بعد التوقيع على اتفاقية السلام بين اسرائيل والامارات العربية المتحدة، والتي ستشمل فتح سفارات ورحلات جوية مباشرة بين البلدين والتعاون في مجال السياحة والاستثمار والتعاون الأمني.

تحدث مراسلنا مع د.سامي ميعاري، عالم الاقتصاد، والمحاضر الجامعي في جامعة تل ابيب واكسفورد الذي تحدث عن الجوانب الاقتصادية من هذه الاتفاقية والتي من المتوقع ان تحقق كل من الدولتين مكاسب اقتصادية

اتفاقية تحديث علاقات

ولكن بداية تحدث د. ميعاري عن الاتفاقية قائلا :" هذه ليست اتفاقية سلام انما اتفاقية تحديث علاقات، وبالتالي مهم جدا ان نعرض أي موقف سياسي من هذه الاتفاقية، وان أي اتفاقية مع العالم العربي ،وان اردنا ان يكون لنا عمق استراتيجي هناك، يتوجب ان تخدم هذه الاتفاقية الفضية الفلسطينية، وكل ما هو غير ذلك مرفوض، وكل ما اعرضه هو قراءة المعطيات الاقتصادية وعرضها بشكل علمي ومهني لا غير.

الاستفادة في مجال النفط والغاز والعقارات

وأضاف د. ميعاري:" من الواضح ان هذه الاتفاقية سوف يكون لها تأثير عل الاقتصادين الإسرائيلي والامارتي، إسرائيل سوف تستفيد في اهم مجال وهو النفط والغاز، من خلال شراء نفط بسعر اقل، ونقله بتكلفة اقل، لان جتى الان النفط ينتقل من كردستنان عن طريق تركيا، وهذا يكلف تكاليف باهظة، اذ غلاء النفط يأتي من تكلفة النقل وليس من السعر، وهذا يؤثر على الإنتاج ويؤدي الى تخفيض تكلفة الانتاج في إسرائيل، وبالتالي يؤدي الى تشغيل عدد كبر من العمال.

في الجانب الاخر من ناحية الامارات هذا يفتح السوق الامارتي، لانه مستهلك كبير للطاقة، ومن ناحية أخرى إسرائيل سوف تستفيد كثر على مستوى السياحة والعقارات، على مستوى السياحة، فالامارات سوف تستفيد من هذه الاتفاقية على اعتبار ان إسرائيل هي منطقة ذات مناخ مقبول، يرتبط ذلك في الاكل الشرقي، واللغة العربية الموجودة بكثافة، واضف لذلك البعد الرابع وهو الأماكن المقدسة، فهذه سوف تجلب السائح الامارتي الى إسرائيل".

اما بالنسبة لموضوع العقارات، وهو احد اهم المواضيع التي يعاني منها الاقتصاد الإسرائيلي، هي قضية تراجع العقار وخاصة في تل ابيب في الفترة الأخيرة، وكانت هنالك توقعات بان ينتج من ذلك ازمة اقتصادية كبيرة في إسرائيل ، في السنوات القريبة في هذا المجال، وبالتالي اذا حدث، وتم الاستثمار ي العقار من قبل الامارات، فهذا سوف يساعد عافية سوق العقارات في إسرائيل.

تكنولوجية المعلومات والهايتك

واردف عالم الاقتصاد :" في الجانب التكنولوجي والهايتك ، فهذا سوف تستفيد منه الامارات باعتبار انها تريد ان تطور اكثر في مجال السايبر وتكنولوجيا المعلومات، وإسرائيل متطورة في هذا المجال، وبالتالي أتوقع ان تكون هنالك استثمارات بأحجام كبيرة في مجال تكنولوجية المعلومات والهايتك في السنوات القريبة، من قبل مستثمرين اماراتيين

من ناحية الكفاءات اظن الكفاءات الموجودة هنا هي كفاءات عالية جدا، وتتخرج من جامعات متطورة جدا في مجالات مختلفة التي ممكن ان يتم استغلال هذه الكفاءات وتشغيلها في أجور عالية في منطقة الامارات، وخاصة في منطقة أبو ظبي، كل هذه العلاقة الاقتصادية، سوف تكون مبنية ما بين القطاع العام والقطاع الخاص الإسرائيلي مع القطاع العام الامارتي، وليس مع القطاع الخاص الامارتي والذي سوف يكون خارج اللعبة، باعتبار ان القطاع الخاص هو عبارة عن شركات عملاقة موجودة في الامارات يملكها رجال اعمال من سوريا ولبنان وفلسطين ومغتربين، وبالتالي لن يسمحوا لأنفسهم ان يكون هنالك نوع الحرمان الشعبي على هذه الشركات، اذا اقامت علاقات مع شركات إسرائيلية. 

واختتم د. ميعاري:" الامارتيون متطورون جدا، واكثر من إسرائيل في ادراكهم للاستثمار الجيد وغير الجيد، ومن يعتقد بان الامارتيين، وبسهولة يمكن ان يُستثمر في سوقهم اذا لم يكن لديه القيمة المضافة للاقتصاد، فهو مخطئ، وبالتالي يجب دراسة الاستثمار ودراسة الجدول الاقتصادي لاي استثماربشكل جيد، قبل التورط وانصح من يرد ان يستثمر ان يقرأ القوانين الخاصة في الاستثمار الخارجي هناك، على سبيل المثال لا يحق لاي شخص ان يستثمر اذا لم يكن لديه كفيل هناك على اعتبار بان الكفيل هو الشريك". 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]