الذي يحدث من توافد الآلاف من سكان محافظات الضفة الغربية على مدن الداخل الفلسطيني المحتل من خلال "فتحات" جدار الفصل العنصري؛ لقضاء أوقات جميلة برفقة عائلاتهم وأصدقائهم على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، هو حقٌ لهذا الشعب المحروم من أبسط حقوقه الترفيهية، سواءً كان ذلك بسبب الاحتـلال أو سوء إدارة الحكومة للبلد.

لا يعقل أن تغلق الحكومة المحافظات والمنشآت التجارية وتزيد من معاناة الشعب والقطاع الاقتصادي المُنهكان أصلًا، بينما كل دول العالم تتعايش اقتصاديًا واجتماعيًا مع أزمة فيروس "كورونا"، لا تلقوا اللوم على شعب تواق للعيش كباقي شعوب المعمورة حتى وإن كان يرزح تحت الاحتلال، الاحتلال ليس غبيًا عندما ترك هذه "الفتحات" على طول جدار الفصل العنصري، لو كانت "إسرائيل" لديها شكوكًا بأن شخصًا واحدًا.

من المتوافدين على الأراضي المحتلة عام 48 لديه نية لتــنفـيذ أي عـمل فـدائي لما سمحت بتلك "الفتحات"، كيف لا وهي التي أقامت جدارًا لمنع تلك العمليات، ولكن الاحتلال لديه قناعة راسخة (وهي قناعة نابعة من الواقع) بأن مُعظم هذا الشعب مُستسلم فكريًا وعقائديًا وثقافيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، ولا يريد سوى لقمة العيش، لا تحاسبوا شعبًا أحب الوطن وحريته وضحى وقدم الكثير لأجل ذلك منذ احتلال أرض فلسطين، بل حاسبوا من قتل الروح الوطنية لهذا الشعب وخذله وجعله يتحول من مدرسة تعليم عالمية لمفهوم الثورة إلى باحث عن لقمة العيش، نعم هي لقمة العيش التي أغرقتنا البنوك وقوانينها في البحث عنها، لقمة العيش التي يسجن كثير ممن ناضل لأجل حرية هذا الوطن لأجلها، لقمة العيش التي أصبحت الشغل الشاغل لفلسطيني أسمى أمانيه هو قضاء يوم جميل مع عائلته على شاطئ بحر أم خالد المحتلة، ولا يفكر في الذهاب للصلاة في المسجد الأقصى وحتى الذين فكروا ووصلوا له مُنعوا من قبل قوات الاحتـلال من الدخول؛ بحجة عدم وجود تصريح.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]