حذّرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية من تداعيات انفجار المرفأ الذي تصل عبره نسبة 80% من الواردات، على غذاء اللبنانيين، في وقت ترزح فيه بيروت تحت وطأة أزمة اقتصادية ونقدية ومالية غير مسبوقة وتفشي فيروس "كورونا".

ونقلت الصحيفة عن الطاهية المتطوّعة في الجميزة، "ياسمينة"، تحذيرها من أن الأمور تتجه نحو الأسوأ، إذ علّقت بالقول: "الناس سيعانون، الناس جوعى". كما نبّهت الشابة ابنة الـ36 عاماً من أعمال عنف في ظل الغضب الشعبي المصبوب على الطبقة الحاكمة.

 ارتفاع أسعار المواد الغذائية مع انهيار الليرة

وفي هذا الإطار، تطرّقت الصحيفة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية مع انهيار الليرة وجنون الدولار، محذرةً من تفاقم الوضع نظراً إلى أنّ الخبراء يتوقعون أن تستغرق أعمال إصلاح المرفأ، حيث تقع أهراءات القمح أشهراً. ونقلت الصحيفة عن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة تحذيره من أنّ "الأضرار الجسيمة التي لحقت بمرفأ بيروت قد تحد من وصول الإمدادات الغذائية إلى البلاد وترفع أسعار المواد الغذائية بما يتخطى قدرة عدد كبير من اللبنانيين الشرائية". وأمس، قال المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي، ديفيد بيزلي، إن الخبز قد ينفذ من لبنان في حوالى أسبوعين ونصف ما لم تُتخذ إجراءات طارئة لتشغيل المرفأ. 

ونظراً إلى الأضرار التي لحقت بمرفأ بيروت، تتجه الأنظار إلى مرفأ طرابلس الذي يبعد 80 كيلومتراً عن العاصمة، إذ تأمل السلطات اللبنانية في استخدامه لسد فجوة الاستيراد. وفي تقريرها، أوضحت الصحيفة البريطانية أنّ قدرة مرفأ طرابلس على إفراغ السفن والحاويات تبلغ نصف قدرة مرفأ بيروت، ناهيك عن أنّه يعاني إهمالاً منذ سنوات.
وفي تعليقها، رجحت الوزيرة السابقة والمديرة العامة للمنطقة الإقتصادية الخاصة في طرابلس، ريا الحسن، اقتصار قدرة المرفأ على استيعاب الحاويات الإضافية فحسب، على المدى القريب على الأقل، وذلك نظراً إلى أنّ الأزمة الاقتصادية قلصت واردات لبنان إلى النصف، على حدّ تعبيرها.
من جانبه، علّق رئيس المنطقة الاقتصادية الخاصة في مرفأ طرابلس، حسان ضناوي، قائلاً: "فجأة، وبسبب الكارثة... يقولون إنّه يتعيّن علينا العمل سريعاً"، ومشتكياً من إهمال الحكومة للمرفأ وخطط توسعته لتعزيز قدرته الاستيعابية.
وفي حديثه مع الصحيفة، أوضح ضناوي أنّ الحكومة لم توافق على خطة تطوير المنطقة اللوجيستية في طرابلس على الرغم من أنّ تمويلها كان مؤمناً في العام 2018، قائلاً: "وهذا ما يؤكد لك أنّ هذا البلد لا يخطط لشيء فعلاً". وشرح ضناوي أنّ تنفيذ المرحلة الأولى من خطة تطوير المنطقة الخاصة وتوسيع قدرة طرابلس اللوجستية يحتاج إلى 15 مليون دولار.
وفي حين يؤكد البعض أنّ إمكانات مرفأ طرابلس كبيرة لا سيما لجهة عمق حوضه (ما يمكّنه من استقبال سفن صخمة لا يستطيعها أي مرفأ آخر شرقي المتوسط) والمساحات البحريّة المفتوحة أمام المرفأ (ما يتيح استقبال أعداد كبيرة من السفن واستدارتها بسهولة) وتجهيزه برافعتين ضخمتين (ما يتيح تفريغ البضاعة سريعاً)، شكا المدير العام لشركة مطاحن الدقيق الوطنية (عند مدخل طرابلس)، أنس الشعار، من غياب مبنى لتخزين الحبوب في مرفأ طرابلس. وكشف الشعار أنّ شركته اقترحت في العام 2013 تشييد إهراءات "من أحدث ما يمكن" بالتعاون مع شركة سويسرية إلاّ أنّ الحكومة لم تخصص أرضاً لتنفيذ المشروع.


وفي حين استبعد الشعار حصول نقص في مخزون الحبوب، حذّر المدير العام لمصلحة الأبحاث العلمية، ميشال افرام، من أنّ النقص في مخزون الأرز والسكر والطحين وشيك، إذ قال: "ما زل المخزون كافياً في السوق حتى الآن"، لكن قد تؤثر الكارثة على "أسعار المواد الغذائية"؛ إشارة إلى أنّ الدولار تراوح بين 7350 - 7500 ليرة في السوق السوداء في الساعات الأخيرة.

المصدر: ترجمة لبنان 24 - FT

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]