أكد رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد بركة، أن المعركة ضد مخططات الاقتلاع في النقب مستمرة حتى زوالها، فهذه قضيتنا جميعا وليست قضية أهالي النقب. وجاء هذا في التظاهرة الحاشدة التي جرت في بئر السبع أمام مباني الحكومة، بدعوة من لجنة المتابعة العليا، ولجنة التوجيه لقضايا النقب، تصديا لمخطط تهجير حوالي عشر قرى من أجل التحريش.
وشارك في التظاهرة، حشد كبير من أهالي النقب ووفود تضامنية من مناطق مختلفة من البلاد، وبينهم ناشطين من القوى التقدمية اليهودية. كما شارك في التظاهرة، أعضاء الكنيست من القائمة المشتركة، أيمن عودة ومنصور عباس وعور كسيف واسامة السعدي ويوسف جبارين وسعيد الخرومي، ورؤساء السلطات المحلية في النقب ورئيس بلدية ام الفحم د. سمير محاميد.
وألقيت كلمات من رئيس اللجنة المحلية لقرية خربة وطن، التي تواجه مخطط لاقتلاعها مع تسع قرى أخرى من أجل التحريش، وسليمان بن حميد، من بير هداج. وأدار المهرجان الخطابي معيقل الهواشلة، الذي رحب بحضور القيادات العربية وأعضاء الكنيست، وأبرز تواجد رئيس المتابعة الدائم في الأيام الأخيرة، في سلسلة من النشاطات الكفاحية دفاعا عن مخطط التهجير الجديدة، إضافة الى الاجتماعات التي وضعت التحضيرات لهذه النشاطات.
وحيّا بركة في بدء كلمته، الحشود الكبيرة من النقب في هذه التظاهرة، الذين جاؤوا للدفاع عن الأرض والبيت والوطن، ووجه تحية للقوى اليهودية التقدمية المشاركة في التظاهرة، وقال أنا لم آت للتضامن معكم، فنحن قضية واحدة وجسم واحد.
وقال، إذا أردنا أن نصنّف قضايا جماهيرنا الفلسطينية في الداخل، يمكن القول إن 70% إلى 80% من هذه القضايا والتحديات والأخطار، مركّزة في النقب، لذلك فإن ما يواجهه النقب ليس قضية النقب وحده، بل هذه أيضا قضايا أهالي الجليل والمثلث والساحل. ونحن حينما اجتمعنا قبل نحو أسبوعين في خيمة الاحتجاج في قرية خربة وطن، وأقرينا سلسلة خطوات كانت هذه التظاهرة ذروة هذه المجموعة المرحلية من النشاطات الكفاحية، وحيّا على التجاوب الكبير، الذي يجب أن تكون له نتائج عملية لهزيمة مخططات الاقتلاع والانتصار لحق الناس في بيوتهم.
وتابع بركة قائلا، إن المؤامرة على خربة وطن وأخواتها، تهدف حسب رأيهم لتحريش الوطن، وليس أولى منا من الشجر في هذا الوطن وطننا، لكن نحن أن نقبل أن يتذرعوا بالشجر من أجل أن يقتلعوا البشر، وهذه سياسة سنهزمها، ونحن نريد لبيوتها أن تزدهر وأجيالنا أن تتعلم وتتطور في وطنها، فالإنسان أولا، وبعد ذلك كل شيء.
وشدد بركة على أن المؤسسة الحاكمة تفرض علينا مؤامرات وتحديات متشعبة كبيرة وكثيرة من أجل استنزافنا ولتتبعثر كلمتنا، في ذات الوقت يخططن لهدم بيت في نحف، وينتهكون مقبرة الإسعاف في مدينة يافا عروس فلسطين، ويهدمون مباني في مدينة الطيرة، ويغضون الطرف عن استفحال الجريمة وانتشار السلاح، كي ننشغل ببعضنا، وها هي مخططات النقب تتصاعد وتستفحل.
وقال بركة، إننا نحمل المسؤولية الأساسية والأولى للسلطة على استفحال الجريمة، ولكننا لا نغض الطرف عن دورونا، لنكون اقوى في الدفاع عن خربة وطن والنقب. ونحن مطالبون في كل مكان، باقتلاع مظاهر الضعف وقلة الحيلة، مثل العنف والجريمة.
والقى بركة كلمة باللغة العبرية، موجها إياها لوزير الاقتصاد عمير بيرتس، المكلف بما يسمى "سلطة تطوير النقب"، وقال إن بيرتس خيّب أمل قسم كبير من مصوتيه، لانضمامه لحكومة نتنياهو غانتس، ونحن لم يكن لدينا أمل أصلا، ممن شن الحروب على شعبنا، ولكن نحن لا نريد منه كلاما معسولا، وإنما افعالا على الأرض لنسف كل هذه المخططات، فنحن لن نصمت ولن نهدأ، بل سنواصل معركتنا على حقنا في الحياة الطبيعية على أراضينا وبيتنا.
وختم بركة قائلا، إن معركتنا طويلة ولن تنتهي اليوم، وقريبا سنقر سلسلة جديدة من النشاطات الكفاحية، حتى زوال كل المخططات.
[email protected]
أضف تعليق