قلق في قلنسوة، اتهامات وتوصيات ومناشدات ...

بعد الارتفاع المقلق في قلنسوة بعدد الإصابات بوباء الكورونا، حيث أرتفع عدد المصابين إلى 149 حالة، فيما توفى 3 أشخاص نتيجة اصابتهم بالمرض، وجه عدد من الناشطون عبر موقع "بكرا" رسالة إلى أهالٍ البلدة بضرورة الالتزام بالتعليمات وتوخي الحذّر، خوفًا من تفشي الوباء أكثر، الأمر الذي يعرّض الكثير إلى الخطر.

وفي السياق، قال الناشط نايف زميرو لموقع "بكرا": للأسف هذه الأزمة الصحيّة تعّد أخطر مما نتصور، فهي قلبت كل مجريات الأمور، زد على ذلك انّ بعض إجراءات المسؤولين كانت وما زالت غير مجدية لأنهم تعاملوا تجاهها من اعتبارات اقتصادية وببعض الأحيان باعتبارات سياسية ومن تلقى الضرر والاذى فقط المواطن البسيط الذي يتعاش فقط من عمله فقط.

وأضاف زميرو: بالأسابيع الأخيرة نشهد في قلنسوة تصاعدًا مخيفًا في اعداد المصابين والماكثين في الحجر الصحي والأسباب كثيرة منها؛ عيد الاضحى والاعراس بكثافة دون تشديد الإجراءات الوقائية وتكثيف حملات التوعية لجميع الأجيال. اضافة لذلك لاحظنا استهتار البعض وعدم انصياعهم للتعليمات الوقائية، مما سارع في انتشار العدوى بين الناس فيكف ان يتعرض فرد من العائلة الواحدة لكي ينتقل المرض الى باقي افراد العائلة وهذا ما حدث في بعض الحالات في قلنسوة.

وأختتم بالقول: في هذه الأوقات الصعبة اناشد الجميع في قلنسوة وخارجها التحلي بمسؤولية لتفادي وتجنب أي اذى او إصابة قد يتعرض لها او قد يعرض غيره لها، والامنيات بالشفاء للمصابين وقلبي مع جميع الماكثين في الحجر الصحي.

تقصير البلدية

من جانبه قال المحامي احمد غزاوي، رئيس اللجنة الشعبية في قلنسوة: للأسف ما حصل وما يحصل هو استهتار مؤسساتي منها وزارة الصحة والجبهة الداخلية، والمطلوب اغلاق البلدة لحصر المرض وتدارك انتشاره وتوسعه.

وأضاف: مؤسف انه لم تكن حملة توعيه مكثفه من طرف المسؤولين او اي مؤسسه اخرى لأنه كان واضحا بان اهل وسكان البلد تعاملوا وتصرفوا باستهتار .

واشار غزاوي: لا شك أن البلدية تغيبت بشكل واضح ولم تتعامل مع الحالة بشكل مسؤول وخاصةً انه كانت محاولات وتوجهات لرئيس البلدة، والذي رفض اغلاق البلد والمؤسف اكثر ان البلدية لم تعقد اي جلسه لبحث الموضوع ووضع خطة عمل او طرح حلول للازمه، وخاصةً ان قلنسوة تصدرت عدد المصابين .

الأعراس والأحزان

اما الناشط ومدير المركز الجماهيري، مصطفى ناطور فقال لـ"بكرا": للأسف في الفترة الاخيرة تكثر حالات الوفيات في بلدنا قلنسوة بسبب مرض الكورونا، كذلك توجد عدة حالات خطيرة لمرضى الكورونا ومنهم من يعيشون على التنفس الاصطناعي، كذلك بلدي قلنسوة تقع في المنطقة الحمراء واعداد المرضى في بلدنا مرتفعة جداً، جميع هذه المعطيات يجب ان تشعل الضوء الاحمر لدى الاهالي من جهة ولدى السلطات من جهة .

وأضاف: لا يعقل ان يكون هذا الوضع الخطير على حياة الناس ونحن نتصرف عادي وكأنه لم يحدث اي شيء، نحن موجودون في حالة طوارئ وعلينا التصرف حسب حالة الطوارئ التي نعيشها . يجب علينا اتباع جميع تعليمات وزارة الصحة واخذ الحذر والحيطة دائماً. كذلك على السلطات المختلفة التصرف حسب ظروف المرحلة الخطيرة التي نعيشها .

وأوضح: على هذه السلطات تكثيف حملات الارشاد والتوعية للناس ، وكذلك معاقبة كل من لا ينصاع لقوانين وتعليمات وزارة الصحة. المشكلة الاساسية تكمن في الاعراس الكبيرة يجب علينا نفكر في ايجاد طرق وبدائل للأعراس الكبيرة ، مثلاً يكون العرس على مدار اليوم ولكن يتم دعوة الناس بأوقات مختلفة لمن الاحتكاك الكثيف . كذلك بالنسبة لبيوت الاجر علينا ايجاد بدائل لبيوت الاجر كتقديم التعزية بالتليفون او بواسطة وسائل التواصل الاجتماعية، اعجبني اليوم صديقي الاستاذ سليم غزاوي الذي توفى والده فقام بالإعلان بانه لا توجد مراسم جنازه ولا يوجد بين اجر والتعزية تكون عبر الهاتف وكانت قبل ذلك مبادرات مماثلة مثل عدم فتح بيت للأجر . علينا ان نشجع هذه المبادرات ونطلب من الجميع الحذو حذوها .

الشرطة

د. ثابت ابو راس، مدير مشارك في صندوق مبادرات ابراهيم قال: تفشي وباء الكورونا في قلنسوة جعلها تتصدر لائحة البلدات العربية مع 830 حالة منذ بدأ انتشار الوباء والى سقوط 3 ضحايا في يوم واحد. وهم ليس الضحايا الاوائل من قلنسوة نتيجة هذا الوباء.

وقال: انتشار الوبأ في قلنسوة بدأ في اخر شهر حزيران وبعد بدأ موسم الاعراس ، بعد ان مررنا الموجة الاولى بسلام نرى ان هناك حالة من عدم الاكتراث وعدم الانصياع لأوامر وزارة الصحة والمسؤولين. هناك اعراس تقام في الشوارع العامة والساحات يشارك بها المئات حتى بعد اغلاق قاعات الافراح، مؤسف ان الشرطة لا تقوم بواجبها من حيث فرض القانون وهناك غياب شبه تام للبلدية وقيادتها في العمل على نشر الوعي بين الناس للوباء وانعكاساته.