على شاطئ مدينة غزة، يُنشئ أكاديمي جامعي أول مدرسة تهتم بتنمية قادة وموهوبين في مسعًى منه للحفاظ على الهوية الوطنية.

مدرسة "أوائل وقادة" كما أطلق عليها المحاضر الجامعي خالد الخالدي، تتكون من 4 طوابق وعلى مساحة دونم زراعي، هي قيد التجهيز حاليًّا، حيث من المقرر أن تفتح أبوابها مع بداية العام الدراسي الجديد.

وتتسع المدرسة لـ350 طالبًا من الطلبة المتفوقين من الصف الثامن إلى الحادي عشر، وألاّ تقل معدلاتهم الدراسية عن 90%.

دوافع المشروع

ويقول الخالدي-برفسور في التاريخ بالجامعة الإسلامية-لمراسل صفا إن فكرة المدرسة جاءت حفاظًا على الهوية الوطنية، خاصة وأن هناك مؤسسات أجنبية تستقطب الطلبة المتميزين وتعمل على تغيير هويتهم وثقافتهم.

ويوضح الخالدي: "توجد أزمة قيادة بمجتمعاتنا العربية، وحتى إن توفرت القيادة فإنهم غير متميزين ولا يتمتّعون بالذكاء أو قادرين على قيادة شعوبهم، لذلك سنحاول من خلال هذه المدرسة تخرج أوائل وقادة لنهضة مجتمعنا وأخذه إلى بر الأمان".

ويشير إلى أنه قبل تحويل فكرة "أوائل وقادة" إلى مدرسةٍ تعليمية؛ فإنه أسس قبل 4 أعوام مركزًا تدريبيًّا يحمل ذات الاسم، ثم تطور لاحقًا ليصبح أكاديمية، وهذا العام خطط لإنشاء مدرسة خاصة للطلبة المتميزين.

وكان يلتحق بالمركز والأكاديمية حينها نحو ألف طالبٍ وطالبة من الصف الثامن الأساسي وحتى الحادي عشر؛ يتلقّوا محاضرات "تثقيفية وتنمية بشرية وتعلم لغات عبرية وتركية وانجليزية ورياضات متنوعة" بشكل أسبوعي ومجاني.

وأحدث تفاعل الأهالي مع الأكاديمية التعليمية دافعًا كبيرًا لتطوير المشروع لتصبح مدرسة؛ تدرس المنهاج الفلسطيني إلى جانب مهارات ومساقات أخرى متنوعة.

النظام التعليمي

ومن المقرر أن تقدم مدرسة "أوائل وقادة" مساقات تعليمية الزامية وأخرى اختيارية بجانب المنهاج الفلسطيني التي تلتزم به مثل بقية المدارس الخاصة والتعليمية العاملة في فلسطين.

ويقول الأكاديمي الخالدي "هذه المدرسة تجمع بين تعليم المنهج الفلسطيني بكفاءة عالية، وتقدم للطلبة مساقات وتدريبات غير موجودة بمدارس الوطن، وحتى على مستوى الوطن العربي".

ومن بين المساقات التي تقدمها المدرسة اللغة الانجليزية بأسلوب عصري حديث تمكن الطلبة من التحدث بها بطلاقة، وكذلك تدريس لغات أخرى كالعبرية والتركية. بالإضافة لمهارات التحدث باللغة الفصحى وتعلم الخط العربي.

كما ستوفّر المدرسة مهارات التنمية البشرية وفنون تعلم رياضة الدفاع عن النفس وتعلّم السباحة، بالإضافة لتعلم مسارات اختيارية كتمكين الطلبة حفظ القرآن الكريم بالسند المتصل، ومسار التكنولوجيا الحديثة، ومسار الأدب والشعر، ومسار القائد المبدع.

ويؤكد الخالدي أن موقع المدرسة على شاطئ بحر غزة، والغرف الفصلية الواسعة والمصممة وفق أحدث المواصفات، بالإضافة لمسبح وقاعات رياضية؛ ستؤهّل الطلبة للتعلم وتلقّي المهارات بصورة مميزة ليكون قائدًا بالمستقبل.

الرسوم الدراسية

ويوضح الخالدي أن الرسوم الدراسية ستكون 700 دولار على مدار فصلين دراسيين.

ويشير إلى أنه فور الإعلان عن تسجيل الطلبة للالتحاق بالعام الدراسي القادم، فإنه وبعد يومين فقط تقدّم نحو 100 طالب للتسجيل، متوقعًا خلال الأيام القادمة تجاوز الطلبات عدد المقاعد الدراسية المتاحة بالمدرسة 350 مقعدًا.

ويذكر الخالدي أنه بعد تقديم الطلبات سيخضع الطلبة لمقابلات شخصية لاختيار الأفضل من المتفوقين، "فنحن سنختار قادة للمجتمع".

ويطمح لافتتاح مدرسة أخرى تضم الطالبات، ومدرسة تضم جميع الفئات العمرية للطلبة من الأول ابتدائي وحتى التوجيهي.

مدرسة نوعية

ويصف مدير عام التعليم العام بوزارة التربية والتعليم محمد صيام مدرسة أوائل وقادة بـ "المدرسة النوعية"؛ إذ أنها تقدم إضافات نوعية للمسار التربوي بغزة وعلى مستوى فلسطين.

ويقول صيام في حديثه لمراسل صفا "نحرص على دعم كل المؤسسات التعليمية الخاصة، ونقدم لها الدعم الفني والهندسي والاستشاري لخدمتها.

ويضيف: "هذه مدرسة نوعية تطبق المنهاج الفلسطيني ومساقات أخرى؛ ليكون هناك نوع من التقدم ومواكبة التطورات العلمية في الدول الأخرى، فهي تزاوج بين الخبرات المحلية والدولية في التعليم المدرسي".

ويشير صيام إلى أن مدرسة أوائل وقادة هي آخر مدرسة خاصة قدّمت تراخيصها هذا العام، مؤكدًا أن الوزارة قدمت لها استشارات هندسية لموقع المدرسة، موضحًا أن التقييم الفني لها سيكون بعد بدء العام الدراسي الجديد.
 

المصدر: - فضل مطر - صفا

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]