اكد المحلل السياسي أكرم عطا الله من غزة لموقع "بكرا " ان الوضع في غزة في غاية الكأبة والبؤس والحزن ومأساة إنسانية تتراكم بلا حلول مشيرا الى ان ما يحدث في غزة ليس مصادفة فهي تعاني من مأساة إنسانية لا يمكن وصفها الا لمن يعيشها.

وقال ان هناك مشروع إسرائيلي من ابرزه ان تنشغل غزة بالقضايا الانسانية فهي تمر بمرحلة ما يمكن تسميته "مسح الذاكرة" وصولا للمشروع الإسرائيلي والفصل النهائي وان تخرج غزة من الوطن كله.

وأشار الى انه لا يمكن القول بان المجتمع الدولي لا يستطيع انقاذ 2 مليون غزي, لكن ما يحدث ليس مصادفة وليس سوء إدارة الفلسطينيين ولا مبالة من الدول العربية فغزة لا هي موت ولا حياة وانما بسبب هذا المشروع الاسرائيلي.

وأشار الى تهديد الفصائل الفلسطينية الاحتلال من أي عدوان عليها وانه سيواجه بالرد موضحا ان هذا التهديد كبديل عن استخدام القوة وهذا جزء من الأعراف في العلاقات الدولية وحتى نتجنب الحرب علينا ان نهدد بالحرب , إسرائيل قالت ان الاغتيالات ما زالت على الطاولة والرد الطبيعي يقول ان أي عملية سنحرق تل ابيب, لذا هذا التهديد لمنع الحرب وليس استعدادا للحرب.

معركة عض اصابع 

ورأى المحلل عطا الله ان هناك معركة عض أصابع بين المقاومة الفلسطينية في فطاع غزة وإسرائيل وهذه تفاقمت في الأسابيع الأخيرة مع تفاقم الازمة الإنسانية لكن في الأيام الأخيرة بدا الطرفان يدفعان الأمور نحو حافة الهاوية وهناك خشية من ان تنزلق الأمور, والميدان قد يحسب حسابات بعيدة عن حسابات العقل السياسي وبالتالي إسرائيل والمقاومة في اتم الجاهزية وهذه مسالة طبيعية.

ومع ذلك استبعد المحلل عطا الله اندلاع حرب على غزة لعدة أسباب ان لا احد من الطرفان يريد حرب الان, إسرائيل تطبع الان مع الامارات والدول العربية , والحرب على غزة سيخرب على المشروع الإسرائيلي بالتقارب مع العرب , وهذا يحتاجه الرئيس الأمريكي في الانتخابات, فالمشروع التطبيعي اكبر من مشروع الانتقام من غزة.

كذلك الفصائل الفلسطينية لا تريد الحرب بسبب الازمة الإنسانية فهي تريد ان تحقق إنجازاتها عن طريق المفاوضات والتهديد بالحرب, لان الحرب سيعيدها الى سنوات للوراء, الأهم من ذلك ان لا احد يمكن ان يتحمل نتائج حرب الان في ظل الكورونا , هناك محجورون في قطاع غزة وبالتالي هؤلاء سيخرجون وينتشرون في القطاع وفي إسرائيل التي تواجه ازمة الكورونا , والتي تمنع دخول الإسرائيليين الى الملاجئ خوفا من انتشار الكورونا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]