ضرر مضاعف وأزمة عميقة طالت أصحاب المطاعم والمصالح التجارية في الناصرة في الشهور الأخيرة، بسبب الظروف التي فرضاه فيروس الكورونا، وبسبب التخبطات الحكومية غير المدروسة والقرارات السريعة والمتغيرة، التي تتخذ دون دراسة كافية ودون الاخذ بعين الاعتبار تأثيرها على مختلف الفئات.

بالأمس أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن اغلاق ليلي لبعض البلدات والمدن العربية يبدأ من الساعة السابعة مساء حتى الخامسة فجرا اذ تغلق المحلات التجارية والمطاعم أبوابها بين هذه الساعات ما دفع أصحاب المطاعم الى الالتزام والاعلان عن عدم استقبالهم المواطنين علما ان هذا الوقت يعتبر الوقت الأفضل لاستقبال الزبائن حيث يزور الناصرة المئات من الزبائن ويجلس في المطاعم العشرات.


مراسلة "بكرا" تجولت في الناصرة وتحديدا منطقة العين التي تعتبر منطقة سياحية واجتماعية تستقطب عدد كبير من السياح والزائرين اليهود. وأعرب اصحاب المصالح التجارية عن استيائهم من الوضع الحالي والتخبط الذي تنتهجه الحكومة دون دراسة ويؤثر عليهم الى حد بعيد، فمنهم من سبب هذا الاغلاق خسارة لا تطاق مع الاستمرار بالرغم من ذلك بدفع الضرائب الحكومية بدلا من ان تدعم الحكومة أصحاب هذه المصالح، ومنهم من توقع ان تكون الازمة قد مرت هذا الوقت بالذات وعاد ليعمل بكل جهده ليتفاجأ بقرار حكومي جديد بالإغلاق، ومنهم من لم يربح خلال يوم أكثر من عشرة شواكل. عدا عن ان هناك عدة مصالح انهارت اقتصاديا وأغلقت أبوابها.

بسبب الاغلاق الليلي الناس ستختفي ولن نعمل مساء
سعيد الزعيم صاحب مطعم الزعيم في الناصرة عقب قائلا على هذه الخطوة: لم نخرج حتى اللحظة من الازمة الاقتصادية التي مررنا بها قبل أشهر حيث انخفض الاقبال على المحلات التجارية حتى أكثر من 60% الأحوال المادية تضعضعت وقرار الاغلاق هذا ليس لصالحنا، منذ عيد الأضحى لا نشهد الاقبال المطلوب ولكن لا يمكن ان نرفض ما اقرته الحكومة.
ونوه قائلا ل "بكرا": قبل فترة لم اعمل لمدة ثلاثة أشهر ولم احصل على أي تعويض وحتى اليوم لم يصلني أي تعويض او اهتمام لأصحاب المصالح وكنا قد ارسلنا المعاملات التي طلبوها ولكن لا حياة لمن تنادي.
وتابع: للأسف بسبب الاغلاق الليلي الناس ستختفي ولن نعمل مساء خصوصا يومي الجمعة والسبت اليومين اللذان يعتبران الأكثر استقطابا للسياح والزوار، كما ان عدم الثبات في القرارات هو نهج خاطئ وغير صحيح، وسبب ضرر كبير لأصحاب المحلات التجارية.

ضرر اقتصادي كبير

ايمان لبس صاحبة مطعم ومقهى في الناصرة قالت: الحكومة حتى اليوم تتخبط ولا تعرف كيف تحارب الفايروس من خلال قرارات جيدة تساعد الناس صحيا دون ان تعطل الاقتصاد خصوصا ان القرارات متخبطة وسريعة دون دراسة ويتم تغييرها بشكل عشوائي، نحن بتواصل مستمر مع الشرطة حتى نعلم اذا كنا سنفتتح المحل ام لا، تخبطات حكومية ونزاعات سياسية بين الأحزاب الكبيرة، على حساب الشعب وأصحاب المصالح، نحن وصلنا الى مرحلة نحضر كميات طعام في نهاية الأسبوع ويطلبون منا رميها والامر يسبب لنا ضرر اقتصادي رهيب عدا عن نشر الرعب، علما اننا في المحل ملتزمين بإرشادات وزارة الصحة ونستعمل الكمامات ويكون هناك مسافة بين الطاولات ولكن المشكلة ان القرارات الحكومية غير واضحة ولا يوجد استراتيجية واضحة.
ونوهت قائلة: قبل أشهر كان هنالك اغلاق كبير وطالنا ضرر اقتصادي كبير حيث لم يتم تعويضنا، وكل القروض التي قمنا بتأجيلها حصلت البنوك على تعويض من خلال زيادة الفائدة كما ان البلديات التي تجبي الضريبة من المواطنين والمصالح التجارية ستتوقف عن ذلك والامر سيسبب لها ضرر اكبر خصوصا السلطات المحلية التي تواجه عجزا كبيرا.

ضبط الامور

وقالت: يجب أن يكون هنالك وضوح في الاغلاق وضبط الأمور التي تسبب انتشار الفايروس لانه بحسب الاحصائيات الأخيرة فان المطاعم هي الأقل ضررا من ناحية انتشار الفايروس، وأيضا يجب تخفيف الضرائب، لان الهبات البسيطة التي يعطونا إياها بسيطة جدا ولا تصل الى ربع احتياجاتنا، حتى التعويض الذي حصلنا عليه في النهاية دفعناه ضريبة. نحن نتفهم قرارات الوزارة والحكومة بالاغلاق ولكن يجب ان تتوقف الجهات المختصة عن التخبط في قراراتها وان يجدوا حلول فعلية وليس مؤقتة دون ان تسبب ضررا اقتصاديا.
أبو معروف صاحب بسطة مشروبات طبيعية يفتح بسطته المتواضعة في ساحة العين منذ سنوات طوال ويعتبر مغناطيسا للسياح والزائرين قال: الضرر طال الجميع والان عملية الاغلاق ستسبب ازمة مضاعفة، ولم احصل علت تعويض والاغلاق الجديد الان سيطالني ضرر كبير يصل الى نسبة 80%.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]