يعاني العمال الاجتماعيين من ظروف عمل سيئة وصعبة للغاية تحتدم وتيرتها مع التقدم أكثر في ازمة كورونا التي سلطت الضوء على فجوة عميقة في مجال الرفاه الاجتماعي واهمال واضح وقطعي من قبل الحكومة من ناحية تهميش ميزانيات وعدم توظيف عمال اجتماعيين بل واحالة عدد منهم الى البطالة على الرغم من دورهم الفعال في معالجة الازمة على المستوى الاجتماعي الإنساني ومرافقة المتضررين اقتصاديا ونفسيا وغير ذلك.

سياسة تهميش واستخفاف

العاملة الاجتماعية تغريد ذيبة قالت ل "بكرا": شاركت اليوم بمظاهرة حاشدة في ساحة البيما في تل ابيب انا وزملائي وزميلاتي من العمال والعاملات الاجتماعيات لنطلق صرخة غضب واستياء احتجاجاً على ظروف عملنا خاصةً في ظل أزمة كورونا حيث ان أزمة كورونا بدأت كأزمة صحية إلا انها سرعان ما استفحلت وتحولت إلى أزمة اقتصادية واجتماعية تهدد جميع مواطني الدولة. مما أثر على قدرة العمال الاجتماعيين وعلى مؤسسات الرفاه الاجتماعي بإداء واجبنا المهني والإنساني في ظل تزايد عدد الملفات ومضاعفة التوجهات لمكاتب الرفاه الاجتماعي، وكلنا يرى ويعي التزايد الملحوظ في حالات العنف الأسري والاعتداء على القاصرين واتساع دائرة الفقر والعنف والأولاد في خطر. إذا استمر الحال على ما هو فمؤسسات الرفاه الاجتماعي مهدده بالانهيار.

وتابعت: منذ 20/6 أعلنت نقابة العمال الاجتماعيين عن نزاع عمل بعد سياسة التهميش والاستخفاف التي يتبعها وزير المالية، بدأنا خطواتنا الاحتجاجية بمسيرة من تل ابيب إلى مبنى الكنيست استمرت خمسة ايّام ثم وقفات احتجاجيه على محاور ومفترقات الطرق واليوم المظاهرة الحاشدة في تل ابيب وإعلان الإضراب الشامل والمفتوح ابتداء من اليوم حتى ننال حقوقنا والاستجابة لمطالبنا ومن أهمها، رفع أجور العمال الاجتماعيين بما يتلاءم مع مستوى الخدمات التي نقدمها. رفع مكانة العامل الاجتماعي، تحسين بيئة العمل، توفير الأمن والأمان والحماية للعمال الاجتماعيين، خاصةً بعد الارتفاع بحالات العنف والإساءة التي يتعرض لها العامل الاجتماعي أثناء ممارسة وإداء واجبنا المهني والإنساني في حمايةً ضحايا العنف الأسري وخاصةً الأطفال والنساء. مضاعفة الميزانيات بشكل فوري ليتلاءم مع الازدياد الملحوظ في عدد ونوعية المشاكل التي نعالجها حيث أصبحت أكثر تعقيداً. زيادة عدد الملكات لتخفيف الضغط عن العمال الاجتماعيين.

ونوهت: كلي أمل ان تلقى صرختنا آذاناً صاغية وأن نحظى بالتفاف واسع لمطالبنا الصادقة، أعتذر للعائلات التي ستفتقدنا هذه الفترة وخاصةً في هذه الظروف الاستثنائية ونحن ما زلنا نكابد أزمة تفشي كورونا، ولكن لا يمكن السكوت والصمت عن معاناتنا، الاستجابة لمطالبنا بدون أدنى شك ستعود بالفائدة على جمهور متلقي الخدمات الاجتماعية وتحسن من ظروفهم المعيشية والاجتماعية.

ازمة ليست جديدة

باحثة بعلم الاجتماع د. مها صباح قالت في هذا السياق: ازمة العمال الاجتماعيين ليست جديدة، وذلك يتعلق بالأساس في الجهات التي تريد الدولة ان تضع امكانياتها خصوصا ان هناك اهمال من قبل الحكومة في السنوات الأخيرة للرفاه الاجتماعي وخاصة ان دولة إسرائيل تبتعد عن كونها دولة رفاه اجتماعي ما كان له تأثير على مجالات الخدمات التي ممكن ان تقدمها لأنه من المعروف انه كلما أصبحت الدولة اكثر رأسمالية تؤمن ان الأشخاص يجب ان تشتري الخدمات بالمقابل والدولة غير ملزمة بتقديم كافة الخدمات والرعاية ما اثر على مكانة ومجال العمل الاجتماعي.

وتابعت: ما حدث في فترة كورونا يجب ان يجعل الحكومة تعيد النظر في سياستها لأنها لا تولد فقط ازمة صحية وانما أزمات اقتصادية واجتماعية مثل الفقر والعجز والبطالة وازمات متفاقمة غير جاهز المجتمع ليتلقاها، وهذه فرصة ان يطالب العمال الاجتماعيين بحقوقهم ولكننا رأينا انه اصبح هناك تضييق اكثر على هذه المجالات وخاصة الفئات المستضعفة والفقيرة التي تعاني من العنف بوتيرة عالية، كما ان النساء فئة مهمشة اقتصاديا واجتماعيا خصوصا بعد ارتفاع عدد النساء اللواتي تم تعنيفهن في هذه الفترة ما يشير الى ان انه في هذه الأيام خصوصا هناك حاجة ماسة الى ان تعمل هذه الفئات وهن العمال الاجتماعيين ان تساعد النساء المعنفات والذين يعانون من الفقر. إذا استمرت دولة إسرائيل باتباع سياسة انه على المجتمع ان يحصل على الخدمات الاجتماعية مقابل مادي فان ذلك سيزيد نسبة الفقر والبطالة ويعمق الظواهر الاجتماعية التي نراها اليوم.

العمال الاجتماعيين فقدوا الاهتمام

عبير عبد الحليم المعالجة النفسية قالت بدورها: جميع الأشخاص الذين يعملون في مجال الصحة النفسية فان الوضع يزداد سوءا هناك حالات انتحار واكتئاب وعنف، ولا يوجد ميزانيات لتشغيل موظفين جدد، وهناك معاناة في مكاتب الرفاه الاجتماعي من كمية الملفات الكبيرة دون القدرة على معالجتها بشكل شامل وصحيح ما يعيق من عملهم كعمال اجتماعيين الذين دخلوا الى الموضوع من مكان عقائدي وانساني ولا يستطيعون القيام بعملهم او تحقيقه، ما يفقدهم الحب للعطاء والاهتمام ويفقدون هويتهم كعمال اجتماعيين، الاضراب مهم ويجب ان يكون هناك تغيير وان يتم الاهتمام بالموضوع وان تعطى الميزانيات المطلوب ويتم توظيف اكبر عدد من العمال الاجتماعيين والاهتمام بظروفهم.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]