عقب مدقق الحسابات والمحامي هاني نجيب حاج يحيى على اقتراح تأجيل المصادقة على ميزانية الدولة لهذا العام قائلا: لقد تم اليوم عرض الاقتراح لتأجيل المصادقة على ميزانية الدولة لسنة 2020 من قبل اعضاء الكنيست هاوزر وهندل لشهر نوفمبر وصودق عليه لتمريره بالقرائات1- كتسوية من اجل انقاذ الحكومة من المأزق الذي توجد فيه حيث انه يترتب على الحكومة المصادقة على ميزانية الدولة لسنة 2020 حتى تاريخ 24 اغسطس الجاري وإذا لم يتم ذلك سوف يتم حل الحكومة والكنيست والتوجه الى انتخابات رابعه خلال سنه ونصف. فمن خلال التأجيل على المصادقة على الميزانية لثلاثة أشهر يتم التفاوض بين الاحزاب على موضع الميزانية لسنه او سنتين. في الوضع القائم لا يوجد للحكومة اغلبيه للمصادقة على ميزانية 2020 وذلك بسبب عدم موافقة حزب كحول لبان المصادقة على ذلك ويريد ان يصادق على ميزانية لسنتين واحترام الاتفاق الائتلافي الذي تم بين الليكود وكحول لبان قبل مدة وجيزة.

عدم المصادقة على الميزانية للسنة الحالية وتأجيلها لشهر نوفمبر له ابعاد واضرار اقتصادية
وتابع: ان عدم المصادقة على الميزانية للسنة الحالية وتأجيلها لشهر نوفمبر له ابعاد واضرار اقتصادية كبيره حيث انه توجد الكثير من المشاريع التعليمية ، التربوية، الاجتماعية ومشاريع في البنى التحتية وما شابه بمبالغ طائله التي لا يمكن القيام بها بدون المصادقة على الميزانية وكذلك يوجد العديد من المؤسسات والبلديات والجمعيات التي لم تحصل على الميزانيات المطلوبة من اجل القيام بمشاريع عده .ولا ننسى ان الدولة تدار من بداية سنة 2020 بدون ميزانيه ناهيك عن الوضع الاقتصادي الراهن الصعب جداً بسبب الكورونا والحاجه الماسة الى المصادقة على قسم كبير من بنود الخطة الاقتصادية وادراجها في ميزانية 2020 من اجل انقاذ ومساعدة المصالح التجارية المختلفة التي تعاني معاناه قاسيه والكثير منها اغلقت ابوابها او بطريقها للإفلاس.
وأشار قائلا ل "بكرا": الحقيقة ان حزب الليكود يريد المصادقة على ميزانية 2020 التي ستنتهي بالقريب لأسباب سياسيه محضه من اجل التنصل من الاتفاق الذي تم بشأن الأتلاف الحكومي مع كحول لبان وعدم احترام التناوب الرأسي بين نتانياهو وغانتس ومن اجل ابقاء الورقة الرابحة من طرفه في المصادقة او عدم المصادقة على الميزانية لسنتين وبالتالي استغلالها بعدم المصادقة على الميزانية 2021 وحل الحكومة والكنيست في سنة 2021 والتوجه الى انتخابات جديده واستغلال ذلك لتأجيل التباحث في قضايا الفساد والرشوة المتهم بها رئيس الحكومة، للتذكير حزب الليكود هو من اراد ان يصادق على ميزانيه لسنتين في الاتفاق الائتلافي ولكنه عاد وتراجع عن ذلك.
من ناحيه اقتصاديه من الافضل ان يتم المصادقة على ميزانية الدولة لسنتين لأسباب عده منها انه بقي للمصادقة على ميزانية لسنة 2020 فتره قصيره جداً وكذلك من اجل اعطاء افق اقتصادي وتقليل الغموض الذي يكتنف الوضع الاقتصادي حتى نهاية سنة 2021 يكون من خلاله المصادقة على جميع البرامج وبنود الميزانية التي لم يتم انجازها بسنة 2020 وكذلك ادخال جميع الخطط الاقتصادية والتعويضات التي تم المصادقة عليها والخطط الاقتصادية الجديدة المتوقع ان يتم المصادق عليها بالحكومة والكنيست بشكل فعلي وادخال التعديلات من ضمن ذلك لفتره اكثر حتى نهاية سنة 2021.

نتنياهو يضحي بمستقبل الصهيونية من اجل شخصه
د. وائل كريم الخبير الاقتصادي والقيادي قال: بات الطرفان في حكومة الأضداد يسعى جاهدا للنزول عن الشجرة التي اعتلوها عندما أيقنوا ان انتخابات في هذه المرحلة سوف تؤدي الى انهاء دورهم السياسي الى غير رجعه. غانتس يعلم ان انتخابات في هذه المرحلة تودي به الى الهاوية نظرا لنتائج الاستطلاعات التي تشير الى تحطم حزبه الى اقل من نصف مقاعده، وعندها سوف يخسر حلمه الذي لم يتعد اصلا وزارة الدفاع لا أكثر، اما نتنياهو الذي يعلم ان غانتس يمكن ان يستعمل ورقته الأخيرة وهي التصويت على قانون لبيد الذي يمنع من لديه لوائح اتهام من تشكيل حكومة وبهذا ينهي ولاية نتنياهو الى الابد.
ونوه: هذه الحكومة اثبتت فشلها الذريع في ادارة شؤون الدولة في ظل جائحة الكورونا على كل المستويات الصحية والاقتصادية، وقد تعرى نتنياهو حين واجه اول كارثه اقتصاديه بحجم الكورونا واثبت فشله الذريع في بناء خطه اقتصاديه تبني افق عمليه للخروج بالاقتصاد الاسرائيلي من اسوء كارثه اقتصاديه تواجهه منذ قيام الدولة، من جهة اخرى فان تركيبة الحكومة من الاضداد الذين لا يتفقون الا على مصلحتهم الشخصية للمحافظة على وظائفهم ليس الا، هذه العوامل ادت الى شلل الدولة ومؤسساتها بشكل كامل حيث آثروا استمرار ادارة الدولة بدون ميزانيه من اجل الحفاظ على الكراسي والوظائف.
وختاما قال: كل هذه العوامل تثبت ان نتنياهو يضحي بمستقبل الصهيونية من اجل شخصه ويضرب عرض الحائط احلام الشعب اليهودي مقابل نجاته من قضبان السجن.

لا يوجد أصوات صحيحة حتى في المجتمع العربي تقوم وتتحدث بلغة واضحة
د. ياسر عواد المحاضر والمحلل الاقتصادي قال في هذا السياق: تصلب رئيس الحكومة بموقفه المصادقة على ميزانية هذا العام غير مفهومة، مفهوم الميزانية تخطيط مع اهداف واجندة مستقبلية لتحقيق سياسة معينة، كيف يمكن ان نصادق على ميزانية لعام قد انتهى وهو العام الحالي الاحرى ان نصادق على ميزانية لم تصرف بعد تحويلات وتطلعات للعام القادم، الميزانية الخاصة بجائحة كورونا والتي تصل الى اكثر من 150 مليار شيكل تدار بصورة كبسولات خارج الميزانية ممولة من تعليمات مؤقتة عن طريق سندات قروض داخلية وخارجية، هل القصد مأسسة ميزانية الكورونا الخاصة التي تعاني من نواقص كثيرة وليس لها اي دلالة لأفاق اقتصادية صحيحة مع الاخذ بعين الاعتبار ان كل مواطن في الدولة واولاده سيدفعون ثمن هذه المغامرة والقروض، هل يعقل ان متخذي القرار غير مهتمين بان عشرات البرامج قد تجمدت بسبب عدم المصادقة على الميزانية مثل البرامج اللامنهجية والرفاه الاجتماعي
وتابع: من هنا يمكن الاستدلال انه لا يوجد أي منطق اقتصادي ان أقوم بالمصادقة على ميزانية صرفت، ولا اعرف او يكون على الطاولة ميزانية التي تقوم بإصلاح ما كان في عام 2020 ووضع التطلعات والحلول الصحيحة لعام 2021 في ظل هذه الجائحة، هذه قواعد بسيطة جدا لإدارة ميزانيات دولة والاحرى ان نقوم بهذا وخاصة في الوضع الصحي والاقتصادي التي تمر به الدولة، هل هي حسابات شخصية ام عامة، وهذا امر محزن انه لا يوجد أصوات صحيحة حتى في المجتمع العربي تقوم وتتحدث بلغة واضحة تحاول ان تدير الميزانيات بشكل صحيح خصوصا في المجتمع العربي الذي يعاني بسبب عدم المصادقة على الميزانية من عجز تاريخي كبير وتفاقم مع الازمة، يجب ان يتم المصادقة على ميزانية عام 2021 لان العام الحالي ضائع ولا يمكن تصحيح أي شيء فيه.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]