وصف الممرض الشاب سليم حنا سليمان، معاناة أفراد عائلته المؤلفة من ثمانية أشخاص مع مرض الكورونا، الذي أصابهم جميعا، ولا يزال البعض منهم يتلقى العلاج في المستشفى وخاصة والده الذي يتنفس بمساعدة الأكسجين. وروى الممرض سليم سليمان الذي يعمل في مستشفى "الجليل"، في مدينة نهاريا، أنه لا يعلم مصدر العدوى التي اجتاحت بيته وأصابتهم جميعا حتى طفلته الرضيعة البالغة من العمر شهرين. وقال الممرض سليم حنا سليمان في حديث للمكتب الناطق بلسان وزارة الصحة: "نحن نعيش في هذه الدوامة منذ الثامن عشر من الشهر الماضي أي قبل حوالي 20 يوما. أجريت فحصا تبين خلاله أنني مصاب، وكذلك زوجتي، ثم أبلغت أهلي بأنني وزوجتي أصبنا بالعدوى وأن عليهم إجراء الفحص، وكانت جميع النتائج إيجابية. في البداية كان أفراد العائلة يشعرون أنها تجربة مثيرة وأنهم يجلسون معا في البيت دون أعراض تذكر، لكن مع مرور الوقت صرنا نتساقط الواحد تلو الآخر. زوجتي عانت من ارتفاع في الحرارة وضعف عام، وأنا عانيت من السعال والهزال والمغص والغثيان والتقيؤ وارتفاع في الحرارة وضعف عام، وجميعنا بدون استثناء فقدنا الشهية للطعام وفقدنا حاسة الذوق، وصرنا نأكل القليل فقط للبقاء على قيد الحياة. أنا شخصيا لم استطع مغادرة السرير وكل هذا رافقه هبوط بالوزن بسبب فقدان الشهية".
وعن الطعام والشراب قال سليمان: "الأقارب كانوا يحضرون لنا الطعام ويضعونه عند مدخل البيت، لكننا – كما قلت لك - فقدنا الشهية للطعام والأمر لم يكن سهلا على الطلاق. في اليوم الثاني عشر نقل الوالد الى المستشفى وفي صورة الأشعة ظهر انسداد في الرئتين وبدأ يتنفس بمساعدة الأكسجين وكاد يصل الى جهاز التنفس لولا التأخر عن تلقي العلاج، ولا يزال حتى اليوم يتنفس بمساعدة الأكسجين وسيغادر المستشفى مع جهاز يساعده على التنفس حتى تختفي مضاعفات المرض".
وعن طفلته التي لم تتجاوز الشهرين قال: "ظهر لديها ضعف عام وكانت نائمة طوال الوقت لكنها اجتازت المرحلة بسهولة ولم ترتفع حرارتها، وكان لدينا خوف عليها نظرا لأن مناعتها لم تكتمل بعد".
وختم الممرض سليم حنا سليمان بالقول إن "الكورونا ليست بالمرض السهل كما يظن الكثيرون بل هي حالة مرعبة يشعر فيها الانسان بقلّة الحيلة وعدم القدرة على فعل أي شيء أمام فيروس ينهش جسده بأشكال مختلفة كل يوم".
[email protected]
أضف تعليق