انتقد القيادي ومدير مركز مساواة الحقوقي جعفر فرح انتقد غياب العرب عن حركة الاحتجاج ضد نتنياهو وقال: تغيب العرب عن حركة الاحتجاج نابع بالأساس من أزمة الثقة بين معسكر المعارضة اليهودي والمجتمع الفلسطيني بأعقاب صفعة بيني غانتس للقائمة المشتركة بعد الانتخابات والتوصية عليه. فعلى الرغم من نسب الفقر العالية والتي تتجاوز نصف المجتمع العربي، والثمن الذي ندفعه بحياة الناس بسبب العنف وحوادث الموت بأماكن العمل الا ان الأحزاب السياسية التي تمثل الجماهير العربية لم تتجند حتى الان لتنظيم حركة الاحتجاج العربية التي يجب ان تتحرك وتطرح قضايانا وعلى رأسها هدم المنازل واقالة العمال والتمييز ضدنا بكافة مرافق الحياة. فهناك من يتذيل بشكل فردي حركة الاحتجاج ويتجاهل مسؤوليته عن تنظيم مجتمعنا وقيادته نحو التغيير والتأثير الحقيقي على الرغم من الثمن الذي دفعته حركة الاحتجاج الفلسطينية في الداخل. فقد دفعنا الثمن الغالي خلال مظاهرات أكتوبر عام 2000 ونشاهد أسبوعيا الممارسات القمعية التي تشمل استخدام الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع وهدم المنازل بالطيرة والعراقيب والنقب وجسر الزرقاء. 

وأسهب قائلا: تتحمل القيادة الحزبية قيادة الحراك الاجتماعي العربي وطرح واضح للمطلوب بنهاية هذا الحراك. علينا ان نضع امام حركة الاحتجاج اليهودية صورة واضحة عن العلاقة بين الاحتلال والعنصرية والتحريض والفساد الحكومي. فجذور الفساد هو الاحتلال وتخصيص الأموال للاستيطان والعسكرة. فالأزمة الحالية تحتم على وزارة المالية البحث عن مصادر مالية لسد العجز المالي النابع من البطالة وانتشار وباء الكورونا. فمن يوزع المليارات على المستوطنات وشركات مثل انتل والغاز لن يجد الأموال للمعطلين عن العمل والمستشفيات والعمال الاجتماعيين. 

ونوه: علينا تحميل قيادة الحراك الاجتماعي اليهودي مسؤولية انضمام المجتمع الفلسطيني الى حركة الاحتجاج القطرية. ولكي يحدث هذا اللقاء بين العرب والحراك الاجتماعي المناهض لتحالف غانتس – نتنياهو علينا تحريك كافة الأحزاب السياسية التي تمثل مجتمعنا العربي ويجب ان لا نكتفي بانضمام بعض أعضاء الكنيست العرب الى المظاهرات. فقيادة مجتمعنا تتطلب علاقة تكاملية بين كل مركبات مجتمعنا من أحزاب وجمعيات وسلطات محلية ولجان شعبية. فالثمن الذي ندفعه أغلى من الثمن الذي يدفعه المجتمع اليهودي.

القائمة المشتركة عاجزة عن التأثير برلمانيا ولكن غيابها عن المشاركة في الحراك الشعبي والتأثير ميدانيا امر مستهجن

عضو الكنيست سابقا ورئيس الحزب الديمقراطي العربي المحامي طلب الصانع قال في هذا السياق: النظام في اسرائيل في عهد نتنياهو تحول الى نظام دكتاتوري حيث تتركز الصلاحيات بيد شخص واحد، وفي ظل الهيمنة المطلقة لليمين على الكنيست فقدت المعارضة البرلمانية دورها وامكانية تأثيرها وانتقلت المعارضة للشارع لنزع الشرعية الشعبية عن نتنياهو وحكومته. ان الحراك الجماهيري الذي تشهده اسرائيل الان في غاية الاهمية ، للحد من الجنوح اليميني المتطرف الذي يهدد ما تبقى من حيز ديمقراطي مشترك في دولة اسرائيل في اعقاب قانون القومية الذي صادر ديمقراطية الدولية واختزلها في يهوديتها وانتقص من المواطنة الحقيقية للمواطنين العرب ، كما ان الحراك هو على خلفية الازمة الاقتصادية والجماهير العربية الاكثر تضررا حيث ان 60% من العائلات التي تعيس تحت خط الفقر هي عائلات عربية ، والازمات الاقتصادية دور مركزي في انتظار ظاهرة العنف على خلفية انتشار السوق السوداء وظاهرة الخاوة ، كما ان عدم الامان الاقتصادي احد اسباب انتشار العنف بكل أشكاله، القائمة المشتركة عاجزة عن التأثير برلمانيا ولكن غيابها عن المشاركة في الحراك الشعبي والتأثير ميدانيا امر مستهجن .

وتابع: ان الوطنية ليست شعارات وانما ممارسات وان أكبر عمل وطني هو توفير الامن الاقتصادي والاجتماعي، توفير اماكن عمل وتوفير المسكن للمواطن العربي، وان هذا لن يتحقق الا من خلال الانخراط في النشاط المشترك العربي - اليهودي سواء على مستوى الميدان او على مستوى البرلمان من اجل اسقاط التوجه الفاشي الذي بدأ يهددنا جميعا. ان الانشغال في الامور الحزبية الضيقة قد تكون في مصلحة الاحزاب ولكنها ليست في مصلحة الجماهير، الانتخابات انتهت وعلى المنافسة الحزبية ان تنهي وان يحل محلها العمل المشترك لخدمة الجماهير التي خرجت لدعم الفائدة المشتركة وإذا كانت الجماهير في الامتحان عشية الانتخابات فان اعضاء الكنيست هم الان في الامتحان لترجمة الوعود الانتخابية الى نتائج وهذا لن يتحقق الا من خلال عمل مشترك يهودي / عربي على مستوى الكنيست وخارجها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]