جائحة كورونا كشفت الستار عن الفروقات بين الرجال والنساء في كافة المجالات وذلك بعد ان أظهرت المعطيات ان نسبة كبيرة من النساء لن يعدن الى عملهن بعد انتهاء الازمة مقارنة بالرجال، عن ذلك تحدث "بكرا" مع مختصين واقتصاديين.

النساء يشكلن مجموعة كبيرة من العاملين بدوام جزئي والعاملين غير الرسميين

سماح جلجولي مديرة مؤسسة ريان للتشغيل في الطيرة قالت بدورها لـ "بكرا": لا شك ان النساء هم أكثر من تأثروا من ازمه كورونا فإن الغالبية العظمى من العاملين في صناعه الخدمات والمعلمين هم من الإناث. النساء يشكلن مجموعة كبيرة من العاملين بدوام جزئي والعاملين غير الرسميين وعادة ما تكون هذه الأنواع من الوظائف هي أول ما يتم التخلي عنها خلال الأزمات مثل التي نمر بها حاليا. ولا ننسى ان للنساء لم يكن مكان داخل محور اتخاذ القرارات الحكومية للأسف لم يكن اَي تمثيل للصوت النسائي. حتى في المحيط الأسري، لا تزال المرأة هي الراعي الأساسي للعائلة. وأكثر من دفع الثمن جراء إغلاق مراكز رعاية الأطفال والمدارس هن النساء، نتيجة الاغلاق لم تترك أمام العديد من الامهات العاملات خيارا سوى أخذ إجازة، أو محاولة العمل من المنزل أثناء رعاية أطفالهن.

وتابعت: تحدي الطوارئ وضع ضغطا اضافيا على عدم المساواة القائمة منذ عصور في مجتمعاتنا. عدم المشاركة المتساوية لرعاية الأطفال، الأعمال المنزلية ومسؤوليه النساء على التعليم عن بعد وضمان وجود الغذاء، كلها تأكد انه حتى يومنا هذا اننا ندفع الثمن الأكبر اجتماعيا ومهنيا وبالأخص في الأزمات الكبرى عندما تضطر النساء إلى التخلي عن العمل والدخل للبقاء في المنزل، غالبا ما يجدن صعوبة في العودة لتلك الوظائف بعد الأزمة. وبالتالي فإن أزمة كورونا هي فرصة لتحدي الديناميكيات الاجتماعية الراسخة بطريقة تفيد النساء والرجال معا.

ونوهت: ان تطبيق انظمه عمل جديده تتيح للموظفين مزاوله أعمالهم من المنازل. هذه الأنظمة ستسهم في تحقيق التوازن بين العمل والحياة الاسرية. فهذه التغييرات في انظمه العمل ومرونة بيئات العمل من شانها ان تساعد النساء في الانخراط أكثر في سوق العمل والتقدم لان النساء هم أكثر من يتحملن اعباء الرعاية الاسرية. وأيضا يجب أعاده توزيع الأدوار المنزلية بين الرجل والمرأة بحيث تقع المسؤولية على كلا الطرفين فلا بد من ذلك في زمن يثبت لنا أهمية المساواة بين الطرفين.

تمييز بين الذكر والانثى في مجالات العمل

مدقق الحسابات والمحامي هاني نجيب حاج يحيى قال بدوره: لا شك ان ضائقة كورونا اثرت بشكل مباشر على المصالح التجارية ورجال الاعمال كما واثرت على العاملين والعاملات. فبسبب الازمة الاقتصادية التي تمر بها المصالح التجارية ادت الى تعطيل قسم كبير من العمال الذين يديرون هذه المصالح.

وأشار قائلا: بعد شهر ونيف من مرور هذه الضائقة بدأت المصالح التجارية تأخذ مسراها من جديد لتعود على مسارها الاقتصادي، فبتنا نرى عودة قسم من العمال الى اماكن عملهم فالرجوع الى العمل سيكون بصورة بطيئة نسبيًا حتى تعود المياه الى مجراها وانه لمن المجحف ان نرى التمييز بين الذكر والانثى في مجالات العمل، فالقدرة بالعمل لا تقاس بالذكر والانثى انما تقاس بالمؤهلات والقدرة التنفيذية المطلوبة لإتمام المهام المطلوبة للوظيفة.

ونوه: للأسف فإنا نمر بهذا الواقع الذي يفرض على المرأة ان تكون حبيسة بيتها من اجل اطفالها وان الرجال هم اصحاب الكفاءات والقدرات المطلوبة، القيود المفروضة على الروضات والمدارس تحتم على احد الابوين البقاء في البيت لرعاية الاطفال وان الحلول المطروحة ليست بالخصبة، وبالرغم من تلك القيود فإن احد الابوين يمكنه الرعاية والاعتناء بأطفالهم كما ويمكن للمرأة ان تكون في مكان عملها وزوجها يعتني بالأبناء. فالحقوق متساوية والقدرة والكفاءة هي التي تقرر من يعود الى مكان عمله اولًا.

خطة حكومية لتشغيل النساء

ميسم جلجولي مديرة مؤسسة نعمت لواء المثلث الجنوبي قالت لـ "بكرا": هذه المعطيات فقط تقوي ما قلناه منذ بداية الازمة، ان النساء هي الشريحة الاكثر تضررا من التقييدات وتأثيرات كورونا، بطبيعة الاحوال معاشات النساء منخفض كما يعملن في الوظائف الاقل شأنا في الدولة مقارنة بالرجال وايضا هن الاوائل اللواتي تضررن بسبب كورونا. للأسف فان هذه الشريحة هي الاخيرة التي ستعود الى العمل إذا عادت بطبيعة الاحوال، خصوصا وان نسبة كبيرة من النساء يعملن في مجال الخدمات الذي تضرر بفعل كورونا.
وتابعت: الان يجب العمل على وضع خطة طوارئ لإعادة النساء الى سوق العمل، وان تضع الحكومة على اجندتها ميزانيات لدعم النساء من ضمن الميزانيات التي ستكون بعد شهرين. لهذه الخطة.

السبب المنظومة الاجتماعية

العاملة الاجتماعية د, مها صباح قالت لـ "بكرا": هذا الامر يتعلق بقضيتين الأولى هي التوقع الاجتماعي من دور المرأة كونها المربية الأساسية وتهتم بشؤون البيت وترعى الأولاد وبالتالي هي اول من تخرج الى سوق العمل، عكس الرجل حيث يتوقع منه المجتمع ان يكون المعيل الرئيسي وكل قضية الرعاية والاهتمام بالبيت ليس من وظائفه المعرفة اجتماعيا واسهل له الخروج الى العمل، والعامل الاخر مرتبط بطبيعة مهنة الطرف الاخر اذ نرى ان النساء عادة يعملون في مهن معاشهم اقل من معاش الرجل وشروط مختلفة مثل نصف وظيفة وعلى الساعة، وهن يفضلن البقاء في البيت مع الأولاد، في نهاية الامر المسيرة المهنية للنساء ترتبط بالظروف العائلية بدون ان تتناقض مع دورها الأساسي في البيت، اغلاق المدارس والحضانات جعل المرأة تقوم بدور هذه المؤسسات، والدول التي فيها النساء تقدمت مهنيا وشغلت مناصب للرجال هي الدول التي طورت منظومات وسياسات فكرية فيها تحمل عن النساء مهام رعاية الأبناء والاهتمام بالشؤون المنزلية عندما تحررت المرأة من هذه الأدوار دخلت الى سوق العمل.

العودة التدريجية لسوق العمل وللتعليم ابرزت أكثر وأكثر الفروق بين النساء والرجال

الاقتصادية لنا ورور بدورها نوهت لـ "بكرا": العودة التدريجية لسوق العمل وللتعليم ابرزت أكثر وأكثر الفروق بين النساء والرجال في سوق العمل. العودة الى الوظائف ادت الى خروج الرجال اولا بحكم فارق معاشاتهم وكون دخلهم الشهري اعلى من دخل النساء. بينما استمرت النساء في التواجد في المنازل لمرافقة ورعاية الاولاد. حتى بعد الرجوع التدريجي لجهاز التربية والتعليم العديد من النساء ما يزالون غير قادرات على العودة لإشغالهن بشكل كامل وذلك لتدريج الرجوع للمدارس، الحضانات وغيرها. في وسطنا العربي الظاهرة تبرز أكثر بسبب اضراب السلطات المحلية وعدم تواجد حل لرعاية الاطفال. العودة الى حياة اقتصادية طبيعية وروتينية اظهرت عمق الضائقة التي تعاني منها نساؤنا العربيات لافتقارهن كامل الحرية المهنية، لعدم كونهن معيلات رئيسيات ولعدم تواجد جهاز داعم لتحفيزهن على العمل. نسبة كبيرة من مهددي البطالة هم من النساء اللواتي قد يتعذر عليهن العودة الامنة الى سوق العمل. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]