40 بلدة عربية حمراء أغلقت اليوم جزئيا، تخبط حكومي واقتصاديون لبكرا: للإغلاق الليلي اثار مدمرة

ارتفع عدد المصابين بالكورونا في المجتمع العربي بشكل حاد حتى تجاوز ال 40% من الحالات كما أعلنت وزارة المعارف عن 172 طالب مصاب بالكورونا و62 معلما. من جانب اخر امس تم الإعلان عن اغلاق ليلي لبعض القرى المصنفة بالحمراء الا ان الحكومة تراجعت لتعود وتغلقها اليوم ولكن مع تغير في القائمة، يأس واحباط من الوضع الصحي والتخبط الحكومي الذي مما لا سك فيه يسبب ازمة اقتصادية خانقة، اغلاق جزئي دون استراتيجيات او حلول جذرية.

ملزمون بالالتزام

منار نفاع عمرية مستشارة لاقتصاد العائلة قالت: هذه المعطيات أجبرت لأخذ قرار بالإغلاق الليلي من الساعة السابعة مساء وحتى الساعة الخامسة صباحا واغلاق المدارس بالبلدات الحمرة لمدة أسبوعين بالإضافة الى مشاورات في الحكومة لأغلاق تام عن قريب لمنع من تفشي الفيروس في الدولة.

وتابعت: الكثيرون يوجهون اتهامات للوضع الحالي لجامزو ولرئيس الحكومة لفشلهم بإدارة ازمة الكورونا ولكن حسب رائي انا ان المسؤولية لا تقع فقط على الحكومة بل عل كل شخص أيضا فما شاهدنا في الآونة الأخيرة من عدم الالتزام للتعليمات في الوسط العربي بالذات واحياء الاعراس والمناسبات مع اعداد تفيق ال 100 شخص وان الصور والفيديوهات على جميع شبكات التواصل الاجتماعي اكدت هذا واثبتت بالفعل اننا مجرمين بحق أنفسنا نحن في الوسط العربي نعيش بظروف اقتصادية صعبة قبل الكورونا فنحنا ما زلنا النسبة الاكبر من البطالة في الدولة وما زلنا بعيدين عن مركز اقتصاد الدولة استهتارنا بالكورونا يزيد من نسبة البطالة التي تتخطى ال 38 % بالوسط العربي ومنع أولادنا من بهجة المدارس والحياة الاجتماعية الطبيعية لهم والاغلاق الليلي يزيد من استياء الوضع الاقتصادي وبالذات لأصحاب المصالح الخاصة والمطاعم وطبعا بالأخر هذا الأوضاع تأثر على ميزانية العائلة وانخفاض من مدخول العائلة مما يؤدي الى عجز مادى !

عجز مالي يقدر ب 58 مليار شيكل بسبب الكورونا

وتابعت: ان المسؤولية للوضع الراهن تقع على الجميع فردا فردا يجب على الجميع بدون استثناء الالتزام بالتعليمات حتى نرجع البلدات العربية خضراء لا ننسى ان الكورونا تؤدي لموت البعض من احبائنا وتفشي المرض يؤدي لإغلاق والاغلاق يودي الى ازدياد بنسبة البطالة مما يؤدي الى وضع اقتصادي سيئ جدا مما يضع الاهل وذو المسؤوليات بحالة نفسية صعبة! هذه الحالة عبارة عن دائرة مغلقة تتحكم بمصيرنا ومصير مستقبل أولادنا من جميع النواحي الاجتماعية الاقتصادية والنفسية.

ونوهت: نحن ملزمون فورا بالالتزام! حتى نستطيع تخطي هذه الموجة وان نكون جاهزين للموجة الثالثة بفصل الشتاء وكما ونوهت بمنصات أخرى من قبل نحن بحاجة لتوسيع الرؤية المستقبلية ويجب توفير من المال قدر الإمكان للفترة المقبلة (حتى لو اجبرنا بتغيير طريقة حياتنا ومستواها )باللذات العائلات ذو مدخول محدد او العائلات التي مهنهم مهددة بسبب الكورونا يجب التوفير قدر الإمكان للموجة الثالثة لان حتي اليوم جميع الخبراء الاقتصاديون العالميين لا يستطيعوا تخمين حجم اضرار الكورونا عالميا ولكن قد ذكر ان دولة إسرائيل بعجز مالي يقدر ب58 مليار شيكل بسبب الكورونا ! رقم غير مستاهن به.

للإغلاق الليلي اثار مدمرة

المستشار والخبير الاقتصادي بشار قاسم قال لـ "بكرا": في الاشهر الاخيرة منذ شهر ايار عادت حياتنا الى طبيعتها بسبب اعادة فتح المرافق الاقتصادية، المؤسسات التعليمية وغيرها. الجمهور عموما اخذ انطباع ان مرض الكورونا قد ولى وان لا مرضى حقيقيين في وسطنا العربي بسبب انخفاض الاعداد في الموجة الاولى. بالمقابل غلبت حاجة الناس للعمل لإيجاد قوت يومهم على الخوف من المرض وتبعاته وخصوصا ان اغلب ابناء مجتمعنا من الشرائح الضعيفة اقتصاديا. الضغط الاجتماعي زاد علينا جميعا للمشاركة في الافراح والاتراح لان الالتزام الاجتماعي له اولوية ويغلب عند الاغلب على صحتنا. يصعب علينا وحتى نخجل ان نقول لصاحب العرس اننا ناسف الحضور بسبب جائحة الكورونا. في المحصلة عدم التوعية لخطورة مضاعفات الكورونا وعدم الالتزام قادا مجتمعنا الى الهاوية التي نعيشها في هذه الايام الصعبة حيث سيتم اغلاق 30 تجمعا سكانيا عربيا بساعات الليل و"الخير لقدام".

الاغلاق يعني تدمير مصالح الناس التي تعتمد على التجارة

ونوه: اغلاق المدارس ورمي الاطفال في الشوارع يعرضهم لمخاطر الاصابة بالمرض ويحتم اتباع منظومة تعليمية تلائم وضعية مجتمعنا حيث في قسم كبير من البيوت لا يوجد حاسوب وان وجد فهو يصلح لاحد الاولاد لا اكثر وهذا عائق اساسي يشكل خطورة على المؤسسة التعليمية في وسطنا. الكثير من ابناء مجتمعنا يعملون في الليل او يعودون الى بيوتهم في ساعات متأخرة نتيجة حاجتهم للسفر اليومي الى مركز البلاد للعمل وايجاد قوت يومهم. هذا القرار تدميري وقد يعرضهم للمساءلة ودفع غرامات باهظة. الاغلاق يعني تدمير مصالح الناس التي تعتمد على التجارة وخصوصا في ساعات الليل. بالإضافة للخسارات التي تكبدتها هذه المصالح في الموجة الاولى ستتكبد المزيد من الخسارات نتيجة الاغلاق المستمر. الكثيرون سيضطرون اللجوء للاقتراض في شروط مجحفة ونسبة ربى جنونية فقط لكي " يمشوا مصلحتهم" ويمنعوا انهيارها المالي والاقتصادي.

وأضاف: هذا كله سيزيد من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والتربوية وبدون حلول جذرية تشرك رؤساء السلطات المحلية، مؤسسات المجتمع المدني، اعضاء الكنيست، نقابة الاطباء، نقابة مراقبي الحسابات، نقابة العمال، نقابة المحامين، لوضع خطة عمل تتلاءم مع حاجات وخصوصيات وسطنا، تنشر الوعي بين الناس عن خطورة المرض وتبعاته، تساعد الناس على ايجاد حلول اقتصادية تعيد لنا ثقتنا بقدرات مجتمعنا الذي يملك طاقات اقتصادية، طبية وعلمية وعلينا الاستفادة منها. المبادرة لبناء صندوق دعم للعائلات المستورة التي زادت هذه الايام. علينا كلنا ان نصحو ونعمل لزيادة الروابط بيننا في ظل الظروف الصعبة.

وختاما طالب الحكومة مد يد الدعم للشرائح الضعيفة واعطائها شبكة امان اقتصادي تخصص للشرائح المتدرجة في سلم الفقر بين 5-1 حيث يوجد هناك اغلب ابناء مجتمعنا. يمكن ان يكون الدعم بمنح للأفراد وبقروض للمصالح. الناس تفني عمرها بدفع مخصصات التامين الوطني وان الاوان لتمكين هذه المؤسسة لدعم الشرائح الضعيفة. ادعو اعضاء الكنيست العرب الى تجميع هذه المؤسسات المدنية المجتمعية، لبلورة خطة عمل مفصلة بالتعاون مع مؤسسات الدولة، بناء طواقم عمل تنتشر بالأحياء وبين الناس لنشر الوعي والتصدي لتبعات الجائحة الاجتماعية والاقتصادية. هذا مطلب الساعة وامل ان يجد اذانا صاغية.

باتت الكورونا الاقتصادية أخطر اضعاف الكورونا الصحية

الخبير الاقتصادي د. وائل كريم قال بدوره لـ "بكرا": باتت الكورونا الاقتصادية أخطر اضعاف الكورونا الصحية ان العنف الاقتصادي الذي ينهش جسد شعبنا أصبح يهدد وجودنا على هذه الأرض حيث باتت السوق السوداء وسيطرة عائلات الاجرام على تعاملاتنا الاقتصادية من أخطر ما واجهه شعبنا منذ النكبة الأولى. تداعيات جائحة الكورونا الاقتصادية على مجتمعنا كثيره، وهي لا تقتصر على الاضرار الصحية فقط، بل تعدتها الى انهيار مصالح تجاريه كثيره، وارتفاع حاد في نسبة البطالة ومنها الى نفاذ السيولة لدى عائلات كثيره كما هي المصالح التي اغلقت أبوابها او على الاقل خسرت امكانات اقتصاديه كثيره بدأت تهدد قدرتها على الاستمرار، وهنا دخلت القوى الإجرامية بشراسه الى محيطنا الاقتصادي ان كان من خلال سرطان القروض ذات الفوائد الجنونية، او من خلال تدخلها في جباية الديون المستعصية. غياب البنوك عن البلدان العربية وعدم وقوف الدولة مع هذه المصالح لتسهيل قروض ميسره لها كان المحفز الاساسي الى دخول السوق السوداء الى الفراغ التمويلي القائم في بلداتنا. من هنا فإن ضرورة اقامة بنك اجتماعي عربي في هذه المرحلة هو الدواء الوحيد الذي يمكن من خلاله تحصين المجتمع من جائحة العنف الاقتصادي، طبعا ناهيك عن حملة توعيه سريعة للحد من انزلاق الجمهور العربي الى هذه الهاوية. من هنا ادعو كل القيادات العربية وعلى رأسها رجال الاعمال العرب الى الانضمام الان الى مبادرة اقامة هذا البنك والا دفعنا جميعا ثمن تجاهلنا لهذا المرض الخبيث الذي يفتك في مجتمعنا.

انهيار اقتصادي للسياحة والمقاهي ومرافق اقتصادية اخرى

المحاضر الاقتصادي د. علي أبو زيد قال ل "بكرا": نتنياهو يرضخ لضغوطات الاحزاب الدينية والقرار اغلاق جزئي بدل اغلاق شامل للمدن الحمرا اعتبارا من اليوم الاثنين الموافق 7/9/2020 من السابعة مساء الى الخامسة صباحا، وامكانية اغلاق شامل بالتزامن مع عيد راس السنة العبرية يهدد الجميع وينذر بانهيار اقتصادي للسياحة والمقاهي ومرافق اقتصادية اخرى وذلك بحجة الحد من تفشي فيروس كورونا.

وتابع: للحد من انتشار الفيروس في مجتمعنا العربي علينا اتباع الخطوات التالية تحديد عدد المشاركين في الاعراس والحفلات ومن العائلية من الدرجة الاولى، اغلاق بيوت الاجر، اغلاق الاسواق غير المنظمة، الامتناع عن السلام والتقبيل، الابتعاد عن الاماكن المزدحمة والمحافظة على النظافة. الاغلاق يضر بالاقتصاد العام، وبشكل خاص اصحاب المقاهي والمرافق التجارية، وسيودي الى ازدحام في الساعات الأخيرة قبل الاغلاق مما يودي الى احتمال انتشار الفيروس نتيجة للازدحام بسبب الاغلاق المبكر للمرافق التجارية. نتنياهو يفشل في ادارة الازمة وذلك لانشغاله الدائم في الامور المتعلقة بالانتخابات والامور الشخصية، مجتمعنا العربي بحاجة الى رفع درجة الوعي وتغيير نهج التعامل مع الفيروس ومع الوقاية من هذا المرض الخطير وسريع الانتشار. على اعضاء البرلمان، لجنة المتابعة ومنتخبي الجمهور تكثيف الجهود والتواصل مع الناس بواسطة شبكات التواصل الاجتماعي والرسائل الالكترونية للحد من انتشار الفيروس ورفع شبح الاغلاق الشامل للمدن والقرى العربية.