داهمنا مؤخرا خبر مصرع اشتياق كناعنة من قرية كفر قرع، ام في الثلاثينات من عمرها، قضت نحبها في بيتها وما زالت الشرطة تحقق في ملابسات القضية وتم اعتقال الزوج للتحقيق معه، بالتزامن مع اصدار امر حظر نشر حول تفاصيل القضية ومجرى التحقيق.
نحن في الجمعيات النسوية والحقوقية نأمل ونطالب بإجراء تحقيق جدي وكشف الحقيقة سريعا حول ظروف القضية.
على كل الاحوال نحن في الجمعيات النسوية والحقوقية ضقنا ذرعاً من جرائم القتل المتتالية، ومن تفشي العنف بكافة أشكاله ومن القتل والتعذيب الوحشي
للنساء. لقد فقدنا منذ بداية العام ثمان نساء وما زالت أيادي الرجال المجرمين تحصد المزيد من الضحايا وبأبشع الوسائل. ففي الطيبة طعنت وفاء جوهر، بعد 18 عام من العنف بسكين زوجها أمام طفلتها الوحيدة وجاء مشهد طفلتها وهي تهرع في الشارع مرعوبة ليمسنا في الصميم ويجسدلنا عجزنا وفشلنا في حماية أطفالنا وكل افراد مجتمعنا من هذه الوحشية.
ولن ننسى نيفين العمراني التي قتلت ودفنت بمكان مجهول وبقيت منها بقع دم تحت صفائح باطون.
اما روان الكتاني فقد قضت 13 سنه في معركتها على الحياة في مد وجزر بين الاهل والاقارب لعل احدا يستطيع إبعادها عن الخطر ولكن في النهاية فارقت
الحياة ، روان دفنت تحت التراب مع جنينها ومعها دفنت الحقيقة ولم تأخذ العدالة مجراها بعد .
تزداد القصص، والفظائع ولَم يعد بوسعنا الشجب والاستنكار بعد. حتى عندما نحاول اسماع صوت الضحية، والتظاهر مطالبات بحقنا بالعيش بكرامة وامان،
نتلقى التهديد والوعيد من أفراد وجماعات ذكورية وأصولية تنتشر بيننا وتقضي على كل ما هو جميل وعادل فينا.
فهناك شاب يهدد علنا بإغتصاب النسويات عبر وسائل التواصل الاجتماعي وآخر يريد لنا القتل كما قتلت الضحية بمطرقة، اما في الطيبة فهناك يعيش
رجلاً يريد حرق بعض النساء وهن أحياء بهدف تنظيف المجتمع منا.
فما هذا الصمت المخيف؟ كيف يكون الهدوء سيد الموقف وكيف امتلأت أفواه القيادات والساسة ماء بينما امتلأت بيوتنا دماء؟ كيف وصلنا لوضع تخرج
فيه خفافيش الذكورية في غابات العنف المجتمعي الذي نعاني منه جميعاً لتتجرأ وتتهم النساء بما يحدث لهن من عنف وضرب واغتصاب وتهديد؟ وكنا قد اعتقدنا اننا قد تخطينا هذه المرحلة حيث ساندنا الجاني وتخلينا عن الضحية.كيف انقلبت موازين المنطق والعدل؟ كيف أصبحت كل امرأة
في مجتمعنا معرضة للخطر من الشمال الى الجنوب من الطفلة للمسنه ذات ال84 عاماً لم تنجو من القتل.
لقد آن الأوان للحديث عن قتل النساء بصفته قضية مجتمعية مستشرية ومدمرة. وعلينا أن نجعل منها قضية تحتاج الاعتراف بالمسؤولية الجماعية ليتوقف
شلال الدم الذي يغرقنا جميعاً. وإننا بذلك نعبر مجدداً عن التزامنا الصادق والواضح تجاه جميع نساء وفتيات هذا المجتمع الدامي واستمرارنا بالوقوف إلى جانبهن في معركتنا المشتركة من أجل الحياة. إننا في الجمعيات النسوية نعتبر أن مسؤولية توفير الحماية الكاملة من العنف
والقتل للنساء هي مسؤولية نحملها جميعا، وفِي مقدمتها المؤسسات الرسمية والحكومية وعلى رأسها جهاز الشرطة النيابة والقضاء. ولكن من المهم التأكيد على أن مهمّة حماية النساء تبدأ من بيتونا وحاراتنا ومجتمعنا المحلي والقيادات السياسية الاجتماعية والدينية الذي يعلم
غالبا ما يحدث ويصمت وينتظر ويتردد باتخاذ الخطوات اللازمة التي قد تمنع الجريمة القادمة.
ولذلك فإننا نطالب ب:
الكشف عن ملابسات مصرع اشتياق كناعنة في قرية كفر قرع على وجه السرعة..
الكشف عن ملابسات كل جرائم القتل ضد النساء والتوضيح للرأي العام حيثيات وملابسات كل هذه الجرائم الدامية.
تحويل كافة الميزانيات المقررة منذ سنوات والتي رُصدت لمكافحة العنف ضد النساء.
عدم المماطلة في محاسبة المجرمين، ومنع تخفيف العقوبة بحقهم في حال ثبوت الجريمة عليهم, وعدم المهادنة لكي تأخذ العدالة مجراها، وعدم التهاون مع جرائم قتل النساء، وتطبيق العقوبات
المشددة لتكون رادعاً لمن تسول له نفسه الاستمرار بارتكاب جرائم ضد النساء.
وضع خطة عمل واضحة لجهاز التعليم وملائمته للوضع الراهن، وتخصيص ساعات تعليمية على مدار العام لمناهضة العنف عامة والعنف ضد النساء خاصة بالتعاون مع الجمعيات النسوية.
العمل سريعا على اتخاذ الخطوات العملية على المستويات الرسمية والقانونية والقضائية وتبني استراتيجيات حماية للنساء كفيلة للتصدي والحد من مظاهر التمييز أو التقليل من قيمة وحياة المرأة.
توقيع باسم الجمعيات النسوية والحقوقية:
جمعية نساء ضد العنف، جمعية
نعم - نساء عربيات في المركز، مركز الطفولة مؤسسة حضانات الناصرة
آذار- المنتدى المهني لمحاربة جرائم قتل النساء،
كيان - تنظيم نسوي، جمعية الزهراء للنهوض بمكانة المرأة، نعمت - مجلس النساء العاملات والمتطوعات في المجتمع العربي ، منتدى الجنسانية،
جمعية سدرة، جمعية انتماء وعطاء ، جمعية إنتماء وأمل، معا-منتدى النساء العربيات في النقب، السوار- حركة نسوية عربية
[email protected]
أضف تعليق