مع اقتراب العام الدراسي الأكاديمي الجديد، يعيش الطلاب حالة طبيعية من الضغوطات والتخوفات الا ان العام القادم يتميز بضبابية وعدم وضوع تضاف اليها إشكاليات واجهت الطلاب خلال العام الفائت منذ ان بدأت ازمة كورونا، منها التعلم عن بعد، البطالة والازمة الاقتصادية، وامور أخرى.

بالتأكيد سنفتتح العام الدراسي الجديد

بروفيسور فيصل عزايزة عضو في مجلس التعليم الاكاديمي العالي قال ل "بكرا" حول التجهيزات لاستقبال العام الاكاديمي الجديد: بالتأكيد سنفتتح العام الدراسي في الموعد المقرر ولكن يطرح السؤال حول عدد الطلاب الذين سيتعلمون عن بعد، اي انه على الجامعات والاكاديميات في البلاد ان يحضروا انفسهم لكل السيناريوهات، الاول ان يستمر التعليم عن بعد مع اخذ بعين الاعتبار فتح المجال امام طلاب الدراسة بمجموعات صغيرة مع المحافظة على مسافة المترين وارتداء الكمامة وغيرها من التعليمات، وايضا هناك حديث عن صفوف تحوي مجموعات صغيرة داخل الجامعة، وهناك حديث ايضا حول اعطاء الاولوية لطلاب السنة الاولى الوصول الى الجامعة لانهم يواجهون صعوبات بالتعلم عن بعد اكثر من باقي الطلاب.

وتابع حول ما يميز العام الجديد قائلا: ما يميز العام الدراسي الجديد هو وجود عدد كبير من الطلاب في الاكاديميات، نظرا للظروف المحيطة منها فايروس كورونا الذي ألغى عدة مشاريع منها السفر وامور اخرى ما دفع الطلاب الى اغتنام الفرصة والتوجه للتعلم الأكاديمي، وهناك يبرز توجه لمواضيع الصحة والتمريض والخدمات الاجتماعية والصحة العامة، اذ انه هناك طلب على هذه المواضيع في سوق العمل. لا يمكن اعتبار العام الأكاديمي السابق ضائع حيث أنهى الطلاب العام مع اتمام المساقات والمواضيع التي وجب عليهم انهائها وكانت مخططة مع الامتحانات والوظائف بالرغم من الصعوبات التي واجهت الادارة والطلاب. وما ساعد ايضا هو ان الفصل الاول كان في الجامعات بينما العام القادم سيكون أصعب في حال كان التعليم عن بعد لذلك قدمنا توصيات لعميد الجامعة اعطاء مجال عالاقل لطلاب سنة اولى ان يتعلموا في مجموعات صغيرة في الجامعة وخصوصا في مواضيع علاجية اذ لا يكفي التعلم عم بعد بحيث هناك التدريب الميداني ويجب اعداد الجامعة أكثر وان نكون جاهزين ونفتح المجال لطلاب ان يحضروا بمجموعات صغيرة الى الجامعة.

وختاما قال: مجلس التعليم العالي والحكومة واتحاد الطلاب القطري طالب بتخصيص اكثر منح للطلاب في العام الدراسي القادم بسبب الوضع الاقتصادي اليوم وان انخراط الطلاب في سوق العمل اقل من السابق، هناك توجه تخصيص اكثر منح للطلاب ومرونة بتوزيع الاقساط حتى يستطيع الطلاب دفع اقساط الجامعة بشكل مريح

خالد حسن مستشار اقتصادي بدوره تطرق الى الجانب الاقتصادي بتداعياته المختلفة خلال التعقيب وقال ل "بكرا": اقترب افتتاح العام الدراسي والغموض ما يزال سيد الموقف، وإذا ما سألنا القائمين على مؤسسات التعليم العالي والمحاضرين لأجمعوا على "قلق عارم" على وضع الطلاب. بعد انقضاء عام أكاديمي بطعم عدم الرضا وبمذاق الكثير من النواقص الإدارية والفنية والتعليمية بالمؤسسات الأكاديمية في الدولة والتي جاء فيروس خفي لكي يسلط الضوء عليها ولكي يفرض واقع جديد، ها هي المؤسسات للتعليم العالي تحاول لملمة أوراقها من جديد محاولين التجهيز لعام أكاديمي جديد والذي لم يسبق له مثيل.

ماذا يميز هذا العام الأكاديمي؟

قال معقبا: حرم جامعي خالي من الطلاب الذين يعانون من مشاكل مالية، طرق تعليم والتي يجب أن تتغير وتتطور وتتلاءم مع الواقع الجديد والذي فرضه كوفيد 19، الأبحاث العلمية تحت خطر عدم الاستمرار وذلك لعدم قدرة المتقدمين للقب الدكتوراه أو ما بعد الدكتوراه للسفر الى خارج البلاد والاشتراك بأبحاث عالمية، شروط القبول إلى الجامعات مُسهّلة أكثر ولكن يبقى الغموض هو سيد الموقف وهو ما يشكل الصعوبة المركزية في افتتاح السنة الأكاديمية القادمة. وهذا ما عبّر عنه البروفيسور براك مدينه عميد الجامعة العبرية، حيث أبدى قلقه إزاء وضع الطلاب وصرّح بكل وضوح: "غير واضح بالمرة للطلاب هل يستأجرون مسكن أم يواصلون العيش مع أهاليهم؟ هل أفضل للطالب شراء سيارة أم أن يستعمل المواصلات العامة؟ كيف للطالب أن يدير أموره في حال لم يجد عمل؟"

وتابع: جميع هذه التساؤلات تدل على مدى الضغط النفسي الذي يشعر به الطلاب، هذه ظاهرة خطرة جداً والتي تخيم على شباب وشابات بجيل العشرينيات من أعمارهم، لا يعقل أن تشعر هذه الفئة العمرية بضغوطات نفسية ومخاوف أكبر بكثير من الفئات العمرية المتقدمة، وهنا دور القيادات والإدارات على مختلف الأصعدة بتقديم المساعدات والخدمات الاقتصادية والنفسية لهذه الفئة المهمة لكي نضمن سلامتهم وأمنهم النفسي والاقتصادي وبالتالي أمن المجتمع ككل.

كل طالب خامس تحت خطر التسرب!

ونوه قائلا: اتحاد الطلاب قد جهز أدوات التظاهر وبضمنها الخيم لأنه أغضبهم عدم تدخل وزارتي التعليم العالي والمالية بتخفيض رسوم التعليم السنوية خاصة على ضوء التحول للتعليم عن بعد، حيث صرّح رئيس اتحاد الطلاب شلومي يحيئيف بأنه نعم هناك ارتفاع بعدد المسجلين للجامعات والكليات في العام القادم ولكن هذا ينبع من عدم توفر السفر إلى الخارج للتعلم أو للنقاهة ومع ذلك هناك آلاف الطلاب لا يستطيعون دفع رسوم التسجيل الأساسية وبذلك لا يستطيعون التسجيل للدورات التعليمية مما يؤدي إلى تسربهم من بداية العام الأكاديمي.

واضاف: من بين 308 آلاف طالب جامعي (حسب معطيات مجلس التعليم العالي) هناك ما بين 100-150 ألف طالب عاطل عن العمل، هذا معطى مقلق بل مخيف ومن هذا الباب يخرج المترسبون. هذه المجموعة من الطلاب والتي لا تملك أي شبكة أمان اقتصادي والتي تنتمي إلى عائلات من مستوى اقتصادي واجتماعي متدني الأمر الذي يجبرهم بتمويل تعليمهم ومعيشتهم بشكل شخصي. وهذه الفئة من الطلاب التي تطالب حتى اليوم بإرجاع أجور المساكن التي اضطروا لدفعها في بداية أزمة الكورونا ولكنهم لم يسكنوا بها واجبروا على تركها والعودة كلٌ الى عائلته.

100-150 ألف طالب عاطل عن العمل

وختاما اشار: مشاكل كثيرة واجهت وما زالت تواجه الطلاب الجامعيين، فماذا لو استمر الوضع على ما هو اليوم ولم يستطع الطلاب إيجاد عمل لتمويل معيشتهم وتعليمهم؟ وإذا ما واصل الطالب بالتعلم فإنه بحاجة لغرفة خاصة ومجهزة للتعلم عن بعد في بيته وبين أهله، فهل هذه الإمكانية متاحة لكل طالب؟ هل عدم وجود غرفة مجهزة ومتاحة للطالب تشكل سبب للتسرب وعدم مواصلة المسيرة التعليمية؟ هل هناك جهات تهتم بهذه الأمور وتهتم بتوفيرها لجميع الطلاب لكي نضمن مواصلة التعليم الأكاديمي وتيسيره لكل طالب بمختلف انتمائه؟ فيروس كوفيد 19 جاء لكي يُظهر جلياً الفروقات الاقتصادية بين فئات المجتمع، وجاء ليبرز تقصير المؤسسات الأكاديمية والحكومية بتوفير جميع الخدمات لطلابهم بل من الأصح أن اصفهم بهذه الحالة "زبائنهم"، حيث جميعنا يعلم كم تجتهد وتصرف الجامعات لكي تجذب طلاب إليها. بالمقابل، فإن المحاضرين يعانون من قلق آخر كيف لا وقد وقع عليهم الفيروس كالصاعقة وهم في غفلةٍ عن التطورات التكنولوجية الحديثة؟ كيف لا وقسم كبير منهم لم يتعلم حتى ولو ساعة استكمال واحدة خلال عشرون سنة مضت في مجال طرق التعليم؟

وتابع: وفي هذا الباب أستطيع أن أسجل نقطة إيجابية لصالح فيروس كوفيد 19، حيث إنه استطاع إشغال القائمين على المؤسسات التعليمية خلال الأشهر الأخيرة بإيجاد طرق تعليم جديدة تتلاءم وظروف المرحلة الراهنة، بل وهناك من استطاع أن يبدع بإيجاد طرق تعليم عن بُعد ولكن يبقى التحدي الأكبر توفير "متعة التعليم" التي يشعر بها الطالب بأروقة الجامعات والكليات أو حتى بمقاصفها. يُجمع المحاضرون بأن الطالب يحظى بفائدة عند جلوسه على مقاعد الدراسة أكبر بكثير من التعليم عن طريق منظومة الزوم.

طلاب السنة الأولى سوف يعانون الأمرين

وقال: طلاب السنة الأولى سوف يعانون الأمرين، فقدان متعة التواجد في الحرم الجامعي والتعرف على معانيه عن قرب من جهة، ومن جهة أخرى صعوبة التعلم عن بعد.

لا تكفي تسهيلات الدخول للمؤسسات الأكاديمية بدءاً بالتسجيل بدون امتحان القبول (البسيخومتري) وانتهاءً بمسارات تعليم مسهلة وللتقوية لكي يستطيع الطلاب الانسجام مع المسارات التعليمية الرئيسية، نعم كل هذا لا يكفي لأنه يبقى الغموض الذي يكتنف الوضع الاقتصادي للطالب هو سيد الموقف وهو القرار الأول والأخير لنجاح الطالب وبالتالي لنجاح المجتمع.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]