أثنى عدة ناشطون على ما يحصل في أمريكا والدول الاوربية من ثورات إيجابية ضد العنصرية والتمييز العرقي الاثني والقومي، ما القى الضوء مجددا على القضية الفلسطينية حيث انتقد هؤلاء سياسة الدول العربية والسلطة الفلسطينية تجاه الفلسطينيين والقضية حيث يعامل الفلسطينيين بصورة أسوأ من التي تعاملت بها الشرطة مع الأمريكي من اصل افريقي ويتم تصفيهم يوميا وسط صمت عالمي وعربي وفلسطيني. علما ان القضية الفلسطينية ليست صراعا على حقوق الانسان فقط بل هي قضية ارض وشعب احتل وهجر من بلاده، هذا ما أشار اليه البعض في التقرير التالي الذي أعدته مراسلة "بكرا".

لماذا لم تعد قضيتهم تثير أي جدل أو استعطاف عالمي عارم؟!

الناشط السياسي انيس نصر الدين عقب على الموضوع قائلا: مقتل "فلويد" في أمريكا، وكل المظاهرات والثورات العارمة التي تجتاح أمريكا على وجه الخصوص والعالم أجمع (لندن وباريس وأوروبا قاطبةً)، يجب أن تقضّ مضاجع كل القيادات الفلسطينية، والمؤتمنين على هذه القضية ماضياً وحاضراً. يجب أن يفكّروا مليّاً لماذا لا يتضامن الرأي العام العالمي مع مصداقية قضيتهم وشرف نضالهم. لماذا لم تعد قضيتهم تثير أي جدل أو استعطاف عالمي عارم؟ لماذا تقهقرت هذه القضية حتى في أولويات الرأي العام العربي. بحيث لا أحد من الدول الإسلامية والعربية يقوم بأي مبادرة تذكر لإيجاد حلول لهذه القضية العربية المفصلية. هل أصبح دم الرجل الأسود (على سبيل المثال ودون أي انتقاص طبعاً) أغلى وأثمن من دماء مئات الأطفال الفلسطينيين، ومن دم أياد الحلاق الذي قُتل قبل أسبوع فقط بطريقة لا تقل فظاعة وبشاعة.

وتابع: أذكر قبل عدة شهور أتي 75 قائداً عالمياً لإسرائيل، ليتعاطفوا معها في الذكرى ال 75 لتحرير "أوشفيتس". لم أسمع في هذا المحفل الدَولي الجامع كلمة واحدة تُذكر عن "الاحتلال" ومساوئه الكارثية. كل هذا إن دلّ فيدل على خسارة فادحة في تسويق القضية الفلسطينية، وفي إدارتها، وفي توصيل أهدافها الإنسانية إلى أماكن التأثير الصحيحة عالمياً. الانقسامات والفساد والتفتيت وسوء إدارة الأزمة وقلة الحيلة والحنكة، واتخاذ قرارات خائبة تاريخياً، وقلة المعرفة والعلم وفقر وسائل النضال، والانهيار الحاصل في المحيط العربي وغيرها، قد تكون قسماً ضئيلاً من عزوف الرأي العالمي عن هذه القضية الأساس. هذا لا يعفي طبعاً القيادات الفلسطينية المحلية في الداخل من هذا التردّي الساقط، في دونية الإنسان الفلسطيني والطعن في إنسانيته وقيمته -محليّاً وعالميّاً-.

جميعهم اغتصبوا القضية

وقال الناشط اياد رابي ل "بكرا": قضية ضحايا العنصرية في أمريكا وغيرها هي قضية عادلة ولا يعقل ألا نتضامن معهم ومع نضالهم فعلًا لا قولًا فحسب، بمسيرات تضامنية ووقفات احتجاجية أمام السفارات مثلًا. حتى لو غمرتنا هموم واقعنا، علينا ألا ننفصل عن هموم الشعوب الأخرى وقضاياهم، وإنسانيتنا تكون على المحك بالذات بما نفعله تضامنًا مع الآخرين لا أن نكتفي بمطالبتهم بالتضامن معنا. مسيرات تضامنية خرجت في عدة مدن أوروبية (باريس، لندن، أمستردام وغيرها)، ولا شيء يمنعنا من التصرف بالمثل، فلسطينيًا وعربيًا.

وتابع: صحيح أن مثيلنا هم أصلاني أمريكا (ما اصطلح على تسميتهم بالهنود الحمر) كأصحاب الوطن وما مر عليهم من كولونيالية وإبادة ومجازر ونشبه أقل المستجلبين الأفارقة وتمييزهم عنصريا، لكن ذلك لا ينتقص من التضامن بين الشعوب المظلومة مهما كانت الفروقات في طبيعة نضالهم وقضيتهم. الحياة مواقف وجدير برؤية الظلم والعدل ألا تتجزأ وبالانتقائية لا تستوي مع المبدأ.

الناشط مخلص وهبي قال بدوره ل "بكرا": لا دخل ابدا في انهيار الدول العربية بالعكس القضية الفلسطينية تم استغلالها من جانب الجميع قيادات دول عربية حكام رؤساء ملوك تاجروا بها رفعوا شعارات لإشغال شعوبهم عنهم والانكى ان قيادة الشعب الفلسطيني التي سجلت بطولات في الفنادق الأوروبية وسلبت ونهبت اموال الشعب المسكين ومازالت تعتاش على القضية تحولت الى ماديه اكثر ومكسب وفير لهؤلاء القيادات ونفورهم من طبقة الشعب المسكين الذي مازال يعاني تجار البلاط من جانب وقصص شهرزاد الفلسطينية في ان واحد ووحيد حتى تصمت عن الكلام المباح جميعهم اغتصبوا القضية وانجبوا اموالا وقصورا وشركات ومناصب وفيرة وايضا ما طاب من غرف الفنادق الفارهة التي رسم بداخلها لذة النضال لا على الورق.

القضية الفلسطينية ليست صراعا على حقوق انسان فقط

ورأى الناشط خالد ساهلي ان الانحلال في الدول العربية في الشرق الاوسط سبب لعدم اكتراث للقضية الفلسطينية. بالإضافة الى الانقسام في فلسطين بين فتح وحماس، الاول يريد السلام والاخر يريد الحرب بمخطط إسرائيلي، الاول يستلم الدعم والاخر تحت الاغلاق التام. كما ان التقسيم وفق معاهدة اوسلو للسيطرة داخل المدن الفلسطينية لقوات السلطة الفلسطينية لا للجيش الإسرائيلي داخل المدن، وبذلك تحول المقاومة الشعبية الفلسطينية تحت حكم وسيطرة السلطة الفلسطينية الى معدومة، وطبعا هناك الكثير من الاسباب الاخرى التي لم اتمكن ذكرها هنا.

الناشط شادي شهاب بدوره رأى ان القضية الفلسطينية ليست صراعا على حقوق انسان فقط! بل القضية نفسها ونحن نعلم بذلك بأنها صراع ارض ودين. اليهود يدعون بأنها ارض يهودية والعرب يدعون بأنها ارض مسلمه بينما الصراع في امريكا اليوم هي مسالة انسانيه ولا علاقة لها بالدين ولا بالأرض فلن ترى السود يرفعون علم افريقيا مثلا.

وتابع: كما ان لدستور الامريكي يحمي الجميع ابيض اسود اصفر شاذ، ولكن الدستور الفلسطيني مبني على الشريعة الإسلامية فباتت الاقليات تقاوم كل حياتها ان تحصل على ابسط الحقوق. وأصبح الصراع الفلسطيني تهديدا لكل دولة تدعم القضية الفلسطينية. بمعنى اخر كل دوله تهدد اسرائيل مثل سوريا تُدمر وكل دوله تحاول شن حرب على اسرائيل تُدمر مثلما فعل صدام حين قصف اسرائيل وحاول برز عضلاته فتم ازالته واعدامه.

وتساءل: القضية الفلسطينية؟!! اي قضية؟ قضية التي ترسمها حماس؟ ام فتح؟ ام جيش الاسلام؟ ام حزب الله؟ وعد احزاب قديش بدك!!! لم يعد للإنسان قيمة للأسف لان القضية اصبحت قضية دمار أحد الشعوب ولم تتركز على اتفاقيه مساواه وحياة للجميع ودولة تعطي املا ان هذه الارض ومن عليها بشر يستحقون الحياة.

اما الناشطة نجوى سماحة فقالت رأيها بصراحة: كل القيادات التي تولت الكلام والدفاع عن القضية الفلسطينية ما هم سوى تجار لهذه القضية، جنوا المليارات على حسابها، من ياسر عرفات وقبله وبعده، وكل الدول العربية ما زالت تتاجر بالقضية التي تتعامل معها مثل قميص عثمان لم يأت قائد حقيقي وصادق وقلبه فعلا على الشعب الفلسطيني، لذلك فان كل الدول العربية والغربية استخفوا بها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]