حذر علماء فلك من دخول الشمس فترة "سبات كارثي"، ما يؤدي إلى حجبها ودخولها المرحلة الأدنى للطاقة الشمسية، ما قد يتسبب في تجمد الطقس ووقوع الزلازل. ويعتقد الخبراء أننا على وشك الدخول في أعمق فترة من "انحسار" أشعة الشمس المسجلة على الإطلاق، مع اختفاء البقع الشمسية فعليا، وفقا لصحيفة "الصن" البريطانية.

امير عدوي مختص وخبير الأحوال الجوي رأى ان الشمس ستكون في أضعف نشاط لها منتصف العام المقبل وشرح بإسهاب لمراسلة "بكرا": الدورة الشمسية هي تغير النشاط الشمسي مع الزمن، إذ يبدأ ضعيفا ثم يرتفع شيئا فشيئا حتى يصل إلى قمته، ثم ينخفض مرة أخرى، وهكذا دواليك.

وتابع: يعرف العلماء عن تلك الدورة بتتبع البقع الشمسية، وهي مناطق من سطح الشمس تبدو لنا على الأرض داكنة، لكنها ليست كذلك بالفعل، وإنما هي فقط مناطق تنخفض درجة حرارتها عن درجة حرارة باقي سطح الشمس. وحينما يكون عدد البقع الشمسية كبيرا، وتكون قريبة الأقطاب فإن هذا يعني نشاطا شمسيا كبيرا، وبعد ذلك تتحرك البقع الشمسية من الأقطاب إلى خط الاستواء، وحينما تكون البقع الشمسية قليلة وقريبة من خط الاستواء فإن ذلك يعني نشاطا شمسيا ضعيفا، مدة الدورة الشمسية 11 سنة.

"هل هذا أمر نادر الحدوث أم حالة طبيعية تحدث بشكل دوري؟" تساءل عدوي وأجاب قائلا: وما الذي سيحدث عندما تصل الشمس إلى أدنى مستويات طاقتها وحرارتها وتوهجها في 2020؟ ومن سينتصر، درجات الحرارة المنخفضة الناجمة عن تباطؤ الشمس، أم الاحتباس الحراري الذي يرفع درجات الحرارة تدريجياً على سطح الكوكب عاماً بعد عام؟ بما أن الشمس تتباطأ في نهاية كل دورة شمسية (11 عاماً) فهذا يعني أننا لا نشهد الآن التباطؤ الأول لشمسنا، فالتباطؤ الشمسي حالة طبيعية ومتوقعة كما يقول علماء الفلك.

وأوضح: لكن على مدار السنوات اختلفت حدة التباطؤ الشمسي من دورة لأخرى، فعندما دخلت الشمس فترة الحد الأدنى من الطاقة الشمسية بين عامي 1650 و1710، على سبيل المثال، قالت "ناسا": إن الأرض غرقت في مرحلة "تجمد عميق"، حيث انخفضت درجات الحرارة في معظم أنحاء نصف الكرة الشمالي عندما دخلت الشمس مرحلة الحد الأدنى". تنبأ خبراء وكالة الفضاء "ناسا"، بحدوث هذا التباطؤ الشمسي في عام 2020 منذ العام 2017، ونشروا آنذاك العديد من المقالات التي تتحدث عن هذه الظاهرة. إذ كان من المتوقع أن تبدأ هذه الظاهرة خلال أبريل/نيسان 2020.

توقعات ناسا للدورة الشمسية القادمة


وكانت قد اصدرت وكالة ناسا، والهيئة الدولية توقعاتها للدورة الشمسية القادمة: وهي كالتالي سوف تكون الذروة في شهر يوليو/تموز 2025 (+/- 8 شهور) مع وصول عدد البقع الشمسية إلى 115. كما اتفقت الهيئة على أن الدورة 25 ستكون متوسطة الحدة ومماثلة للدورة 24″. "كما أجمعت اللجنة على حدوث التباطؤ الشمسي بين الدورتين 24 و25 في أبريل/نيسان 2020 (+/- ستة أشهر). وإذا كان توقع التباطؤ الشمسي صحيحاً، سيجعل ذلك الدورة الشمسية 24 هي سابع أطول دورة شمسية (11.4 عام)". لن يعمل التباطؤ الشمسي الكبير الجديد سوى على تعويض بضع سنوات من تأثير الاحترار الناجم عن الأنشطة البشرية.

وحول ما يعنيه ذلك قال عدوي لـ "بكرا": الاحترار الناجم عن انبعاثات الغازات الدفيئة من احتراق الوقود الأحفوري يبلغ ستة أضعاف تأثير البرودة الناجمة على مدار عقد كامل بسبب تأثير التباطؤ الشمسي الكبير. حتى إذا استمر التباطؤ الشمسي الكبير لمدة قرن كامل، سوف تستمر درجات الحرارة في الارتفاع، لأن هناك الكثير من العوامل الأخرى التي تؤثر على درجات الحرارة خلاف النشاط الشمسي، وأبرزها وأهمها هذه الأيام هو تأثير الاحترار الذي يأتي من انبعاثات الغازات الدفيئة بسبب الأنشطة البشرية".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]