قال الأب مانويل مسلم، رئيس الهيئة الشعبية العالمية لعدالة وسلام القدس، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "رفع قدر وكرامة آيا صوفيا من متحف إلى جامع يسبح فيه اسم الله" بعد أن كان متحفا تدوسه أقدام الأمم.

واستعرض مسلم في المقابل "كوارث تاريخية" حلت بكنائس ومساجد فلسطينية، وقال "نحن الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين في صراع بل في عين الإعصار مع الصهيونية، من حروب ومجازر وسجون وحرق وهدم وإعدامات ميدانية وتهجير وتدنيس لكنائسنا وجوامعنا".

تهويد آثار فلسطين

وفي فيديو بثه على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، عدد مسلم كوارث حلت بمساجد فلسطينية وكنائس جرى تحويلها إلى أغراض أخرى، كالمتاحف وحظائر الماشية والكنس اليهودية وصالات الأفراح والملاهي الليلية وزرائب حيوانات.

واستعرض كذلك نماذج لبعض مآسي تحويل المساجد والكنائس المسيحية لكنائس يهودية، ومنها "تحويل مسجد السوق اليونسي في مدينة صفد إلى متحف. ومسجد الشعرة في صفد إلى كنيس يهودي، ومسجد عين الزيتونة في صفد إلى حظيرة للماشية، ومسجد الخالصة في صفد إلى متحف، والمسجد الأحمر إلى قاعة للأفراح بداخلها منصة وغرفة خمور تتحول إلى ملهى ليلي للمستوطنين".

وتابع مسلم "في قيساريا حول الاحتلال مسجدها الذي يطل على البحر الأبيض المتوسط إلى خمارة ومطعم. ومسجد الطاهر في طبريا إلى متحف، ومسجد بئر السبع الكبير إلى متحف، ومسجد العوينات في الجولان المحتل إلى حظيرة للأبقار؛ ومسجد القلعة في باب الخليل بالقدس إلى متحف ومسجد أبي هريرة في قرية يبنا المهجرة قرب الرملة إلى كنيس صغير، والمسجد العمري في قرية بيت جبرين قضاء الخليل أصبح يستخدم حظيرة للأبقار. وتحول مسجد العباسية قضاء الرملة إلى كنيس يهودي، ومسجد واد حنين قضاء الرملة إلى كنيس يهودي".

وأضاف "كما يعتدون يوميا على أرضنا وأحجارنا ورمالنا ومياهنا وأشجارنا وطيورنا وأسماكنا وبحارنا وأجوائنا وثرواتنا. كل ما نملك مهدد ليس بالضم فقط بل بالهدم والاستباحة".

العهدة العمرية

وأكمل الأب مسلم "أجمل شاهد في فلسطين على سماحة العهدة العمرية هو بناء "جامع كاتب ولايتي" في غزة وكنيسة القديس بورفيريوس يجمعهما حائط واحد وترفع فيهما الصلاة كل يوم، وانتبهوا أيها المسيحيون أيضا أن الرئيس أردوغان رفع قدْر وكرامة كنيستنا أيا صوفيا من متحف تدوسه أقدام الأمم إلى عظمة ومحبة واحترام وتقدير جامع، يُسبّح فيه اسم الله ويُمَجّد اسمُه. ما دام المسلم يحترم كنيستي فهو يحترمني".

وأردف "شاءت الأقدار والتاريخ أن تنتقل هذه الكنيسة العظيمة مع أهلها إلى الإسلام. كما جرى في إسبانيا وأرضنا العربية فتحولت بعض كنائسنا إلى جوامع وبعض جوامعهم إلى كنائس، وكان أهلها يقرؤون في آيا صوفيا الإنجيل واليوم يقرؤون فيها القرآن”.

وتابع "في كثير من البلدان العربية التي اندحر عنها الاحتلال الاستعماري سلّمت الكنيسة الكنائس وقد أقفرت من أهلها إلى الحكومات الإسلامية لتتحول إلى جوامع، وفي بعض كناس المدن في أوروبا يتناوب المسيحيون والمسلمون الصلاة. الشعوب تنتقل وتغير لغتها ودينها ومع الشعوب تدخل الجوامع في المسيحية كما جرى في إسبانيا وتدخل الكنائس مع المسيحيين في الإسلام".

واستذكر العهدة العمرية قائلاً "نحن المسيحيين في القدس دَعَوْنا الخليفة عمر بن الخطاب لأن يصلي في القيامة. نحن قبلنا أن يصلي المسلم في أعز كنائسنا، هو لم يقبل خوفا أن يستولي عليها المسلمون لأنها رمز للمسيحيين ولم يشأ أن يسلبهم المسلمون هذا الرمز؛ ولكنه توجه إلى بيت لحم وصلى في كنيسة المهد، وهناك لم يسمح للمسلمين بالصلاة فيها جماعة، يصلي المسلمون في بيوتنا وكنائسنا والمسيحيون صلوا في المسجد النبوي الشريف".

ووجه خطابه للمسيحيين قائلاً "لا تمنعوهم أن يصلوا في كنائسنا فهم شعبنا ونحن شعبهم وهم دمنا ولحمنا ونحن دمهم ولحمهم. على المسيحي أن يحمي المسلم وعلى المسلم أن يحمي المسيحي العربي، نحن في هذه الأرض المقدسة لم تَحْمِنا هيئة الأمم ولا مجلس الأمن ولا القانون الدولي، نحن سيف القدس المسلول نقاوم عدونا لتحرير كامل ترابنا من البحر إلى النهر ونحمي بعضنا بعضا".

كفاح الأب مسلم

تقلد الأب مانويل وظائف ومسؤوليات دينية وسياسية عديدة، حيث عمل راعيا مساعدا لكاهن الرعية اللاتينية في الزرقاء والرصيفة في الأردن للفترة بين 1963 و1968، ثم كاهنا لرعية عنجرة بالأردن (1968)، ثم كاهنا لرعية جنين (فلسطين) ومدرسا للتعليم المسيحي في مدرسة تراسنطة في الناصرة.

وفي العام 1975 أصبح مانويل مسلم كاهنا للرعية الكاثوليكية في الزبابدة (فلسطين)، ثم كاهنا للرعية الكاثوليكية في غزة في الفترة من 1995 إلى عام 2009، وفي ذلك العام تقاعد في مسقط رأسه ببيرزيت، ومنحه بابا الفاتيكان الأسبق بنديكت الـ١٦ لقب مونسينيور في يناير/كانون الثاني 2006.

عرف الأب مانويل بنشاطه المستمر ضد الاحتلال ومواقفه المدافعة عن المقاومة، وتولى رئاسة وعضوية العديد من الهيئات والمؤسسات الناشطة في مجال مقاومة الاحتلال والدفاع عن القضية الفلسطينية داخل وخارج فلسطين.

فهو عضو في الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، ورئيس للهيئة الفلسطينية المستقلة لملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين (حكم)، وعضو في هيئة العمل الوطني غزة، وعضو مؤسس بيت الحكمة في غزة، وعضو مؤسس في لجنة كسر الحصار المفروض على غزة، وعضو ناشط أيضا في لجان مهتمة بالمصالحة الوطنية الفلسطينية.

عرف الأب مانويل بنضاله المستميت ضد الاحتلال الإسرائيلي وتحريضه على المقاومة، وافتخاره بدور المسيحيين الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وهو صاحب الجملة المشهورة "إن هدموا مساجدكم ارفعوا الأذان من كنائسنا"، حيث قالها أثناء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في العام 2014.

ق م

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]