عاد الصيف وعادت حوادث الأطفال لتحصد ارواحا جديدة في اشكال مختلفة واكثر ابتكارا نظرا لعمق الازمة التي أضيف عليها وباء كورونا اذ يعطل الميزانيات لحملات التوعية وانشاء محيط آمن للأطفال ويمنع المخيمات الصيفية وحتى يعطل المدارس وجميع الأطر التي ممكن ان تحوي وتحمي الطلاب خلال فترة الصيف اذ انه منذ بداية الصيف فقدنا عشرات الأطفال لأسباب عدة اما الاهمال وأما قلة الانتباه. ومن بين هذه الحوادث، حوادث الطرق التي تقع في ساحات البيوت، وباتت تتزايد في هذه الفترة. الحوادث التي برزت مؤخرا وهي السيارات المهجورة ودخول بعض الأطفال اليها لفترات طويل في درجة حرارة عالية ما يسبب باختناقهم اذ فقدنا مؤخرا الطفل محمد خليل من الفريديس بعد ان تواجد في سيارة مهجورة لساعات طويلة.

ما يقارب 160 طفل يموتون سنويا بسبب حوادث كان بالإمكان منعها و55 هم أطفال عرب

نسيم عاصي محاضر في جامعة حيفا وناشط جماهيري في موضوع صحة وسلامة الأطفال قال: على خلفية كافة الحوادث مؤخرا واضح ان موضوع سلامة الأطفال غير موجود على سلم الأولويات في المجتمع العربي خاصة وهناك الكثير من الاسباب ولكن انتشار كورونا وتواجد الأطفال في البيوت يجعل الاهل ان ينسوا هذا الموضوع علما انه من اهم المواضيع التي علينا ان نعمل عليها اذ انه ما يقارب 160 طفل يموتون سنويا بسبب حوادث كان بالإمكان منعها و55 هم أطفال عرب، أي ان احتمال وفاة طفل عربي بحوادث متعمدة اعلى بضعفين من احتمال وفاة طفل يهودي.

ونوه قائلا: هناك مؤسسات عليها ان تعمل في هذا الجانب ولكنها مقصرة لأسباب عديدة منها عدم تواجد مهنيين عرب في هذه المؤسسات وضعف الميزانيات في موضوع سلامة الأطفال ما يؤدي الى نقص البرامج التوعوية في المجتمع العربي، بالإضافة الى أسباب عديدة منها المشاريع التي تناسب بنية المجتمع العربي ما يؤدي الى قلة وعي لأولياء الأمور والسبل الامنة لمنع هذه الحوادث ونرى ان المحيط الذي نعيشه هو غير امن في البيوت وساحات البيوت ويؤدي الى تصرفات غير امنة، ونرى ان الرسائل الدينية اوصتنا ان نحافظ على أبنائنا وعلينا ان نغير معتقداتنا وان لا نعرض أبنائنا للإصابات وان نضمن محيط امن، وفي بعض الأحيان ننظر الى الشكليات وليس الكماليات حيث ان هناك منازل تكلف ملايين الشواكل ولكنه غير آمن ما يسبب حوادث بالإضافة الى الوضع الاقتصادي في المجتمع العربي وجميع هذه الأسباب تؤدي الى ارتفاع إصابات الأطفال.

75% من البيوت في المجتمع العربي غير آمنة

وتابع: نوعية الحوادث تختلف من فترة الى فترة خلال فترة الصيف تختلف الإصابات، وبما انه الان هناك كورونا والاهل متواجدين في البيت فيجب ان نهيئ البيت ان يكون امنا لان 75% من البيوت في المجتمع العربي غير آمنة، موقف السيارات وساحات الأطفال، علينا ان نغير تصرفاتنا ونجعل محيطنا محيط آمن،

وأشار ل "بكرا": بالنسبة لنسيان الأطفال في السيارات يجب ان نستعين في المجسات التي تساعدنا ان نكتشف ان هناك أطفال في السيارة او ان نترك اغراضنا السيارة بجانب الطفل حتى لا ننسى أطفالنا داخل المركبات بالإضافة الى الغرق في البرك داخل البيوت، وانصح ولي الامر ان يراقب الطفل دائما حين يتواجد داخل البركة، دائما يجب ان يكون هناك شخص يراقب الطفل حتى لو كان ارتفاع المياه قليل في البركة لان الطفل لا يمكن ان يتدبر في حال استنشق المياه لذلك من المهم مراقبة الطفل حتى لو تعلم السباحة وعدم تركه وحده في بركة السباحة، وعلينا مراقبة أطفالنا أيضا بجانب المواد التنظيفية ووضع هذه المواد بعيد عن الأطفال. ان الأوان ان نتعلم مما يحصل ونضع الموضوع على اجندة العمل لدى صانعي القرار واولياء الامور

نصائح وتوصيات..

رياض هبرات مرشد اسعافات اولية وسائق سيارة اسعاف قال ل "بكرا": لقد سمعنا عن عشرات الحالات التي نسي فيها الأهل طفلهم الرضيع داخل السيارة لمدة قد تجاوزت الساعة والتي كانت نتيجتها كارثة للطفل وعاهة نفسية أبدية للأهل، لا يمكن تعليم الأهل بأن لا ينسوا الطفل في السيارة ولكن يمكن إعطاء بعض النقاط كي نتجنب نسيان هذا الملاك البريء داخل السيارة.

وقدم هبرات بعض التوصيات والنصائح للأهل وقال: عندما تكون درجة حرارة الطقس في الخارج 37 درجة مئوية قد تصل إلى درجة 40 مئوية بداخل سيارة قد توقفت تحت أشعة الشمس لمدة 20 دقيقة، والى 60 درجة مئوية بعد مرور 40 دقيقة، ودرجة حرارة كهذه تؤثر على الرضع بمقدار ثلاثة اضعاف أكثر من الكبار فيما لو أن الكبار تعرضوا لنفس درجة الحرارة. فدرجة الحرارة فوق الأربعين درجة مئوية تحدث الجفاف الحتمي لهذا الرضيع المسكين وتبدأ بتشويش عمل الإنزيمات وتصل لمرحلة توقف الإنزيم عن العمل فتدمر كريات الدم البيضاء والحمراء، وبعدها تبدأ أعضاء الجسم بالتلف رويدا رويدا، قلب، رئة، كلى، أعصاب، عضلات ويحدث شلل كامل في الجسم يليه فقدان للوعي وموت، وذلك بسب إتلاف الإنزيمات بتمدد الأوعية الدموية والتعرق.

وتابع: قد يكون الأب سعيد الحظ لو انه أدرك طفله بعد مرور وقت قصير من تركه في السيارة، فلو حدث هذا وكان الطفل ما زال بوعيه فأخرجه من السيارة بسرعة إلى الظل، حاول تبريد الرضيع بكل الوسائل المتاحة ماء، مروحة، حاول اعطاءه بعض السوائل الباردة وبحذر "انتبه ألا تدخل السوائل إلى رئتيه" واطلب سيارة الإسعاف وأفضل سيارة علاج مكثف.

ونوه: "انه من الصعب أن نتعلم ألا ننسى الطفل في السيارة"، متطرقا الى بعض النقاط التي ممكن ان تساعد الاهل وقال علينا أن نتعود قبل إغلاق السيارة على النظر داخل السيارة للتأكد من خلوها من الركاب. ان نضع أمامنا صورة طفلنا ليلفت أنظارنا قبل النزول من السيارة. وضع كرسي الطفل بجانب السائق إذا أمكن وعدم وضعه في الكرسي الخلفي. لا تترك الطفل داخل السيارة حتى لخمس دقائق حتى ولو كان الشباك مفتوحا تحدث عن موضوع ترك الأطفال في السيارة مع أفراد عائلتك لتتذكر الموضوع دائما، الا يعتمد الزوج على زوجته ولا الزوجة على زوجها في هذا الموضوع، أن يتصل الزوجان يبعضهما للتذكير بعدم نسيان الطفل في السيارة

مسار قانوني لنقل السيارات المهجورة من البلدات العربية

الناشطة الاجتماعية والسياسية رنا زهر قالت في هذا السياق ل "بكرا": ظاهرة السيارات القديمة المهجورة والمركونة في حاراتنا وفي اغلب بلداتنا العربية هي ظاهرة شائعة. هذه السيارات ما هي إلا مصيدة موت للأطفال المعروفين بحب استطلاعهم.

وتابعت: على السلطات المحلية القيام بمهامها بحسب القانون وجمع هذه المركبات والتخلص منها بالطرق القانونية. لا افهم هذا التقاعس في ابسط الامور حتى. وعلى السلطات ذات الصلة أن تبدأ بحملة توعية للمواطنين حول كيفية التصرف في حال امتلاكهم لسيارة خردة يودون التخلص منها. رميها بالشارع وركنها بالحارات ليس بالحل، فتصبح وكرا للحشرات المؤذية، ومستعملي المخدرات ومصيدة اطفال، هذا عدا عن التعدي على الحيز العام. التوعية والوعي خير من ألف علاج.

وختاما قالت: رحم الله الطفل المتوفي داخل سيارة مهجورة من الفريديس اليوم والهم اهله الصبر والسلوان.

المحامي شادي شويري رئيس مجلس كفرياسيف بدوره اتخذ الخطوات اللازمة لمنع الظاهرة وقال ل "بكرا" في هذا الصدد: قبل اسبوع بدانا بالمسار القانوني لإخلاء هذه السيارات من ساحات وشوارع البلد حيث سيقوم عمال المجلس بعد العيد مباشرة (مع انتهاء المهلة القانونية المعطاة لصاحب السيارة لإخلائها بنفسه) بجر السيارات التي لم يخلها أصحابها

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]