أظهرت دراسة جديدة أن الشمس، رغم أنها أهم مصدر للطاقة من أجل الحياة على الأرض، لكنها "نائمة قليلا" مقارنة بالنجوم الأخرى في الكون.
وقارن علماء الفلك من معهد ماكس بلانك في ألمانيا، الشمس بمئات النجوم المشابهة لها، حيث أنه باستخدام بيانات من تلسكوب كيبلر الفضائي التابع لوكالة ناسا، اختار الباحثون النجوم ذات درجة حرارة سطح وعمر ودوران مماثلة للشمس، في مجرة درب التبانة.


ويشير الباحثون إلى أنه ليس من الواضح ما إذا كانت الشمس "تمر بفترة هادئة" لمدة 9 آلاف عام أم أنها أقل سطوعا من النجوم المماثلة الأخرى.

واوضح الدكتور ألكسندر شابيرو، من معهد ماكس بلانك انه: "فوجئنا كثيرا بأن معظم النجوم الشبيهة بالشمس أكثر نشاطا بكثير من الشمس".

وضيّق العلماء العينة الأولى من المرشحين من بيانات القياس التي سجلها كيبلر، واختاروا النظر إلى النجوم بفترات دوران تتراوح بين 20 إلى 30 يوما (تبلغ فترة دوران الشمس 24.5 يوما)، وحددوا 369 نجمة قابلة للمقارنة مع الشمس في اللون والكتلة والتكوين والعمر ودرجة الحرارة ومعدل الدوران، ثم قارنوا تغير سطوع تلك النجوم كما سجلها كيبلر مع تغير سطوع الشمس.


وأظهرت النتائج أن الشمس ضعيفة للغاية مقارنة بمعظم النجوم الأخرى، بنحو خمس مرات.

ولفت الدكتور تيمو راينولد، المؤلف الأول للدراسة الجديدة إلى أنه "من الممكن أن تكون الشمس تمر بمرحلة هادئة منذ آلاف السنين، وبالتالي لدينا صورة مشوهة لنجمنا".

ووفقا للباحثين، يمكن إعادة بناء مدى اختلاف النشاط الشمسي، وبالتالي عدد البقع الشمسية، باستخدام طرق النطاق.

وتمكن الباحثون من إلقاء نظرة في السجلات القديمة على نشاط نجمنا على مدى 9 آلاف عام، وقالوا إنه ظل منتظما إلى حد ما خلال تلك الفترة.

وأوضح الباحثون من معهد ماكس بلانك: "مقارنة بعمر الشمس بأكمله، فإن 9 آلاف سنة تشبه غمضة عين''. وهذا منطقي عندما تتذكر أن نجمنا يبلغ من العمر 4.6 مليار سنة تقريبا.

ونظرا لعدم وجود طريقة لمعرفة مدى نشاط الشمس في العصور البدائية، يمكن للعلماء اللجوء إلى النجوم فقط كمقارنة.

وقام باحثو ماكس بلانك، بالتعاون مع زملاء من جامعة نيو ساوث ويلز في أستراليا وكلية أبحاث الفضاء في كوريا الجنوبية، بالتحقق مما إذا كانت الشمس تتصرف "بشكل طبيعي" مقارنة بالنجوم الأخرى.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]