أقار إعلان اغلاق البلدات المعرفة بالحمراء بسبب حدة انتشار فايروس كورونا فيها عاصفة من الآراء المتباينة بين الاقتصاديين من مؤيد ومعارض، حيث رأت المحامية الاقتصادية لنا ورور ان امكانية فرض اغلاق على المدن والقرى المصنفة كحمراء، بما ضمنها العربية، بلا شك سوف تؤدي الى تدهور الوضع الاقتصادي من جديد وزيادة الضائقة المادية على اصحاب المتاجر، الحاق الضرر بالعمال وغيرهم من الفئات العاملة. الاغلاق بدون اي شك سوف يؤثر على طلاب المدارس الذين خسروا ايام دراسية عديدة وعلى كبار السن مما يزيد ضائقتهم النفسية.

هذه الخطوة محتمة للحد من انتشار المرض وذلك لعدم انصياع الشارع العربي للقرارات

وتابعت قائلة: مع كل هذه التأثيرات وغيرها، الا انه في الوضع الراهن، هذه الخطوة محتمة للحد من انتشار المرض وذلك لعدم انصياع الشارع العربي للقرارات والتشديدات السلوكية. عدم تحمل المسؤولية كأفراد وكمجتمع، يحتم دفع ثمن غالي بهدف محاولة الحد من انتشار المرض، على امل ان يستجيب الشارع لأمر الاغلاق ولا يصعب فرضه. من المهم ان نذكر بهذه الايام، ان الافراد، العائلات والشارع اجمع بحاجة ماسة الى قدوة يحتذي بها والى دعم وتفهم لوضع البيت العربي، قدوة نفتقر لها في بلدياتنا وسلطاتنا المحلية.

ثقب اسود قد يسبب ضرر اقتصادي كبير قد لا نرى تأثيره الا بعد سنوات عدة

فادي رباح مراقب حسابات ومستشار اقتصادي رأى ان البلدات العربية قاب قوسين أو أدنى من الدخول في الحظر الشامل، وقال: على صدى من أصوات الحفلات والاعراس التي لا تأبه بفايروس كورونا ولا يلتزم صاحب الحفل والحضور بتعاليم السلامة بل على النقيض تراهم ذاتهم في البنك او في الشارع يلتزم بالتعليمات وهذا التناقض المخيف يقض مضجع المسؤولين عن أداره الأزمة بالذات البروفيسور غمزو الذي قام بزيارة بعض البلدات العربية للاطلاع على المستجدات مما ارداه الأمر الى خيبه أمل عارمه.
وتابع: فلا محال الضربة الاقتصادية الثانية قادمة وبقوة وستقوم بأضرار جسيمه على قسم لا يستهان به من المصالح الصغيرة هذه المصالح التي ما زالت حتى الان تحاول أن ترمم الجراح من الضربة الاقتصادية الاولى، والسؤال الاقتصادي المطروح على الطاولة: أي فئة يا ترى ستتلقى الضربة؟ الجواب البديهي: المستقلين السؤال الثاني: من سيدفع ثمن الضربة؟ الجواب البديهي: المستقلين السؤال الثالث: من هي الفئة الأكبر التي تدفع مجمل ضرائب أكثر من غيرها وتتحمل أعباء ماليه أكبر؟ الجواب هو المستقلين ايضا
وختاما قال: هذه التناقضات في كلا الأمرين اعلاه، عباره عن ثقب اسود قد يسبب ضرر اقتصادي كبير قد لا نرى تأثيره الا بعد سنوات عده. ونسأل الله تعالى الخير والسلامة، وأن يتغمدنا برحمته لتنقشع هذه الغمامة السوداء عن العالم أجمع.

الاغلاق له تأثير وسلبيات اكثر من الإيجابيات

محمود عاصي اقتصادي ورئيس سلطة محلية رأى ان الاغلاق له تأثير وسلبيات اكثر من الإيجابيات وتابع: واضح انه القصد من الاغلاق هو الحد من ارتفاع عدد الاصابات ولكن من المؤكد ان الاغلاق سيعمل نتيجة عكسيه لأنه سيؤثر على كل الحياه اليومية ويضرب اصحاب المصالح والمحلات التجارية ضربه قاضيه ومما قد يضعف الوضع الاقتصادي بهذه البلدان واهم من ذلك ان الاغلاق يؤدي الي اجتماع متواصل بعائلات وهذا قد يزيد من نقل العدوى وزيادة الاعداد بدل من الحد منها وبالتالي نصل الي نتيجة عكسيه من الهدف المقصود

ابعاد اقتصادية
بدوره قال مدقق الحسابات والمحامي هاني نجيب حاج يحيى: ان قرار الاغلاق للبلدات الني صنفت بالحمراء حسب مقياس جامزو وعلى الاخص البلدات العربية (24 بلده من اصل 34) سيكون له ابعاد اقتصاديه قويه جداً وهي بمثابة توجيه ضربه قاسيه لاقتصاد هذه البلدات التي في حالة الطبيعة موجودة تحت وضع قاسي منذ انتشار وباء الكورونا.

الحديث يدور عن اغلاق بلدات عربية تحتوي على عدد سكان كبير كالناصرة، ام الفحم، الطيبة، الطيرة، كفر قاسم، رهط وبلدات اخرى بأعداد كبيره. وسوف يتم اغلاق قسم من المصالح التجارية بهذه البلدات اضافة لمصالح اغلقت سابقاً. والمشكلة ان دخول هذه البلاد الى منطقه حمراء يحتم ادخال تقييدات صعبه منها اغلاق المدارس والمرافق التعليمية تحديد الحركة وما شابه مما سيؤدي الى مشكله كبيره عند الأهالي وكيفية التعامل مع الموضوع ومشاكل بالعمل مما سيؤثر كثيراً على دخل العائلات وانهيار اقتصادها.
فما لبثت هذه البلدات ان تنفست نوع من الانفراج اليسير بفتح المرافق التجارية وبداية النهوض بنفسها ها هي تعود الى مرحله سابقه من الاغلاق وشل الحركة الاقتصادية مره اخرى والدخول الى دائرة المجهول الذي يثقل العبء على هذه البلدات المنهكة سابقاً، وناهيك عن تلكؤ الحكومة بإيجاد حلول للازمه الاقتصادية بسرعه في المرحلة الاولى للوباء والتخبط في الخطط الاقتصادية المتعاقبة وتفعيلها على ارض الواقع لاحقاً
يجب التكاتف والعمل على الغاء هذا القرار المجحف حيث ان منظومة الرامزور الاحمر لغامزو تعتمد على معطيات ومعايير ليست بالضرورة ان تكون دقيقه وملائمه للوسط العربي بسبب اشكاليات كثيرة. يجب اعادة النظر بقرار جامزو وفحص المعطيات بدقه قبل اتخاذ قرار الاغلاق وتفعيل الاجراءات القانونية لتطبيق التعليمات من قبل الجهات المسؤولة بدل الاغلاق. من ناحية اخرا يجب عدم التنصل من مسؤوليتنا كمجتمع وعدم اتباع الكثير من الناس تعليمات وزارة الصحة وبالأخص اقامة الاعراس بأعداد كبيره والتجمهر غير المبرر.

ونوه: بما أن الوضع خطير جداً يترتب على المواطنين التفكير ملياً بموضوع الاعراس والعزومات وبات من الضروري ان تؤجل الاعراس لمدة شهر حتى يتسنى القيام بالأعراس دون خطر او اقامة اعراس مختصره جداً كي تقلل من نسبة المصابين بالوباء. اذا تم قرار الاغلاق سوف يتطلب الامر ضخ ميزانيات للبلدات العربية من اجل حل الازمه الصحية بسرعه وتوعية الجماهير لما هو في مصلحتهم وتكثيف الاجراءات القانونية لتنفيذ التعليمات العادية من قبل الجهات المسؤولة. وكذلك الامر بتطلب ايضاً ضخ ميزانيات تعتمد على خطه اقتصاديه اضافيه لهذه البلدات كي تتمكن على الاقل من الحفاظ على الموجود ومحاولة النهوض بنفسها وعدم الانزلاق لكارثه اقتصاديه.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]