من المقرر ان يبدأ العمل في فنادق ايلات في الوقت القريب 1500 عامل من الأردن اذ سيخضع هؤلاء للحجر الصحي لمدة أسبوعين. وذلك بعد مصادقة من الحكومة الإسرائيلية ما استهجنه نقابيون واقتصاديون خصوصا وان ذلك يتزامن مع فصل عدد كبير من الموظفين والعاملين في البلاد واحالتهم الى سوق البطالة في اعقاب جائحة كورونا علما ان أحد شروط تشغيل العمال الأردنيين كان تراجع عدد العاطلين عن العمل في إسرائيل ويأتي هذا القرار في ضوء انخفاض عدد الإصابات بكورونا في الأردن وفي ظل التوتر القائم بين البلدين على خلفية خطة الضم. بالإضافة الى استمرار الخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية حول مشروع ميزانية الدولة للعام القادم

تشغيل عمال أردنيين في إيلات يحمل في طياته أهدافًا سياسية واستراتيجية

المستشار الاقتصادي خالد حسن رأى بدوره ان الأردن تنقذ السياحة في إيلات، قبل جائحة كورونا، عمل قرابة ال 1500 عامل أردني في قطاع الفنادق في إيلات، حيث تعود بداية عملهم إلى قرار قد اتخذاه في شباط من العام 2016 وزير السياحة آنذاك دكتور عوني لنداو ووزير الداخلية آنذاك جدعون ساعر، حيث كانت حاجة الفنادق لعمال نظافة، مطبخ وترتيب غرف، وكل ذلك حسب الطلب للغرف وحسب عمل يومي حيث كان يعود العمال الاردنيين كل يوم إلى بلدهم.

وتابع ل "بكرا": اليوم وبعد السماح بفتح الفنادق في إيلات طالب أصحاب الفنادق بإعادة تشغيل العمال الأردنيين وذلك وحسب أقوالهم بأنهم يجدون صعوبة بتجنيد عمال محليين للقيام بأعمال التنظيف والصيانة وما إلى ذلك. هذه المرة سوف يسمح للعمال الاردنيين للبقاء في إيلات وذلك لمنع إمكانية انتشار فيروس الكورونا.

ونوه قائلا: طبعاً قرار تشغيل عمال أردنيين في إيلات يحمل في طياته أهداف سياسية واستراتيجية لصالح إسرائيل في المنطقة، ولكن بل من المؤكد جميعنا نسأل: كيف لإسرائيل إن تجذب عمال من خارج حدودها بالوقت الذي تعاني به من موجة بطالة عارمة والتي تهدد اقتصادها؟ هناك قرابة المليون عاطل عن العمل في الدولة، هل جميعهم غير ملائمين للعمل في فنادق إيلات؟ أم جميعهم لا يريدون العمل بأعمال النظافة والصيانة وترتيب الغرف؟

وتساءل: لماذا لا تعمل الحكومة على تشجيع ألفين شخص من مجمل المليون عاطل عن العمل لأن يعملوا في قطاع الفنادق في إيلات؟ أو لربما يبادر إلى أذهاننا بأن المشغلين في إيلات يفضلون العمال الأردنيين عن العمال المحليين خاصةً بهذه الوظائف المذكورة أعلاه لا يمكن فصل الاقتصاد عن السياسة والعكس صحيح، ولكن أخشى ما أخشاه بأن تكون لقمة العيش للكثيرين بمثابة ورقة مفاوضات بين السياسيين أو مفض مصالح بين السياسيين وأصحاب النفوذ في الدولة.

العمال ليسوا متهمين الحكومة تبحث عن ايادٍ عاملة رخيصة

جهاد عقل رئيس نقابة العمال "هستدروت" سابقا قال لـ "بكرا": أولاً بالنسبة للميزانية والمصادقة عليها لمدة عام أو بالأحرى لأربعة أشهر ، واضح أن القضية لا تمت للاقتصاد بصلة، رغم مجموعة "السحيجة" التي جندها نتنياهو لتأييد ذلك، وواضح أن القضية مرتبطة أكثر بالوضع السياسي للحكومة وتورط نتنياهو بقضايا الفساد والمحكمة ، ومحاولاته التخلص من هذه القضايا بالبطش بالقضاء والديمقراطية من خلال استغلال موقعه في الحكم ومن خلال التلاعب الاقتصادي بما في ذلك الميزانية، خاصة وأن خططه التي أعلن عنها حتى الآن فسلت في ظل بقاء أكثر من 900 الف عامل عاطل عن العمل ، وأكثرهم فقد الحق بالحصول على مخصصات البطالة.

ونوه: أما بالنسبة لموضوع إعادة 700 عامل من الأردن للعمل في مجال خدمات السياحة في فنادق إيلات، في المرحلة الأولى ورفع العدد الى 1500 عامل لاحقاً، القضية لا تتعلق بالعمال، أي محاولة اتهامهم بأنهم يحتلون فرص عمل بدل غيرهم، فهم ليسوا المتهمين بذلك، فالمتهم هي حكومة إسرائيل التي تبحث عن أيدي عاملة رخيصة من جهة ومن جهة أخرى ربط تشغيل هؤلاء العمال بالقضية السياسية وما يحدث في المنطقة. لذلك واضح لنا قبل جائحة كورونا وخلالها وربما بعدها، أن القضية تتعلق بوضع سياسي واتفاقيات ما بين الحكومات وفي هذه المرحلة بالذات، هي محاولة من حكومة نتنياهو لتخفيف معارضة الأردن لقضية ضم الأراضي الفلسطينية وتمرير مشروعه المدعو "صفقة القرن"، والسؤال الذي يبقى مفتوح هو: هل سترضخ الأردن لهذه الألاعيب.

أكثر من 850 ألف عاطل عن العمل بسبب جائحة كورونا

دخيل حامد دخيل حامد رئيس دائرة تعميق المساواة في الهستدروت قال بدوره ل "بكرا" حول الموضوع: منذ انهيار الإتحاد السوفياتي والمنظومة الاشتراكية ، تغير العالم بشكل كبير ، وبدأنا نسمع مصطلحات جديدة كالعولمة مثالا على ذلك ، ما يهم أصحاب رأس المال وما يوجههم هو الربح أولا وقبل كل شيء ، والحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة سياسيا واقتصاديا، والتي تتبنى سياسة رأسمالية نيو ليبرالية تهتم أولا وقبل كل شيء بإغناء الأغنياء وإفقار الفقراء ، وحاليا وحسب الأرقام الرسمية يوجد أكثر من 850 ألف عاطل عن العمل بسبب جائحة كورونا التي باغتت العالم بأسره على حين غرة ، والحكومة الحالية برئاسة نتنياهو وغانتس بدلا من دعم الشرائح الفقيرة، تخطط للمس بهم أكثر وأكثر ، وذلك من خلال زيادة الضرائب وتقليص الرواتب والحقوق النقابية المكتسبة ، وتقليص ميزانيات الرفاه والخدمات الصحية ، وتمس بالحاسب التي تحققت بعد نضال تراكمي متواصل ، الحكومة الإسرائيلية توافق على إحضار عمال أجانب وأيدي عاملة رخيصة ، وذلك لضمان أرباح هائلة لحيتان رأس المال وأرباب العمل والمقاولين الكبار أولا ، وثانيا لعدم توفر أيدي عاملة كافية في إسرائيل للعمل في الأعمال الصعبة مثل البناء والتمريض والزراعة والفندقة والمطاعم ، مرة أخرى ما يحرك الحكومة باتخاذ قراراتها ، أولا وقبل كل شيء خدمة رؤوس الأموال، لذا تتخذ القرارات بما يتلاءم مع هذه الفلسفة

محاولة استرضاء المملكة

بينما رأى الاقتصادي ومراقب الحسابات وليد سلامة ان مصادقه الحكومة على ادخال عمال من الاردن للعمل في فنادق ايلات واخضاعهم للحجر الصحي لمده اسبوعيين له عده اسباب، وتابع: السبب الاول كون هذه المهنة غير مطلوبة من العمال الاسرائيليين ووجود نقص بالعمل بهذه المهنة. السبب الثاني محاوله استرضاء المملكة وثنيها عن رفضها لعمليه الضم المزمع تنفيذها في بداية الشهر القادم وخصوصا بوجود نسبه بطالة عالية هناك. والسبب الثالث وبسبب جائحه كورونا وعدم امكانيه السفر للخارج لقضاء العطل الصيفية، عندها يكون طلب متزايد لقضاء العطل الصيفية في ايلات كأحد الاماكن المتاحة لقضاء العطلة الصيفية بعدما انتهت السنة الدراسية.

وتابع قائلا: اما بالنسبة لعدم رغبه رئيس الوزراء نتنياهو بتمرير ميزانيه الدولة لمده عاميين يكمن ذلك برغبته ان يبقي كل الاوراق بيده لكي يتمكن بإسقاط الحكومة متى يشاء والذهاب الى انتخابات جديده خصوصا بعد الاستطلاعات المؤيدة له والتي تظهر زيادة شعبيته خصوصا بعد مثوله للمحاكمة وازدياد التعاطف معه، والتي تعطيه امكانيه الفوز بسهوله على منافسيه.

وختاما قال: برأيي لنتنياهو لا توجد نية صادقة بتنفيذ اتفاق التناوب على رئاسة الحكومة مع بيني غانتس، لهذا يحاول ان تكون المصادقة على مشروع الميزانية فقط لنهاية هذه السنه وليس لمده سنتين، وباختصار بجعبه نتنياهو لا ينقص اسباب تمكنه من اختلاق اي ذريعة لفض الشراكة مع كاحول لافان وعدم تنفيذ اتفاق التناوب وسنرى مستقبلا ليس ببعيد فض لهذه الشراكة. هذا هو نتنياهو لمن لا يعلم

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]