لا يزال موضوع عودة الطلاب العرب الى المدارس عالقا في ظل انتشار واستفحال وباء الكورونا في المدارس العربية واليهودية وإعلان الحكومة الإسرائيلية ووزارة التعليم عن عدم تعليق التعليم في هذه المرحلة، الا ان هناك تخبط واضح من قبل الأهالي والجهات المسؤولة في المجتمع العربي وحتى إدارات المدارس العربية ورؤساء السلطات المحلية.
الوزارة فقدت مصداقيتها
تغريد أبو ذيبة عاملة اجتماعية من طرعان وام اكدت ان هناك تخبط وشعور بعدم الأمان وتابعت: هناك عدم انضباط كبير عند الطلاب وصعوبة بالالتزام بالتعليمات حالة من الفوضى، بالإضافة الى فقدان المصداقية من الوزارات المختصة والتضارب بالمعلومات، خصوصا انهم يغيرون القرارات بشكل سريع ما فقد مصداقية الوزارة امام الطلاب وجعلهم لا يلتزمون بالتعليمات الصحية مثل ارتداء الكمامات واستعمال وسائل الحيطة والحذر وتابعت ل "بكرا": واضح تخبط وزارة المعارف ووزارة الصحة تجاه العودة التدريجية للحياة الطبيعية بشكل عام والعودة للمدارس بشكل خاص ،خاصةً اذا أخذنا بعين الاعتبار قدرة الطلاب وجاهزيتهم ونضجهم النفسي ،العاطفي ،الإدراكي والوظيفي لتنفيذ والالتزام بتعليمات الحيطة والحذر بالإضافة لجاهزية المدارس وتهيئة أساليب وتدابير الحماية اللازمة وقدرة المسؤولين من إدارة وطاقم تدريسي لاحتواء والتعامل مع هذه التركيبة المعقدة.
ونوهت: كأهل تقع علينا مسؤولية اتخاذ القرار بالنسبة لعودة أولادنا وبناتنا للأطر التعليمي، اتخاذ القرار بهذا الشأن يتطلب منا عدة أمور أهمها المشاركة والحديث الفعال مع فلذات أكبادنا حول العودة فحص مشاعرنا ومشاعرهن تجاه العودة للمدرسة، الهدف من العودة للمدرسة من الناحية التعليمية، الاجتماعية والعاطفية (حاجتهن لمجموعة الأصدقاء، الانتماء للإطار العودة للروتين والمبنى الثابت ما قبل الكورونا).
وأكدت ل "بكرا": كأهل علينا فحص إمكانية وجود مخاوف عند اولادنا تجاه العودة، عن طريق الإصغاء الفعال والأسئلة المفتوحة حول الموضوع، ودحض إشاعات ومخاوف غير طبيعية أو مبالغة (ممكن التوجه بطلب استشارة حول الموضوع من اخصائيين اجتماعيين ونفسيين او مستشارة بالمدرسة) مهم جداً القيام بزيارة للإطار التعليمي والتأكد عن كثب من جاهزية الإطار التعليمي وتدابير الوقاية والحماية، صراحة الموضوع مركب جداً بحاجه لتخبط تفكير، فحص عميق وتحضير ومشاركة مع أولادنا. بالنهاية حسب رأيي هذا قرار شخصي للأهل بعد فحص الموضوع من كل جوانبه والقرار تجاه العودة للمدرسة سواء كان سلبياً أو ايجابيًا يجب احترامه وتقبله، كل واحد فينا بنظر للموضوع من وجهة نظر معينه مهم كثير قبل اتخاذ القرار نعمل معادلة ونفحص فيها الخطر من العودة مقابل الإيجابيات من العودة للمدرسة، ومهم كثير نأخذ بالحسبان الظاهر الكورونا وباء غير مؤقت وسيرافقنا فترة طويلة.
ليس كل ما يلائم المدارس اليهودية يلائم العربية!
شرف حسان رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم العربي قال: وزارة التربية مطالبة بإيجاد حلول بالذات في المدارس والمواقع التي يوجد بها مشاكل خاصة مثل ظروف مدارس واكتظاظ وما الى ذلك ويجب تزويد الطلاب بالحواسيب بالذات انه يتم اغلاق مدارس وقد يكون اغلاق جزئي او كامل الموضوع يعالج قضائيا من خلال عدالة. وطبعا بما ان الهيئات العربية تتابع يوميا الاوضاع وتعقد جلسات دورية وأحيانا طارئة اذا كان حاجة فالتوصيات تتغير حسب المعطيات وحسب تقدير الوضع المهني من الاجسام المهنية المعتمدة بالذات لجنة الصحة القطرية المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا.
وأضاف: نتابع يوميًا التطورات بالنسبة للكورونا ونتواصل مع لجنة الصحة القطرية وهيئة الطوارئ العربية ونعقد جلسات دورية لتقييم الوضع.. لا يوجد تغيير في التوصية بمواصلة التعليم باستثناء المواقع العينية التي يوجد بها مشاكل خاصة. ليس دائما ما يلائم الوسط اليهودي يلائم مجتمعنا العربي ولذلك ندرس الخيارات بعمق. يجب الالتزام بالتعليمات بشكل كامل في المدارس وفي أي مكان أخر.
ونوه: في هذا الواقع المعقد، نتوقع من معلمينا ومن إدارات المدارس أن يأخذوا دورهم كقيادات تربوية تبادر وتقترح حلول ملائمة وتبدع بهدف تقليل الخسائر لطلابهم ولمجتمعهم والعمل على تعميق ثقة الأهالي والمجتمع بمؤسساتهم وتطوير قدرات الطلاب على التعلم الذاتي والاستفادة من تجاربهم الجديدة التي يعيشوها في هذه المرحلة الخاصة. في مرحلة مركبة ومعقدة كالتي نعيشها، نحتاج إلى تعمق في المعطيات واتخاذ قرارات مهنية وعقلانية تأخذ كافة الأمور بعين الاعتبار للتقليل من الخسائر بالذات ان حالة عدم الوضوح قد تستمر لأشهر طويلة وقد تتخذ مستقبلا قرارات تؤدي إلى خسائر كبيرة إلى جانب الخسائر التي حصلت. الخيارات ليست سهلة ويجب التفكير في كافة الاعتبارات. في مرحلة مركبة ومعقدة كالتي نعيشها، نحتاج إلى تعمق في المعطيات واتخاذ قرارات مهنية وعقلانية تأخذ كافة الأمور بعين الاعتبار للتقليل من الخسائر بالذات ان حالة عدم الوضوح قد تستمر لأشهر طويلة وقد تتخذ مستقبلا قرارات تؤدي إلى خسائر كبيرة إلى جانب الخسائر التي حصلت. الخيارات ليست سهلة ويجب التفكير في كافة الاعتبارات. خوفنا جميعًا مفهوم ومبرر ومع ذلك يجب أيضًا التفكير بشكل منطقي وعقلاني.
بدائل..
ونوه: طالبنا مجددًا بواسطة رسالة من مركز عدالة، وزارة التربية بتزويد الطلاب والمدارس بالحواسيب، خصوصًا أن إمكانية تعطيل المدارس واردة (شكرًا للمحامية سوسن زهر وطاقم عدالة على متابعة هذا الملف). القرار بتعطيل مدارس بدون أن يكون سبب محدد عيني واضح، يجب أن يأخذ بعين الاعتبار الخسائر الكثيرة وان هذه الخسائر غالبا لن تعوض وأن قسم من الطلاب قد يتعرضون لأخطار مختلفة خارج المدرسة (وحتى داخل بيوتهم). الحقيقة أن قسم من الأهالي يستطيع تعويض أبنائهم كونهم يملكون الإمكانيات، ولكن المشكلة أن غالبية الطلاب بالذات أبناء الطبقات الفقيرة (التي تشكل نصف مجتمعنا) لن يعوضها أحد ولهذا أبعاد كثيرة على الفجوات داخل مجتمعنا وعلى مستقبل هؤلاء الطلاب. التعليم اختياري ولكن في الواقع من يحضر يستفيد ومن يتغيب غالبًا يخسر. للخسائر المتراكمة ثمن قد يرافق الطلاب مستقبلًا.
وتطرق حسان الى بدائل لتعطيل المدارس بشكل جارف مناسبة في حالات كثيرة وقال: مفضل أيضًا فحص بدائل مختلفة بدل تعطيل شامل وجارف للتعليم مثل الدمج ما بين التعليم العادي والتعليم عن بعد على ألا يقتصر التعليم عن بعد على الزوم والحاسوب. ممكن أن يقوم الطلاب (بإرشاد المعلمين/ات) بمهام تعليمية وبحثية هامة والمطالعة وما الى ذلك من مهام. هذا الدمج ممكن أن يساهم في التقليل من الاكتظاظ في المدارس التي تعاني من هذه المشكلة. مهم برأيي في خيارات كهذه اعطاء أولوية للطلاب في ضائقة ولمن لا يوجد من يساعده في البيت ومن لا يملك وسائل تكنلوجية مناسبة. مهم أن نواصل أدارة الازمة بشكل منظم وجماعي وموحد. هذا الخيار أثبت نفسه لغاية الآن.
[email protected]
أضف تعليق