في اعقاب الاحداث الأخيرة التي تجري في بلدة طرعان من خلافات ونزاع على خلفية انتخابات السلطات المحلية العربية التي انتهت قبل سنتين حيث راح ضحية هذه الخلافات قبل أيام الشاب محمود عدوي بالإضافة الى تجدد الاشتباكات يوميا وسط عجز واضح للشرطة والجهات التنفيذية المخولة بإيقاف هذا الاحداث المستمرة منذ سنتين وازدادت حدتها اليوم تزامنا مع الخروج التدريجي من الحجر الصحي الذي فرض بسبب كورونا، وفي أعقاب جريمة القتل في حورة والتي قتل فيها الشاب نور ابو القيعان جراء شجار عائلي،   تحدثت مراسلة "بكرا" مع د. وليد حداد محاضر في علم الاجرام الذي رأى بان افة العنف والجريمة في المجتمع العربي المنتشرة منذ سنوات لم تعالج ولم يكن هناك هدوء حتى في فترة كورونا عكس ما يرى ويدعي الكثير من المحللين وتابع: لم يكن هدوء بل مشاكل ومشاحنات واعتداءات، لربما لم يكن هناك قتلي بالكم الذي اعتدنا عليه ولكن الجريمة وحوادث القتل والعنف استمر خلال كورونا، في الفترة الأخيرة هناك حوادث اطلاق نار تنتهي بالقتل وهذا ما ابرز الموضوع مجددا، ما يحدث في طرعان مؤسف بالفعل، ولكن هذه الآفة متجذرة في كل مجتمعنا ونسميها ثقافة احياء الفقر وثقافة العربدة وليست ثقافة حمائلية واختلف مع كل من يعرفها بهذه الطريقة، اذ انه في الحمائلية والعائلية اذا قال انسان واحد ان الموضوع انتهى يجب ان يكون هناك صلح عندها الجميع يخضع له.

قبل عشرون عاما من كان يحمل سلاحًا يعاقب بينما اليوم الشرطة تميز بين سلاح أمنى وسلاح جنائي

وأضاف مفصلا: ما يحدث في القرى العربية وتحديدا طرعان لا يوجد انسان كبير حتى رئيس جاهة الصلح صرح ان الجميع في طرعان يعطي رأيه ولا يوجد كبير يستطيع ان تتحدث الجاهة واياه وتوقف النزاع، هذه ثقافة احياء فقر والأمور لن تتوقف لن نصل الذروة وسنسمع عن احداث قتل يوميا ما لم تعالج هذه المشاكل بخطة حكومية شاملة بعيدا عن لجان الصلح وغيرها، لا يمكن معالجة هذه المشاكل بأدوات تقليدية حيث ما يقارب نصف مليون قطعة سلاح موجودة في المجتمع العربي، هذه الكمية ليست موجودة حتى مع الجيش وهناك ناس مستفيدة وتربح وتغذي الجريمة لأنها تبيع سلاح وتستفيد، الحكومة ووزارة الامن الداخلي والشرطة لها دور كبير وهذه الأمور ستكشف بعد سنوات ان هذه الجهات تعمل على تقوية ودعم حمولة او عائلة معينة على حساب أخرى، وهناك ضباط شرطة من قسم الاستخبارات ادينوا بهذه الأمور وتحدثوا عنها، ما يحصل في الوسط العربي ليس عشوائيا بل هناك ايدي خفية تقوم بدعم الاجرام وجهاز الامن له مصلحة امنية لربما مستقبلا لذلك يقوم بتقوية عصابة جريمة على حساب أخرى ويتركون السلاح بين الشباب، ولا تتحرك الحكومة والامن الداخلي لوضع خطة شاملة، هذا استخفاف بعقولنا، نجن نتعرض لمذبحة والحكومة لا تهتم ولا يوجد أي مواطن من المجتمع العربي لا يريد ان يتعاون بوقف الجريمة والسلاح، الشرطة تعرف من هم تجار السلاح ولكن لا تريد ان تتحرك فقط عند وجود سلاح لهدف امني، سابقا قبل عشرون عاما من كان يحمل سلاح جنائي كان يعاقب بينما اليوم الشرطة تميز بين سلاح امني وسلاح جنائي لذلك تفاقمت آفة الجريمة والقتل.

تعاون بين الشرطة والجهات التقليدية ينهي النزاع في طرعان

وتطرق الى الهبة الشعبية السابقة والخطة الحكومية التي وعد بها نتنياهو لمحاربة الجريمة مشيرا الى انها لن تكون وأوضح: عندما تحرك المجتمع العربي قبل اشهر وكان هناك مظاهرات امام المكاتب الحكومية في القدس وطرح الموضوع إعلاميا استطاعت الوزارة من خلال خطة شاملة ان تمتص الغضب الشعبي الذي كان حينها، بينما اليوم عندما تتغير الحكومة يجب ان يطرح الموضوع ويكون هناك علاج، بطبيعة الأحوال الامر الذي تريد انهاءه في إسرائيل والتستر عليه تشكل لجنة له وهذا ما حصل، كان يجب ان يكون سلطة خاصة تابعة لمكتب رئيس الدولة، سلطة تتابع كل موضوع الجريمة في الوسط العربي ولها صلاحيات تراقب عمل الشرطة بينما لجنة هنا وهناك لن تحل المشكلة، مهم جدا وضع خطة شاملة لسنوات مع تشديد القوانين والرقابة حول هذه الأمور.
وختاما قال: على الشرطة وجهاز الاستخبارات الذي يعلم مكان الأسلحة ان يجمع السلاح وان يعتقل المحرضين، وبعد ذلك إعطاء الجهات التقليدية التحدث وان تنهي الموضوع بشكل فعلي، التعاون بين القيادات الحمائلية والشرطة ممكن ان ينهي الموضوع، قسم كبير ممن يطلقون النيران يعملون لدى الشرطة، جلعاد اردان كان وزيرا عنصريا ولم يكن معني بحل المشاكل في المجتمع العربي وأتمنى ان يستطيع الوزير الجديد للأمن الداخلي مكافحة الجريمة في المجتمع العربي.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]