منذ بدء جائحة كورونا في البلاد يعاني أصحاب المصالح التجارية المتوسطة والكبيرة من ازمة اقتصادية خانقة أدت الى اغلاق بعضها، الا ان للنقب حكاية أخرى، اذ ان الفتح التدريجي لم يشمل بلداته منها رهط المعروفة بمركزها التجاري والاقتصادي في الجنوب وذلك بفعل تقارير مزيفة كما أشار بعض التجار والاقتصاديون النقباويون ل "بكرا" التي تؤكد ان رهط ما زالت موبوءة دون قيد او سيطرة بهدف ضرب اقتصاد النقب دون أي نية او مسعى لإيجاد حلول لهذه الازمة، خاصة وان العديد من المصانع في النقب قد فصلت عمال وموظفين فقط لأنهم من رهط.
كثير من المصانع كانت قد سرحت العمال من عملهم لأنهم من رهط
خالد أبو لطيف رئيس غرفة التجارة والصناعة في النقب قال: للأسف الشديد اصبحت رهط في نظر الكثيرين من خارج رهط "بعبع" بسبب التقارير اليومية غير المسؤولة عن ان رهط اصبحت كورونا تدمر اقتصادها ولا نرى من يساندنا تم تسريح الكثير من العمال من أماكن عملهم بسبب انهم من رهط شركات ومصانع ترفض ان تتعامل مع محلات رهط بسبب كورونا ونلحظ من يهدد المحلات بالشرطة والاغلاق، اتقوا الله فينا، فلم يبق للكثيرين منا غير بيع محلاتهم لسداد الديون المتراكمة! لقد جنيتم على ما تبقى من اقتصاد للبلد! وقد بلغ السيل الزبى وبلغت القلوب الحناجر وعندما تتكلم يقال ان صحة المواطنين اهم من الاقتصاد! وانا اقول من لم يقض بالمرض يقضى عليه بإغلاق محله بعد تراكم الديون عليه والمطالبين بحقوقهم!
وتابع: الوضع الاقتصادي في رهط خاصة وفي النقب عامة يرثى له حيث ان اغلب المحلات تفتح ابوابها صباحا وتغلقها مساءا فقط لتضييع الوقت فسمعة رهط وبعض القرى المجاورة اصبحت في الحظيظ من الدعاية السلبية التي يقوم بها مسؤولون من البلدة دون أدنى مسؤولية حيث ينشر يوميا فيديوهات ونشرات وكأننا في ساحة حرب! وكأن رهطنا ونقبنا أصبح بؤرة كورونا فصارت الزبائن تخشى على نفسها من المجيء لرهط وكذلك موردوا البضائع وكم من اتصالات نتلقاها يوميا! لكن للأسف نفشل في اغلب الاحيان بالإقناع واغلب المصابين بكورونا يتواجدون في البيت وليس في المستشفيات ووضعهم الصحي ممتاز فلا اعراض ولا اي شيء يشير انهم يحملون الفايروس لكن الدعاية السلبية دمرت الاقتصاد في نقبنا، واعتقد انه من وراء هذه الدعاية الفاشلة هو محاولة الحصول على المعونات التي لا تعود علينا بأي فائدة وفقط ضرر لا نعرف كم من السنين سنحتاج لترميمه وكثير من المحلات فاتت في ضائقه ماليه صعبه جدا وكثير منهم قد اغلق ابوابه ولم نر اي مسؤول لا من بلديه ولا من وزاره يؤازرهم ويشد على اياديهم او يحاول توجيههم نحن شعب نمتاز بالخطابات، لكن دائما خطاباتنا تبعث بنا الى الهاوية.
وتطرق الى نقطة اضافية هي ان كثير من المصانع كانت قد سرحت العمال من عملهم والسبب هو انهم من رهط او من احدى القرى العربية المجاورة ما يرفع من نسبة البطالة في الوسط في الجنوب والذي هو بالأصل مرتفع أين دور القيادات هنا من الوضع المتأزم في رهط خصوصا والنقب بصورة عامة.
المصالح الصغيرة حتى الان لا تعود الى طبيعتها
د. مازن أبو صيام عضو بلدية رهط عقب بدوره ل "بكرا" قائلا حول هذه الاتهامات: الامر ليس استهداف، كورونا موجودة وما زالت والارتفاع بعدد الإصابات ليس فقط في رهط وانما في الدولة وباقي دول العالم هناك ارتفاع، للأسف في رهط وصلنا الى ما يقارب 120 حالة ممكن ان نتعايش مع الامر دون ضرب الاقتصاد مع الحفاظ على تعليمات وزارة الصحة حتى تستمر الحياة لان كورونا لن تنتهي لكن الاحتياط واجب.
وتابع: لا شك ان الاقتصاد في رهط تأثر بسبب كورونا حيث انها مدينة مركزية والثانية بعد بئر السبع التي تعتبر المنبع الاقتصادي لجميع القرى البدوية حيث لدينا ما يقارب 200 ألف بدوي معظمهم يتسوقون في بئر السبع ورهط، وخاصة في رمضان حيث كانت اغلاق تام أكثر من نصف شهر رمضان ما سبب ضررا في اقتصادها الى حد بعيد، حتى الان المصالح الصغيرة لا تستطيع العودة الى طبيعتها بعد كورونا.
بلدية رهط تعقب: وضع لا نحسد عليه
مرزوق الكتناتي الناطق باسم البلدية أشار بدوره ل "بكرا": الوضع الاقتصادي في النقب حتى قبل أزمة كورونا وأنظمة الطوارئ كان في وضع لا نُحسد عليه، وذلك بسبب عدم تواجد جسم موجه واحد لتطوير المصالح التجارية والصناعية، في النقب عامةً ورهط خاصة على مدار السنين. في فترة أنظمة الطوارئ لاحظنا أهمية عمل الشركة الاقتصادية ومديرية المنطقة الصناعية على اتاحة أنظمة الطوارئ والتعليمات الى اصحاب المصالح التجارية والمواطنين ومرافقة المصالح التجارية والصناعية في تحصيل حقوقهم وفي بيع منتوجاتهم عبر الشبكة. تعزيز دور الشركة الاقتصادية في هذه المرحلة بالشراكة مع منتدى الاقتصاد والأعمال وبلدية رهط، له دور كبير لحصانة المصالح التجارية ولزيادة تواجدهم الرقمي لتحصيل أكثر زبائن لمشاغلهم ومحالهم التجارية. بلدية رهط تناشد الجمي بمتابعة صفحات التواصل الاجتماعي لمواكبة اخر المستجدات.
بلدية رهط تعمل كل ما في وسعها للنهوض بالاقتصاد ورفع مدخولات المدينة وذلك لرفاهية سكانها وبالنهاية لا ننسى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "أنَّهُ لاَ تَمُوتُ نَفْسٌ حَتَّى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَهَا، وَإِنْ أَبْطَأَ عَلَيْهَا ، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، وَلاَ يَحْمِلَنَّكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ أَنْ تَأْخُذُوهُ بِمَعْصِيَةِ اللهِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُنَالُ مَا عِنْدَهُ إِلاَّ بِطَاعَتِهِ"
[email protected]
أضف تعليق