تتركز أنشطة مؤسسة "جوينت إيشل" في تطوير الخدمات الاجتماعية وإيجاد حلول مبتكرة لفئة المسنين والعجزة، وذلك بالتعاون مع مؤسسة "جوينت" الأم والحكومة – بالإضافة الى السلطات المحلية والمجتمع المدني وقطاع المصالح والأعمال والجمعيات الخيرية، وكذلك الاهالي وصناديق المرضى وخدمات الرفاه.
ويتكون جمهور الهدف من المسنين الذين يواجهون مراحل مختلفة من التراجع في الأداء والوظائف، والمسنين المستقلين في أدائهم.
والهدف العام من هذه الأنشطة ضمان جودة حياة طبيعية وتصور ذاتي سليم لفئة المسنين، والاستفادة من خدمات متقدمة ومتيسرة تمكنهم من تحقيق رغباتهم وقدراتهم في جميع مجالات الحياة.
شفاعمرو والطيبة و "نوف هجليل"
وفي حديث مع "بكرا" صرّح المدير العام لمؤسسة "جوينت ايشل"، يوسي هايمن، بأنها كانت ولا تزال تنشط في المجتمع العربي، من خلال ملاءمة برامجها مع الاحتياجات العينية لهذا المجتمع. وأشار في هذا السياق الى انه سيتم في الشهر القادم افتتاح مركز تأهيل للعجزة والمسنين في شفاعمرو، على شاكلة المركز الكائن في "نوف هجليل" (نتسيرت عيليت سابقاً) الذي يؤمه عدد كبير من المسنين العرب، بالإضافة الى بيت المسنين الحديث الذي أقيم في مدينة الطيبة قبل ثلاث سنوات، وغيره من هذه الأطر في بلدات أخرى، مع الإشارة الى المساعي الرامية الى تطوير الجمعيات الراعية للمسنين وتطوير المراكز اليومية. ونوّه في هذا السياق الى إدراك المؤسسة للواقع المتمثل بكون العبء الأكبر للعناية بالوالدين المسنين واقعاً على الابنة العزباء "ولذلك قمنا بتطوير برامج دعم وتعزيز لقدرات الابنة الراعية" – كما قال.
ونوّه يوسي هايمن الى التعاون مع شركة "الفنار" لتوسيع مجال التشغيل في المجتمع العربي، حيث تم البدء بتطوير نموذج متميز لمراكز التخطيط والتوجيه للعمل لصالح المتقدمين بالسن بما يتلاءم مع طبيعة المجتمع. وأشار في هذا السياق الى ظاهرة توقف الكثيرين عن العمل حين يبلغون من العمر خمسين عاماً، بينما تعتبر هذه سناً مبكرة في دولة يبلغ متوسط الأعمار فيها (83) عاماً، وبذلك يحرمون من العمل والاستفادة من الأجر ويقعون في فراغ ممل وفي تراجع حالتهم الصحية، وفي هذا الإطار اقيمت مراكز تأهيل وتدريب وتأهيل في عدة بلدات.
للحماية من الكورونا
ورداً على سؤال حول تعامل مؤسسة "جوينت إيشل" مع تداعيات وتأثيرات جائحة الكورونا على فئة العجزة والمسنين، قال يوسي هايمن ان هذه الجائحة تفرض تحدياً صحياً واقتصادياً واجتماعياً أمام الدولة والحكومة، بينما تفرض على المؤسسة التمييز بين مستويات الخطر على المسنين بسبب هذا الوباء تبعاً لأوضاعهم من حيث الأداء والقدرة على القيام بوظائفهم.
وشدّد في هذا السياق على ضرورة الحرص على التباعد الاجتماعي، وحتى العزل لصالح المسنين، رغم التداعيات القاسية التي تتمثل بثلاثة أبعاد رئيسية، هي النقص بالحاجات الأساسية نتيجة الصعوبة في تزويد المسن بالطعام والخدمات التمريضية والصحية (وليس فقط ما يتعلق منها بالكورونا). وتتمثل ثانياً بتفاقم الهشاشة الصحية والبدنية بسبب قلة ممارسة الرياضة والتراجع في كثافة العظام. وتتمثل ثالثاً بتفاقم الشعور بالعزلة.
وبناء على ذلك، أشار هايمن الى الاتجاهات التي تتبعها مؤسسة "جوينت إيشل" لمواجهة هذا الواقع، وفي مقدمتها الحفاظ على الأداء الوظيفي للمسنين حيث تم بالتعاون مع وزارة الصحة إنشاء شبكة من مراكز تأهيل العجزة، وفي هذه الآونة، مع تفشي وباء الكورونا، تقدم خدمات التأهيل عن بُعد (بالحاسوب أو التلفاز أو الهاتف) لمن لا يستطيعون القدوم الى المراكز.
كذلك تعمل المؤسسة على التخفيف من عزلة المسنين المتصاعدة مع التقدم بالسن، بواسطة منظومة تشمل إرشادات للاستفادة من وقت الفراغ، تتضمن فوازير وتمارين ذهنية ورياضية، وقد استفاد منها عدد كبير من العجزة والمسنين في المجتمع العربي، وكان المردود طيباً جداً، مع الإشارة كذلك الى عشرات البرامج والفعاليات الفنية والثقافية للمسنين في مراكزهم، بمن في ذلك المسنون العرب، للتخلص من العزلة.
وفي هذه الأثناء تتبع المؤسسة برنامجاً تجريبياً فريداً للتخفيف من عزلة المسنين في مراكزهم بواسطة لقاءات افتراضية (بالانترنت) مع مرشدين مختصين، ويحقق هذا البرنامج نجاحات باهرة، وكذلك الأمر بالنسبة للقيام ببرامج تشغيل عن بُعد وورشات بالانترنت لوقت الفراغ ونمط سليم للحياة لصالح المسنين في مراكزهم، وكل ذلك من أجل تعزيز استقلالية هذه الفئة من المجتمع.
موقع على شبكة الانترنت
ويشير يوسي هايمن، الى انه مع بداية أزمة الكورونا في البلاد، انتشرت على صفحات الشبكة العنكبوتية مواد ومعلومات جمّة حول الفيروس والوباء، لكن لوحظ نقص في المعلومات التي تربط ما بين الكورونا وفئة المسنين، فبادرت مؤسسة "جوينت ايشل" الى اعداد مواد إعلامية حول الموضوع، بالتعاون مع الوزارات الحكومية ومؤسسة التأمين الوطني وجهات ذات علاقة، حيث جرى تطوير مواد للإرشاد والمعلومات خاصة بعائلات المسنين، وكذلك تعليمات حول النظافة الشخصية وأشرطة ارشادية للمسنين والمعالجين وطواقم الخدمة في بيوت المسنين وملاجئ العجزة، وما الى ذلك.
كما أنشأت المؤسسة موقعاً على الانترنت، متخصصاً بكل ما يتعلق بالكورونا، يستفيد منه أصحاب المهنة وأفراد العائلة وطواقم الرعاية والعلاج، والمسنون أنفسهم، ومواده منشورة بعدة لغات، بما فيها اللغة العربية. هذا بالإضافة الى الدورات الهادفة الى التعلّم عن بعد والى تأهيل الطواقم للتعاطي مع المسنين بشكل يعزز مناعتهم ويزيل مخاوفهم، ويدربهم على التعامل مع الانترنت.
[email protected]
أضف تعليق