رغم اقتراب افتتاح العام الدراسي الجديد يوم الثلاثاء، إلا أن وزارة المعارف لم توفر حتى الان الميزانيات المطلوبة لضمان استمرارية برامج التعليم اللامنهجي في البلدات العربية، وذلك بحجة عدم المصادقة على ميزانية الدولة والوضعية الاقتصادية بالبلاد.

جهات كثيرة أخرى أيضا لم تتلق الميزانيات الموعدة بها منذ سنوات خصوصا في المجتمع العربي كما برز مؤخرا انه لم يتم تحويل الأموال المخصصة للمجتمع العربي ضمن خطة التطوير الاقتصادي 922 كل ذلك يتزامن مع استقالة رئيس قسم الميزانيّات في وزارة الماليّة استقالته مساء اليوم الأحد، في خطوة تعكس فشل المنظومة الاقتصاديّة والمسؤولين عنها في إدارة الأزمة الاقتصاديّة الناجمة عن وباء كورونا. حيث شاؤول مريدور في مكتوب استقالته الذي وجهه الى وزير الماليّة يسرائيل كاتس أنه "لا يستطيع دعم الإدارة المفسدة المتبعة في الأشهر الأخيرة، لا شكّ ان وظيفتك كوزير للمالية قيادة العمل، لكن لا يمكنك فعل ذلك خلال تجاهلك الحاجة بعمل مقرّ مرتب وخبراء مهنيين، وبالتأكيد لا يمكنك العمل مع الدوس على القواعد، المعطيات، محاولات تغيير تقديرات الميزانية لخلق مصادر وهميّة من أجل توزيع ميزانيات إضافيّة".

الاقتصادي بشار قاسم اعتبر كتاب الاستقالة رسالة واضحة لمتخذي القرارات بانه يجب اتباع خطة اقتصادية شاملة وواضحة المعالم لمواجهة التبعات الاقتصادية لازمة الكورونا. السياسة الاقتصادية ترتهن الى امتثال الجانب الاقتصادي من خبرات ومعرفة مع سياسات الحكومة المتمثلة بوزير المالية. مريدور يشير في كتاب الاستقالة الى وصوله الى طريق مسدود في التعامل مع الوزير لعدم وجود ميزانية للحكومة منذ العام 2018 يشار ان الوزير حاول بالأمس اخراج المستشار القضائي لوزارة المالية من حيثيات نقاش اقتصادي وارغمه على السكوت.

هنالك العديد من الاخبار والتسريبات التي تشير ان هنالك عدة محاور من خبراء واصحاب مناصب رفيعة في وزارة المالية في طريقهم للخروج من وظائفهم او الاستقالة. يجب ان نتذكر ان المسألة غير شخصية وخصوصا كون شاؤول مريدور هو ابن الوزير السابق في حكومات الليكود دان مريدور الوضع اليوم غير سليم من ناحية اقتصادية في ظل حكومة عادية فكم بالحري في ظل ازمة الكورونا. الدولة تحتاج الى علاج للمشاكل الاقتصادية المستعصية، مئات الالاف من العاطلين عن العمل والالف المصالح مهدده بالإقفال. لا اذكر ان حصلت مواجهة بهذا الشكل بالسنوات الاخيرة بين وزير المالية وكبار موظفيه. عادة التوجهات المختلفة يتم صياغتها بشكل او باخر داخل اروقة الوزارة. هذا وضع خطير وادعو الحكومة الى التروي قبل الوصول الى هكذا وضعية.

وأخيرا قال: بالنسبة للخطة 922 المخصصة للوسط العربي، اعتقد ان تأثير تغيير هذا الموظف او ذاك لن تغيير شيء. على القائمة المشتركة الضغط والمزيد من الضغط على وزارة المالية والحكومة لاستمرار تنفيذ الخطة وحتى بشكل متسارع أكثر.

استقالة مريدور القت بظلالها على الصعيد المحلي والصعيد العالمي وكشفت عن الفشل الإداري للحكومة

عقب مدقق الحسابات والمحامي هاني نجيب حاج يحيى على الاستقالة قائلا: ان استقالة السيد مريدور رئيس قسم الميزانيات في وزارة المالية من منصبه القت بظلالها على الصعيد المحلي والصعيد العالمي وكشفت عن الفشل الاداري للأزمة الاقتصادية الناجمة عن وباء الكورونا. من الجدير بالذكر انه سبق ذلك استقالة المحاسب العام السيد يحزقياهو وعلى ما يظهر انه ستتم استقالات لشخصيات اخرى كالمستشار القضائي لوزارة المالية مسينج بسبب تهميشه وكذلك في الفترة الأخيرة يتم تهميش ومضايقة المديرة العامة للوزارة كيرن تيرنر التي عينها كاتس بنفسه وكانت قبل ذلك المديرة العامة لوزارة المواصلات .كل هذه الامور من شأنها ان تؤثر على الوضع الاقتصادي والتدريج الاقتصادي للدولة عالمياً الذي يعتمد ليس فقط على المعطيات المالية وانما يعتمد على كيفية ادارة الامور المالية من قبل الحكومة والوزارة ورسالة الاستقالة التي بعثها مريدور للوزير كاتس تكشف عن سوء الادارة المالية والاقتصادية.

ونوه: من جهة مريدور فقد علل سبب استقالته بالمنحى الذي تسير به الامور من ناحية ادارة الميزانية العامة للسنه الحالية والسنه القادمة وان الدولة لم تصادق على الميزانية منذ بداية سنة 2018 ويضيف انه في الفترة الاخيرة وخصوصاً بالأسابيع الأخيرة تسير الامور بشكل غير سليم من ناحية اتخاذ القرارات حيت تتسم اكثر قرارات سياسيه بصوره استعلائية من قبل وزير المالية كاتس من منطلق مصالح ضيقه وغير موضوعيه بدون الاستعانة بالطاقم المهني للوزارة وتهميشه من حيث اتخاذ القرارات، وانه يتم تغيير حجم الميزانية بشكل دائم بدون أي جلسة تباحث الامور ودون تفكير عميق واخذ النتائج للقرارات على المدى البعيد حيث ستؤثر على المواطنين مستقبلاً وان القرارات بشأن رصد اموالاً طائله للتعويض بسبب جائحة الكورونا تتخذ بدون مصادر تمويل لها وحتى شدد انه في بعض الاحيان يتم استعمال مصادر وهميه لتمويل ذلك.

الموظفون في وزارة المالية ومنهم مريدور بنوا لنفسهم مصدر قوه لا يستهان به في موضوع ميزانية الدولة

وأشار: باعتقادي ان كبار الموظفين في وزارة المالية ومنهم مريدور بنوا لنفسهم مصدر قوه لا يستهان به في موضوع ميزانية الدولة على مر السنين وأصبحوا من المؤثرين الاقوياء على اقتصاد الدولة وفي بعض الاحيان تأثيرهم اقوى من المدير العام والوزير وطبعاً هذا الامر لم يرق لرئيس الحكومة ولوزير المالية كاتس الذي يعتبر بلدوزر في العمل وتحريك الامور العالقة بصوره قوية واعتبروا ان التأخير في معالجة الامور المالية القاهرة تسبب بأضرار جمة للمستقلين والعاملين. ان التناحر القائم بين الوزير كاتس وكبار الموظفين في وزارة المالية والاستقالات، كل هذه الامور لا تضيف الهدوء لإدارة الازمه المالية وتعمق عدم ثقة الجمهور والمرافق التجارية المحلية والعالمية باقتصاد الدولة على المدى القريب والبعيد.

وتابع ل "بكرا": حسب رأيي المسألة ليست خلافات على وجهات نظر ما هو الافضل للاقتصاد وللمواطنين بل انه يوجد وزير ماليه جديد قوي سياسياً وعنده طموحات لإحداث تغييرات جذريه بمنظومة التعامل مع الموظفين الكبار بوزارة المالية ويريد ان تكون الغلبة فيه للجانب السياسي على الجانب المهني بدون انتقادات وما شابه وحتى لو جاء ذلك على حساب انهاء عمل هؤلاء الموظفين. عملياً الوزير يطبق نهج وسياسة رئيس الحكومة نتانياهو ويريد موظفين موالين ومطيعين لسياسته دون انتقادات او ملاحظات وإذا لم يحصل ذلك يتم الهجوم عليهم من قبل مناصري الحكومة وبالأخص من قبل عائلة نتانياهو كأبنه يائير، وهذا ما حصل مع السيد مريدور الذي هوجم من قبل عائلة نتانياهو بصوره شديده وفظه عدة مرات. والاهم من ذلك ان الاستقالة للموظفين الكبار كمريدور تبعث برسالة واضحة للمعنيين بتقلد هذه المناصب ان اعلموا انه اذا لم تكونوا موالين للوزير ولرئيس الحكومة وتفضلوا ذلك على الجانب المهني سوف يتم مضايقتكم وبالتالي تخليكم عن هذه المناصب. في الحقيقة انه في الآونة الاخيرة لوزير المالية يوجد سيطرة كامله على زمام الامور الاقتصادية لان الدولة تعمل بدون ميزانيه مصادق عليها منذ فتره طويله وهذا يهمش بطبيعة الحال تأثير الجانب المهني بالوزارة

ورأى ان حدوث الاستقالات لكبار الموظفين بوزارة المالية ودخول اخرين سوف يؤجل برامج ومشاريع التي تم المصادقة عليها سابقاً لأنه حتماً سيتم احداث تغييرات على الميزانية وترتيب للأولويات وتغيير بالسياسة الاقتصادية بالأخص وجود وباء الكورونا فمن غير المستبعد ان يتم تأجيل او الغاء مشاريع معينه تمت المصادقة عليها سابقاً لبعد الانتهاء من وباء الكورونا.

سيستمر المواطن بالعناء نتيجة المعركة

المستشار الاقتصادي خالد حسن قال بدوره ل "بكرا": كنا قد نوهنا منذ زمن عن علاقة رئيس الحكومة نتنياهو وزمرته مع موظفي الحكومة الكبار ومحاولات السيطرة على جميع المكاتب الحكومية والوظائف المهمة لكي يفرض نفوذه بدون أي معارض، تماما كما هو الحال بسياسة نتنياهو ضد كل من يحاول منافسته من داخل بيته الليكود أو من داخل حصنه اليمين أو حتى من خارج سربه كاليسار أو المركز، فكل من يحاول ذلك يسارع نتنياهو بدهائه الغريب أن يزيحه من طريقه.

وتابع: فكم بالحري إذا كان موظف حكومي كبير ومهم في وزارة المالية مثل شاؤول مريدور والذي "يصادف" أن يكون ابن دان مريدور والذي لا يكن له نتنياهو أي احترام! إن دلّ مكتوب الاستقالة الذي خطه شاؤول مريدور على شيء إنما يدل على الانحدار الذي يتلاطم به اقتصاد إسرائيل، وهذا بائن للعيان من كثرة القرارات الكثيرة والسريعة وبنفس الوقت الخاطئة التي يتخذها رئيس الحكومة نتنياهو ووزيره كاتس وأيضا واضح من عدم نية نتنياهو وزمرته السياسية بعدم إقرار ميزانية ثابته إنما إصدار قرارات حسب أهوائهم لكي يحافظ نتنياهو على عرشه الذي لطالما سبب الكثير من الخسائر الإدارية والبنيوية للدولة لكي يسود هو وزمرته وحتى لا يعطي المجال لأي موظف حكومي أو أي سياسي أن يعكر صفو حكمه. المعركة مستمرة بين السياسيين وموظفي الحكومة المهنيين والذين هم يديرون شؤون الحكومة في فترة نتنياهو، وبالتالي تأثير هذه المعركة سيستمر المواطن بالعناء جراء تلك المعركة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]