التشكيلة الحكومية الإسرائيلية الجديدة كشفت النقاب عن ثمان وزيرات ما يعتبر مقارنة بحكومات سابقة، سابقة ولوهلة دون التمعن والتدقيق في حيثيات الامر يعتقد الفرد ان وجود تمثيل أكبر للنساء في الحكومة الإسرائيلية من شأنه ان يؤثر نحو الايجاب على مكانة المرأة ويضمن لها المساواة مع الرجل والحق في الحياة الكريمة بعيدا عن العنف والجريمة وضمان أكثر أماكن للعمل، الا ان الواقع عكس ذلك كما يراه نسويات واكاديميات. اذ ان النساء في الحكومة الإسرائيلية تم تنصيبهن في وزارات هامشية ولا تندرج ضمن الهيئات التي من شأنها اتخاذ قرارات مصيرية متعلقة بمصير المواطنين او بنات جنسهن من النساء.

ثماني وزيرات هو عدد قليل وهو عدد لا يضمن للنساء اي افضلية

الناشطة النسوية سماح سلايمة قالت بدورها لـ "بكرا": الحكومة الجديدة منتفخة ومضخمه جدا ولا تناسب وضع الدولة الاقتصادي في ظل ازمة كورونا كما يدعون. ولكن هي حل للمأزق السياسي في اسرائيل وهي عمليا سلم نجاة من 34 درجه ووزارة ورقاب اعضاء كنيست سيدوس عليها نتنياهو في طريقه للتهرب من المحاكمة. هذه حكومة يمين ضارة وخطيره للمواطن العربي وللفلسطينيين في كل مكان مبدئيا ولهذا على كل اعضاء المشتركة مناهضتها والاعتراض عليها وتحديها في كل مجال.

وتابعت: بالنسبة لمشاركة النساء في مهرجان الوزارات مع ثمان وزيرات جديدات قديمات فانا لا اعول على ميري ريغيف وجيلا جامليئل مع سيرة ذاتيه مليئة بالفشل النسوي وانحطاط اخلاقي ففي عهد جمليئل ارتفع منسوب العنف ضد النساء ومنعت سن قوانين نسويه كثيره حتى اقامة لجنة تحقيق بقضايا قتل النساء لم توافق عليها، وريغيف ترقص وتغني مع فنان ساقط اخلاقيا قام باستغلال فتيات قاصرات جنسيا. وصوتت الاثنتان ضد برنامج تخصيص الميزانيات لمناهضة العنف ضد المرأة.

وقالت: وجود اناث في اي حكومة لا يضمن اي تطوير اجنده نسويه في الحكومة. لذلك ثماني وزيرات هو عدد قليل وهو عدد لا يضمن للنساء اي افضلية. لاحظنا ايضا ان الوزارات اللي كلفت بها النساء هي الوزارات ثانويه وغير مهمه ابدا مثل وزارة الهجرة والقادمين الجدد، وزارة التخطيط الاستراتيجية، جودة البيئة وزارة تطوير المساواة المجتمعية ووزارة التمكين المجتمعي وهما ملفان مرتبطان ببعض ولا افهم ما الفرق بينهما. مربط الفرس هو ما هي ميزانيه كل هده الوزارات وما هي القوة التي اوكلت لها. بالكيف لا الكم اهم بكثير من عدد النساء في هذه الحكومة المنفوخة.

هذه الحكومة بشكل عام ليس لديها اجندة نسوية

النسوية د. هالة اسبنيولي اشارت ل "بكرا": اعتقد ان هذه الحكومة بشكل عام ليس لديها اجندة نسوية ولم تضع قضايا المرأة في سلم اولوياتها ولو كانت كذلك لأوجدت، من بين الوزارات العديدة التي اوجدتها، وزارة لقضايا المرأة وهذا لم يكن واردا على الرغم من أنها أوجدت 17 وزارة جديدة.

وتابعت: اما بالنسبة للتمثيل النسائي فعدديا النساء تشكل 22%من هذه الحكومة وهذا بالطبع اقل بكثير من نسبة النساء في المجتمع ونوعيا لا اظن بأنهن سيمثلن قضايا المرأة او ستسهمن في حل قضايا المرأة، فلو نظرنا إلى الوزارات التي تسلمتها النساء نجد ان بغالبيتها وزارات هامشية غير رئيسية كوزارة الهجرة ووزارة الاستيطان ووزارة الشتات ووزارة القضايا الاستراتيجية فغالبية الوزارات التي تسلمتها النساء ليس لها علاقة بنا كعرب عامة ولا بالنساء خاصة. هنالك وزارة المساواة المجتمعية ووزارة التقدم الجماهيري واتمنى ان تضع في اولوياتها قضايا المرأة.
وختاما قالت: مع انني أؤمن ان هذه الحكومة بشكل عام ليس لها اجندة نسوية فسياسة الاحتلال والعنصرية لا تمثل النسويات حتى لو كان النساء هن من تمثلنها.

السؤال كان وسيبقى ليس فقط عدد النساء في الحكومة بل أيضا اي مناصب اوكلت اليهن

الناشطة النسوية نبيلة اسبنيولي بدورها قالت معقبة: أكبر حكومة بتاريخ الدولة انطلقت بالأمس وهي حكومة يمينية عسكرية بتركيبتها ومبناها وتأتي هذه الحكومة في ظل جائحة كورونا الاقتصادية التي مست وتمس على الاخص في الفئات المستضعفة في البلاد وتعمق الفجوات القائمة اصلا بالمجتمع وتزيد من التمييز الاحق بنا كأقلية وطن، فالفقر داخل مجتمعنا سيتعمق والبطالة ستزيد ومجالسنا المحلية ستنهار تحت وطئت التمييز في الميزانيات المقدمة لها والبنية الاقتصادية الهشة اصلا في مجتمعنا تزداد هشاشة.

وتابعت: قبالة هذه التهديدات فالسؤال كان وسيبقى ليس فقط عدد النساء في الحكومة بل أيضا اي مناصب اوكلت اليهن ومع اي اجندة تدخل النساء للحكومة، هل النساء المشاركات بالحكومة لديهن اجندة مختلفة من اجندة الحكومة حكومة الاحتلال والضم وتعميق التمييز؟ هل اصلا تأتينا النساء المشاركات بالحكومة بتوجه سياسي مختلف؟ لا اعتقد ولذا فلا اعتقد انهن سيعملن من اجل العدالة الاجتماعية ومن اجل السلام وانهاء الاحتلال ولكنهن سيقمن بدورهن كوزيرات بتمييز وحرفية وربما ستظهرن حساسية أكبر لبعض القضايا التي تطرحها المؤسسات النسوية كقضايا العنف الجندري

ونوهت: فكما قلنا بالماضي القضية ليست عددية القضية هي نوعية ايضا فمن المهم ان تكون النساء في مراكز اتخاذ القرار مع اجندة نسوية مع اجندة حاملة لمبادئ المساواة والعدالة الاجتماعية ومناهضة للاحتلال وللحروب ومن اجل حق تقرير المصير والسلام العادل.

الناشطة النسوية وفاء شاهين اعتبرت ان الوضع بحاجة لنضال وتابعت: اهالي نساء ورجال يجب ان نناضل جميعنا الغيورين والغيورات على بلادنا لمواجهة العنف المستشري في ظل كورونا لمناهضة العنف ضد النساء العنف الاسري ومناهضة سياسات الافقار وهدم البيوت والدفاع عن وجودنا ومناهضة القوانين العنصرية مقابل حكومة شرسة عنصرية تسعى لفرض واقع اخر اقتصادي واجتماعي على مجتمعنا وسلطاتنا المحلية وعلى شعبنا الفلسطيني.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]