تعاني مدينة القدس وأسواقها، خاصة أسواقها التاريخية، وضعاً صعباً قبل جائحة كورونا، وأن الوضع ازداد صعوبة وتعقيد وخطورة بعد انتشار الفيروس، وادى إغلاق للمدينة وأسواقها والمسجد الاقصى المبارك الى تكبد التجار خسائر كبيرة حيث تراكمت الديون على الكثير منهم، وباتوا في وضع بالغ الصعوبة، ويُخشى من تبعات ما بعد كورونا، من ملاحقات قانونية فضلا عن تبعات الديون المتراكمة.

ووصف حجازي الرشق رئيس لجنة تجار القدس الوضع التجاري في مدينة القدس بانه يشبه كمدينة منكوبة اقتصاديا مؤكدا ان القطاع التجاري تعرض لنكبة كبيرة منذ اعلان القدس عاصمة لإسرائيل وصفقة القرن مرورا بجائحة الكورونا .

وأشار الرشق الى ان اغلبية المحال التجارية بالمدينة أغلقت حوالي 70 يوما بسبب جائحة الكورونا ما عدا المحال التموينية والصيدليات مما أدى الى ضرار شامل لهذه المحال حيث استنفذ التجار مقوماتهم الذاتية خلال الاغلاق الطويل والى تكدس البضائع في المخازن في فصل الشتاء وبذلك لم يتمكنوا من تسديد قيمتها وشراء بضائع جديدة لفصل الصيف.

واكد ان الالتزامات المترتبة على التجار استمرت دون أي دعم مشددا على ان القطاع التجاري في مدينة القدس لحق به خسائر جسيمة وخاصة بإغلاق المسجد الأقصى المبارك حيث ان القدس تعتمد على الزوار والسياحة الإسلامية والمسيحية لافتا الى ان القطاع السياحي كان من اكثر القطاعات المتضررة , فأصحاب محلات التحف الشرقية " السنتوارية " شبه مدمرين لعدم وجود الافواج السياحية.

وقال ان النتائج المدمرة للوضع التجاري لم تظهر عليه بعد لكن نتوقع ظهورها خلال الشهرين القادمين بحيث تكون كارثية ما يجعل أهمية التحرك والمعالجة الفورية.

ويؤكد الكاتب والمحلل المقدسي راسم عبيدات ان القضية الخطرة الآن التي تواجه الحركة التجارية والإقتصادية في القدس وبالتحديد من بعد انتشار جائحة " كورونا"،بان هناك قطاعات تجارية كاملة متعطلة عن العمل،بسبب تعطل الحركة السياحية، فلا الفنادق تعمل ولا حركة المواصلات المرتبطة بها من حافلات سياحية،ولا العاملين في كل الحقل السياحي،وهذا لا يشل فقط الحركة التجارية والإقتصادية،بل يعطل الدورة الإنتاجية ويضعف القدرة الشرائية للمواطنين، ويدفع نحو إفلاس وإغلاق مؤسسات عاملة في هذا الحقل..

وأضاف ان الأخطر ما يجري في البلدة القديمة فمنذ إنتشار جائحة " كورونا" وحتى اللحظة فإن محلات بيع وتسويق التحف الشرقية ال (400) وما هو مرتبط بها من مطاعم ومقاه سياحية مغلقة،وهذا يعني بأن هؤلاء التجار،في ظل استمرار الوضع الحالي،وغياب أي جهة فلسطينية او عربية أو إسلامية،تعمل على تعويضهم،او إنعاش الوضع الإقتصادي في البلدة القديمة، فإنهم سيضطرون تحت وطاة العوز والبحث عن لقمة العيش،الى هجر محلاتهم التجارية،ولربما نقل مركز حياتهم الى خارج حدود ما يسمى ببلدية القدس،ومنهم من سيقدم على بيع محله.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]