لم يعد الاحتلال الإسرائيلي يفرق بين بريء او متهم -بمفهومهم العنصري المتطرف- فأصبح بالنسبة لعناصره وجنوده من يحمل الوردة كأنما بالمثل من يحمل السلاح او السكين او الحجر، لمجرد كونه فلسطيني من القدس او الضفة او غزة او حتى الداخل المحتل يسهل على الجندي او حارس الامن اطلاق النار عليه دون التفكير مرتين وقتلة وحتى أحيانا ملاحقته لقتله بشكل متعمد، هذا ما شهدناه مؤخرا في المثلث حيث قتل مصطفى يونس الذي عانى من الصرع في تل هشومير على يد حراس الامن الإسرائيليين، وأيضا اياد حلاق الذي قتل في القدس ويعاني من إعاقة بدنية وذهنية حتى اصبح بالفعل دم الفلسطيني مباح ومستباح وليس قولا فقط، كل هذا التمييز الصارخ والاثني يضاف الى محاولات حثيثة لفرض الهيمنة الإسرائيلية والتسلط العنصري من خلال عمليات هدم ومصادرة تقوم بها الحكومة الإسرائيلية لأراضي فلسطينيين في كافة انحاء الوطن.

عدم وجود مشروع وطني فلسطيني متكامل، خطير

النائب السابق والناشطة السياسية نيفين أبو رحمون قالت ل "بكرا": اسرائيل ذاتها، ولا غرابة في أدواتها الاستعمارية على مرّ التاريخ في استهداف الفلسطيني كإنسان ومكان. عمليات الإعدام الإجرامية المتكررة بحق الشباب الفلسطيني وما حدث بالأمس مع الشهيد الشاب الملاك إياد الحلّاق صاحب التحدّيات الخاصة، الذي أعدم بالأمس بشكل إجرامي، واقتلاع مئات أشجار الزيتون يوميّا، وهدم البيوت فجر هذا اليوم في الطيرة لأسباب سياسية أيضا تبررها اسرائيل "بعدم الترخيص" جعلت من الفلسطيني على امتداد هذا الوطن محاصر وقليل حيلة.
وتابعت: القدس مؤخرا مستهدفة بشكل مضاعف على كافة المستويات ابعاد نشطاء مركزيين وفاعلين في العمل الوطني عن القدس، فرض مناهج إسرائيلية على المدارس المقدسية واختراقها، استهداف قيادات مقدسية، التضييق على حياة المقدسي في كافة مناحي الحياة، الاحتلال هو سجن كبير يعاني منه اهل القدس في كل شبر، في السوق، الأقصى، باب البيت، في الطريق الى المدرسة والحواجز، عدا عن العنف المنظّم من قبل الشرطة.
ونوهت: لهذه الأدوات سياق اساسي وهو الاحتلال ولكن أيضا يأتي ذلك ضمن صفقة القرن ومخطّط الضّم الزاحف الذي ينسف أي مستقبل للشعب الفلسطيني في اقامة الدولة وانتزاع شرعية وجود الشعب الفلسطيني في البلاد. الى جانب تثبيت الاستيطان ومشاريع التهويد والأسرلة.
وأكدت أبو رحمون انه على الأرض هنالك مخطّطات يوميّة ، تعكس وجه اسرائيل، ولكن عدم وجود مشروع وطني فلسطيني متكامل يأتي تباعا نضال فلسطيني عام منظّم ضمن استراتيجية وأهداف واضحة هو المقلق والخطير، مشيرة الى انه قد يكون للانقسام الفلسطيني حصّة كبيرة في ذلك، ولكن، أيضا الشعور بعدم الحيلة، والحالة الفضفاضة للحراكات السّياسيّة، وبعدم وضوح مشروع للكلّ الفلسطيني, ما العمل الان وما نريد وكيف نريد شكل نضالنا أن يكون، يعيدنا للمربّع الأول في ضرورة تنظيم أنفسنا ونضالنا في وجه كل ما يحدث حتى يستطيع الشعب الفلسطيني أن يتنفّس، وحتى تستطيع فلسطين أن تتنفّس.

استمرار لسياسة التمييز العنصري

الناشطة الاجتماعية والسياسية غدير هاني قالت ل "بكرا" في هذا الجانب: حكومة نتنياهو بوزرائها وأذرعها لا تستطيع بدأ يومها بدون عمل يستهدف الجماهير العربية في البلاد وشعبنا الفلسطيني في غزة والضفة الغربية. ردنا لهذه السياسة انه بجب أن يكون في الخروج للشوارع بكل بلدة قرية أو مدينة ليس هناك داعي للسفر للقدس ولا تل أبيب إذا لم نناضل من أجل حقنا في العيش بكرامة دون رعب وخوف من أن أكون أنا الضحية القادمة لن يناضل أحد من أجلي.
وتابعت: هناك عدة حراكات عربية يهودية لكن وحدها لا تكفي علينا أن نملأ الشوارع ونطالب بلجان تحقيق في كل حادث علينا المطالبة بتوسيع نفوذ بلداتنا كي تستطيع الأزواج الشابة البناء، علينا التصدي لمصادرة الأراضي في النقب الآن على قياداتنا السياسة الدعوة للخروج للميادين والتظاهر دون عنف، تخريب أو تكسير فتلك المؤسسات هي لخدمتنا مع ذلك علينا أن نصرخ بأعلى صوتنا، قتل الشاب بالأمس وهدم المنازل في الطيرة اليوم ومحاولة سيطرة "الكيرن كييمت" على أراضي خربة الوطن في النقب ما هي إلا استمرار لسياسة التمييز العنصري وسيكتمل بضم الاراضي في الاول من تموز الحالي والذي أعلن نتنياهو أنه ما زال مصرا على ذلك ضاربا بعرض الحائط التهديدات الدولية والتوقعات بإشعال الحرب في المنطقة.

اسرائيل وسياستها لم تتغير في استغلال الفرص لفرض المزيد من الهيمنة

الناشطة السياسية نبيلة اسبنيولي بدورها رأت ان اسرائيل وسياستها لم تتغير في استغلال الفرص لفرض المزيد من الهيمنة والقضاء على كل ما هو فلسطيني وتابعت: والان ومع انشغال العالم في ازمة كورونا فان اسرائيل تتابع مخططات الهدم والاعدام الميداني وتحضيرا لصفقة القرن، لذلك فمن المهم ان نرفع صوتنا عاليا ضد مخططات اسرائيل وامريكا للقضاء على هويتنا ووجودنا ودعت الجميع الانضمام الى المظاهرة العربية اليهودية يوم السبت القادم في تل ابيب صوتنا ضد صفقة القرن، وضد استمرار الاحتلال ومن اجل اقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس العربية.



المركز لضحايا العنصرية سيصر على أن التحقيق في هذه الحادثة لتكن الرسالة العامة حول قتل الابرياء رسالة حاسمة

لنا ورور مدير مركز مكافحة العنصرية قالت بدورها ل "بكرا": إثر مقتل الشاب إياد الحلاق، يدعو المركز لضحايا العنصرية إلى وقف التحريض العنصري الذي يؤدي إلى القتل: المركز يطالب الشرطة إلى الكف عن اتباع السياسة المتهورة التي تتجلى " بيد خفيفة على الزناد" ضد العرب والإثيوبيين وذوي البشرة الداكنة. التحريض تجاه أفراد الأقليات بشكل عام وشيطنة ونقض الأقلية العربية في إسرائيل بشكل خاص يجعلهم أهدافًا لإطلاق النار المهمل من قبل ضباط الشرطة وحراس الأمن وكل من بحوزته سلاحا في إسرائيل.
وتابعت: اياد ذو الاحتياجات الخاصة حاول جاهدا طوال حياته القصيرة حفظ المسار بين المكان الذي يقطن فيه وبين مدرسته للاحتياجات الخاصة ودفع حياته ثمن التحريض والكراهية وموقف السلطات تجاه السكان الفلسطينيين في القدس. أعلن المدعي العام في ولاية "مينابولس" يوم الجمعة الماضي بأنه سيحاكم "ديريك شاوبين"، الشرطي الأبيض الذي وثق هذا الأسبوع يخنق حتى الموت، المقيم الأسود "جورج فلويد".
وأضافت: في إسرائيل، تم تسليم التحقيق إلى ادارة مباحث الشرطة، المتخصصة في مماطلة الاجراءات واتباع سياسة متسامحة بكل ما يتعلق بضباط الشرطة الذين يخترقون القانون. المركز لضحايا العنصرية سيصر على أن التحقيق في هذه الحادثة لتكن الرسالة العامة حول قتل الابرياء رسالة حاسمة.

دم كل الفلسطينيين مباح

الناشطة الاجتماعية والسياسية والنسوية سماح سلايمة اشارت الى ان دم كل الفلسطينيين مباح وتابعت: اعدام الشاب إياد الحلاق المقدسي بهذا الشكل بغض النظر عن كونه من ذوي الاحتياجات الخاصة او لا، يدل فقط ان حياة الفلسطيني منتهكة بنظر الاحتلال وأذرعه المسلحة، طلقات الرصاص التي اودت بحياة شاب لم يؤذي انسان في حياته ولم يخطط لأي عملية مقاومة ولَم يكن بحوزته الا هويته الزرقاء ، وهي ايضا لم تسعفه كما قالت امه الثكلى، هذه الجريمة، ومقتل الشاب المريض مصطفى يونس بيد عناصر الامن في مستشفى "تل هشومير" امام والدته واعدام المتظاهرين العزل بيد الجيش في المظاهرات السلمية على حدود عزة وعلى رأسهم الممرضة رزان وابراهيم ابو ثريا - بنصف الجسد تم قنصه ولم تحميه اعاقته، وتصفية 13 شهيد في احداث اكتوبر 2000 واطلاق النار على المربي يعقوب ابو القيعان في ام الحيران بعد ان جاؤوا ليهدموا بيته ولَم يحتمل المنظر.
ونوهت: تأكيد ذبح المصاب الجريح عبد الفتاح الشريف الذي أعدمه الجندي "اليئور عازريا" بعد اصابته البالغة الخليل وتُوج القاتل بطلاً كلها جرائم احتلال واحد وعدو واحد لوجود الفلسطيني بكل الاشكال والهويات والالوان والأطياف على هذه الارض. دم واحد مستباح من النهر للبحر هو دم العربي، شرطي مدني، حرس حدود، عناصر امن، جنودًا كانوا ام مواطنين مسلحين كلهم صيغة واحدة لمنظومة واحده. لا ترى بالفلسطيني انسان يستحق الحياة بكرامة ومساواة انما عدو يجب ان يهاجر، يخضع يركع او يموت في غزة، الضفة، القدس في الجليل والنقب المثلث والساحل، المناهضة والمقاومة والمحاسبة والملاحقة والنضال يجب ان يتوحد، جماهيريا قضائيًا ودوليًا إعلاميًا يجب توحيد الخطاب ضد جرائم الاحتلال والتطهير العرقي العنصري. لكل منا دوره ومكانه وادواته بدون حدود، جدران وحواجز بدون سنوات بدون نكبه ونكسه وغيره من تواريخ لن تغير التاريخ
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]