولهذا انا اؤيد الاغلاق لأن الصحة اهم من كل شيء.
د. سارة محاميد طبيبة عائلة في عيادة ام الفحم قالت: وصلنا الى وضع مقلق عدد الاصابات بفيروس كورونا بتزايد وكذلك تتزايد الحالات الصعبة والوفيات. هذه مسؤوليتنا كمجتمع لا يعقل ان نقبل هذا الواقع. ثلث المصابين في البلاد هم من العرب، نحن نعرف الاسباب. الاعراس والمناسبات والاكتظاظ وعدم الانصياع لتعليمات وزارة الصحة. الوضع يقلقني كفرد من هذا المجتمع ان طلابنا خسروا سنه دراسية كامله بسبب هذا الاستهتار
ونوهت: الوضع الاقتصادي بتدهور. كطبيبة يقلقني وضع المصابين وبالأخص كبيري السن ومنن اصلا عندهم امراض مزمنة تجعل اصابتهم بفيروس كورونا خطرا حقيقيا. كطبيبة يقلقني الوضع الذي وصلنا اليه كطواقم طبيه جل وقتنا وطاقاتنا هي لموضوع الكورونا ولا بد ان يكون هذا على حساب متابعه الامراض المزمنة. هذا عدى ان اصابه افراد الطواقم الطبية بالعدوى او الخروج القسري للحجر المنزلي. ومن الخاسر؟ طبعا نحن جميعا لذلك اشيد باهلنا اتباع التعليمات

بسبب الاعراس البيتية نتحمل اليوم نتيجة ما يحصل

انيسة هزيمي مدربة للتغذية الفكرية وموجهة مجموعات قالت بدورها ل "بكرا": بسبب الاعراس البيتية نتحمل اليوم نتيجة ما يحصل، لذلك علينا ان نغير نمط ونهج حياتنا في هذه المرحلة وان يتحمل كل شخص المسؤولية الذاتية حتى لا تنتقل العدوى ونعود لحياتنا الطبيعية، ولكن في حال استمر الوضع كما هو الان عدد كبير من المدعوين في الاعراس دون التقيد بالتعليمات او أي وسائل وقائية فان الوضع سيزداد خطورة ويكون هناك حجر مجددا يصل الى اشهر، وبالتالي الوضع الاقتصادي سيتدهور اكثر واكثر وبالتالي سندفع ضريبة عدم مسؤوليتنا، علينا ان لا نصل الى مأساة اقتصادية، لدينا القدرة اختيار ما يناسبنا والتمييز بين الخير والشر. علينا ان ننتبه الى موضوع الوقاية، ليس بالضروري ان نقترب من بعضنا البعض أتمنى ان نخرج من هذه الازمة بسلامة وقريبا جدا.


مع اغلاق تام كما كان في الموجه الاولى

الناشط الاجتماعي النصراوي وطبيب الاسنان د. عزمي حكيم قال: انا شخصيا مع اغلاق تام كما كان في الموجه الاولى مع انني اعتقد اننا نتواجد في الموجه الاولى لان الجولة الاولى لم تكن موجودة. وانا مع الاغلاق لان هنالك فئتان غير ملتزمتان في الدولة بكل تعليمات وزارة الصحة وهم العرب والمتدينين اليهود ولا اعرف ما هو المشترك بين المجموعتان هل هو الجهل او تجاهل الموضوع وكأنه لعبة اعتقد ان الموضوع الاقتصادي مهم ومهم جدا ولكن عندما نتلاعب بصحة الجمهور يجب الذهاب الى اقصى الحدود من اجل فرض التعليمات وبقوة القانون، للأسف هنالك قادة ورؤساء بلديات ومجالس محليه يستهترون بالموضوع بينما يجب ان يكونوا عبره لجمهور ناخبيهم.
فقد وصلنا الى وضع العرس اهم من المدرسة والاموات اهم من الاحياء والاستهتار بصحة الجمهور من قبل المسؤولين حتى على مستوى رئيس الحكومة الذي يتراجع عن قرارات الاغلاق لأسباب سياسية تتعلق بالائتلاف الحكومي ضاربا بعرض الحائط صحة الجمهور ونصائح من عينه مسؤولا عن ملف الكورونا. وما يهمني بالموضوع هو صحة الجمهور وهي الاهم لذلك يجب علينا جميعا الالتزام بتعليمات وزارة الصحة وعدم التلاعب في مستقبل ابناءنا واهلنا.

علينا تغيير شكل هذا التكافل والتضامن التقليدي المألوف وملائمته للواقع

تغريد أبو ذيبة عاملة وناشطة اجتماعية قالت ل "بكرا" بدورها: كورونا يطفئ شموع الأعراس التقليدية نحن بإمكاننا أن نضيئ الشموع في محيط العائلة، الأعراس هي أحد الطقوس المهمة والمحببة لمجتمعنا الشرقي، معلنين من خلاله بداية مرحلة جديدة، انفصال عن العائلة وبداية حياة زوجية وعائلية جديدة تحمل في طياتها الكثير من الآمال والأحلام.
وتابعت: لا يخفى على أحد أن أعراسنا تأخذ حيزاً كبيراً ووقتاً ثميناً وجهداً ومالاً وفيراً وطاقة جمة نبذلها في سبيل إنتاج عرساً مميزاً صداه يصل للقريب والبعيد. أتفهم جيداً أهمية قيم التكافل والتضامن الاجتماعي في المسرات والأحزان، ولكن في ظل هذه الجائحة علينا تغيير شكل هذا التكافل والتضامن التقليدي المألوف وملائمته للواقع الذي فُرض علينا هذا هو التكافل والتضامن الحقيقي.
ونوهت: الكورونا هي واقع غيّر الكثير من سلوكياتنا ونمط حياتنا ومن ضمن الأمور التي نحن ملزمون بتغييرها طقوس الأعراس بشكلها التقليدي، يجب وملاءمتها مع كل التغييرات الجذرية التي فرضت علينا منذ بداية الجائحة وذلك حرصاً على سلامتنا وسلامة الآخرين خاصةً فئة كبار السن والأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة. نعي جيداً اننا نقف حائرين وعاجزين أمام فيروس صغير لا يُرى بالعين المجردة ولكنه أستطاع أن يقلب العالم رأساً على عقب، محاربته ممكنه فقط بزيادة الوعي والتأقلم والتكيف مع كل التغييرات، وإن لم نخرج من هذه الأزمة مع إبصار وتغيير بالمفاهيم فللأسف لن ننجح في تخطي هذه المرحلة.


ليس من الضروري إقامة الأعراس بحلتها التقليدية

وتابعت أبو ذيبة ل "بكرا": علينا أن نقدر ونثمن غالياً نِعم الله الكثيرة علينا الصغيرة قبل الكبيرة، في ظل ما يحدث بالعالم والمجتمعات من أزمة كورونا وغيرها من الأزمات بنظري ورؤيتي ليس من الضروري إقامة الأعراس بحلتها التقليدية واقتصارها على الدوائر المصغرة من العائلة والأصدقاء مع الالتزام الكامل بتعليمات وتدابير الحماية والوقاية وخاصةً عدم المصافحة والتقبيل وضمان التباعد الاجتماعي. كثرة المدعوين ليست هي المؤشر بمدى فرحتنا وبهجتنا بزواج أبنائنا وبناتنا، الفرح يكتمل عندما يتم العرس على خير وألا نكون سبباً لا سمح الله بانتشار وباءً ممكن أن يزهق أرواحاً، وطبعاً الفرح يكتمل ويتوج ببناء أسرة وعائلة مُحبة ومتماسكة.
ووجهت نداء للمجتمع العربي وقالت: أعراسنا تحمل الكثير من مظاهر البذخ والترف وتثقل كاهلنا بالكثير من الضغوطات والهموم والديون التي تلاحق أصحاب العرس لعدة سنوات، يمكن استثمار هذه المصاريف في أمور أخرى تعود بالفائدة على الزوجين وتسهل عليهم مسارهم المستقبلي، عرس ضيق ومقتصر على العائلة والمقربين هو عرساً حميمياً أكثر. انضباطنا والتزامنا بالتعليمات هو قمة التضامن الحقيقي والمسؤولية الاجتماعية اتجاه أنفسنا واتجاه الآخرين. قيادة المجتمع من رؤساء سلطات محلية وشخصيات اعتبارية هم فدوى يحتذى بهم والتزامهم بالتعليمات يحفز ويحث الآخرين على الالتزام. الصحة والمناعة النفسية معناها التكيف والتأقلم مع مجريات الحياة، مصاريف الأعراس الباهظة ممكن استثمارها لإنجاح علاقة زوجية، ممكن أن نفرح ونسعد أيضاً بتغيير النمط المتعارف عليه، عرس مصغر وآمن لا ينتقص من فرحتنا.

استخفاف واستهتار

عضو الحراك الشبابي في الرينة الناشط السياسي والاجتماعي هيثم طاطور قال ل "بكرا": الوضع في الرينة مقلق جدا وارتفاع ملحوظ في نسبة المصابين بالوباء وهناك استخفاف وعدم مبالاة واستخفاف واستهتار وعدم التزام بتقييدات وزارة الصحة الاعراس أصبحت بؤرة لتفشي الفايروس، الرينة تعرضت لهذه الضربة في الموجة الثانية لكورونا، اذ انه في الموجة الأولى لم نسجل إصابات ما أدى الى استخفاف عند البعض وهم ينظرون الى الفايروس وكانه مؤامرة واستخفاف وبدعة، واذا استمر الوضع كما هو الان سيفرض الاغلاق الكامل بعد ان صنفت مدينة حمرا واصبح هناك اغلاق ليلي، حيث سيمنع الخروج ودخول وستضرر البلد اقتصاديا بسبب التقييدات المشروطة بالإغلاق التي أصدرتها الوزارات والمجلس المحلي.
وتابع: هناك نقطة مهمة أيضا، بلدية الطيبة فرض عليها الاغلاق التام واستأنف رئيس البلدية على قرار تصنيف البلد كبلدة حمراء، بينما في الرينة نستخف بالموضوع ونتعامل بقلة مسؤولية، الامر غريب ومستهجن لأننا نستمر باستهتارنا وبقلة المسؤولية.
وختاما قال: علينا ان نتعامل بمسؤولية أكبر ونتقيد بتعليمات وزارة الصحة وان نتحمل المسؤولية وان نتوقف عن المشاركة بالنشاطات الاجتماعية حتى تنتهي الازمة من العالم كله ونعود الى حياتنا الطبيعية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]