عبد الرازق اغبارية، مهندس معماري من مصمص، أصيب الأسبوع الماضي بالكورونا، وانتقلت العدوى إلى ابنته وابنته (8 و 12 عامًا)، ثم إلى والدته واليوم إلى والدته أيضًا، ولكن ليس هذا كل ما يثير بالموضوع، إنما ما حصل معه يوم الجمعة في مستشفى هعيمك بالعفولة هو المثير.
يقول اغبارية: يوم الجمعة أظهرت الفحوصات أن والدتي مصابة بالكورونا، فقمت باستدعاء سيارة اسعاف وابلغتهم أنني مصاب بالكورونا ليرسلوا دورية مع الطواقم المخصصة من نجمة داوود الحمراء، وفعلًا نقلتها إلى مستشفى هعيمك بالعفولة، ورافقتها واخذت معي ابني وابنتي، فقد عانيا من أوجاع ومن ارتفاع الحرارة واردت الاطمئنان عليهما وعلى نفسي أيضًا، لذلك ذهبنا كلنا مع الوالدة في مركبة الإسعاف المخصصة، وفعلًا أجرينا الفحوصات اللازمة وتقرر إبقاء الوالدة هناك، وبعد ذلك قالوا لنا في المستشفى أن باستطاعتنا (أنا والطفلين) أن نعود إلى المنزل، واستدعوا دورية اسعاف أخرى، من شركة "هشفلا" وهي شركة خاصة للإسعاف، ركبنا في الدورية، وبعد سيره لبضعة أمتار، سعلت، فطلب مني ألّا أسعل، فقلت له أن الأمر ليس بيدي، وأننا نضع الكمامات وهو يلبس الملابس الواقية، لكنه قرر العودة إلى المستشفى وعدم نقلنا، وتحجج للمسؤولين عنه أنني لا أضع الكمامة وأسعل طوال الوقت علمًا بأنني ركبت معه لبضعة أمتار داخل المستشفى وكنت أضع الكمامة ولم يكن هنالك مجال أصلًا لأن انزل الكمامة أكثر مرة كما زعم.
وتابع: انتظرت لساعات طويلة، السائق يرفض نقلنا، اتصلت بالشرطة فجاءت إلى المكان ولم تساعدني، بل بدأ عناصر الشرطة بتهديدي بأن علي ألا أتحرك .. وأنا كل ما أطالب به هو أن يأخذوني إلى البيت، فلا استطيع الاتصال بأي من افراد عائلتي، كلهم في حجر صحي، ولا استطيع أن أخاطر بالأصدقاء وأن أتصل بهم لإيصالي إلى المنزل، الطريقة الوحيدة لنقل مرضى الكورونا هي عبر دورية اسعاف مخصصة، لكن ما الحل إذا كان سائق الإسعاف يرفض؟ اتصلت أيضًا في الجبهة الداخلية، استمرت محادثاتي معهم لساعات دون جدوى، كلٌّ يقوم برمي الحمل على الآخر، ونحن ننتظر تحت أشعة الشمس رغم معاناتنا من الكورونا، أو في داخل دورية الإسعاف بدون مكيف حتى لأن السائق قام بإطفاء المحرك .. بعد أخذ ورد، وافق السائق، لكنه اشترط أن ترافقه دورية شرطة .. خوفًا على نفسه، كأنه يقوم بنقل شخص إرهابي!
وذكر اغبارية أنهم بالأمس صدرت نتائج فحوصات والده وتبين أنه أيضًا مصاب بالكورونا إضافة له ولوالدته وطفله وطفلته.
توجهنا إلى شركة "هشفلا" وقالوا أن الموضوع سيتم فحصه ثم التعقيب، وأن المعلومات الظاهرة لديهم تشير بأن المريض كان ينزل الكمامة ويسعل ويتصرف بغضب وفق ما نقله السائق لهم على ما يبدو.
[email protected]
أضف تعليق