لم ينقص لبنان الأرز غير تلك المصيبة التي احلت بهم امس من انفجارات مدوية هزت ارجاءه الخضراء وازهقت ارواحه الثائرة، فذلك البلد الأخضر المحب للحياة لا يزال كذلك على الرغم من مآسيه المتكررة والمستمرة منذ سنوات اذ نعرض امامكم بعض المعطيات عن الازمة الاقتصادية في لبنان قبل الانفجار اذ وصلت الديون الخارجية حتى 170% من مجمل الإنتاج القومي كما ان الحكومة اللبنانية قد اعلنت عن عدم إمكانية صرف سندات الدين وهبطت الليرة اللبنانية منذ اكتوبر 2019 بنسبة 50% ووصلت قيمة الدولار الواحد ل4000 ليرة في السوق السوداء، بينما السعر الرسمي 1500 ليرة اما عن التضخم المالي حوالي 30% وهناك نقص في المنتجات الاساسية للمواطن هذه المعطيات كلها تضع لبنان في الدائرة الحمراء او مثلث الخطر شللا تاما بالمرافق الاقتصادية واحتجاج الجياع كما نوه المحلل والخبير الاقتصادي د. رمزي حلبي ل "بكرا" مشيرا الى ان الازمة الجديدة التي هبطت على لبنان على هيئة انفجارات سينتج عنها ازمة عميقة جدا على المستوى الاقتصادي لن يتعافى منها الا بعد عشرة سنوات وهذا في حال بدأ الدعم الان من المجتمع الدولي.
لبنان سيتعافى بعد سنوات تحت سيطرة الصين وامريكا والخليج
وتابع حلبي ل "بكرا": على المدى القصير ان لبنان سيقاتل ويقاوم حتى يحصل المواطن اللبناني في معظم الاماكن على لقمة العيش وتابع: الامكانية هي استعمال مرفأ اخر كطرق بديلة، الحاجة هي ان تأتي دول العالم بدعم انساني اكثر للمواطن اللبناني حتى يعيش ولا نتحدث الان عن اضرار من الصعب تقييمها في هذه المرحلة ولكن لبنان وصل الى وضع فيه انهيار تام حيث ان 40% من المواطنين في لبنان تحت خط الفقر ونتحدث بعد هذه الحادثة عن نسبة عالية من المواطنين سيجوعون وحتى ان الاحتجاجات الاخيرة في لبنان كانت بسبب الجوع، المجتمع الدولي يجب ان يدعم لبنان حتى تخرج من هذا المأزق انسانيا ومن ثم نتحدث عن الخسائر الاقتصادية وكل هذه الامور، الوضع جدا سيء ولا ارى ان لبنان بإمكانياته الحالية ممكن ان يواجه هذه الازمة بل فقط بدعم كبير جدا من الدول الخارجية.
وتابع حول السنوات التي يحتاجها لبنان لترميم نفسه مجددا بعد الانفجار قال: من تجربة برنامج مارشال في الماضي، الوضع سيء ولكن ممكن ان تكون فرصة للنهوض بلبنان وتغيير كل الجهاز ما يحتاج الى عشرة سنوات، حتى ازمات عالمية كانت اقل حجما احتاجت ايضا عشرة سنوات للعودة الى سابق الامور.
ونوه: في حال بدأ العمل في أقرب وقت ممكن فانه خلال عشرة سنوات يتعافى الاقتصاد اللبناني الى حد معين ولكن يجب ان نأخذ بعين للاعتبار ان المرافق الاقتصادية والبنية التحتية ستكون تحت سيطرة دول اخرى مثل الصين التي هي على استعداد الاستثمار بلبنان والولايات المتحدة وروسيا ودول الخليج ستسيطر على الاقتصاد اللبناني.
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
اخي الدكتور رمزي حلبي المحترم لقد عكست الواقع اللبناني بدقه بمهنية وبموضوعيه