يصادف أيار هذا العام المعرف منذ عقود على انه شهر العمال والكادحين ازمة اقتصادية حقيقية بسبب جائحة كورونا حيث اثرت سلبيا على أحوال العمال في البلاد وسببت بإخراج اكثر من مليون عامل الى سوق البطالة تحت غطاء إجازة غير مدفوعة ومنهم سيتم فصله ولن يستطع العودة الى مكان عمله وبالتالي فان ازمة كورونا ستفجر ازمة جديدة في سوق العمل وسط عجز واضح لمؤسسات الحكومة المختصة والمهنية التي عليها ان تعالج الازمة خصوصا في المجتمع العربي وبدأت بوادر ذلك تبرز في الأفق ابتداء من اضراب السلطات المحلية وصولا الى الوضع الاقتصادي المهين الموجود به معظم العمال دون اهتمام حكومي او وزاري سوى عقد مؤتمرات صحفية دون نتائج حقيقية ترجى، وهنا يأتي دور المؤسسات النقابية اذ تتطلب هذه المرحلة دعمها الكامل للجمهور العاملين والعاملات في البلاد. فهل هي مستعدة لذلك؟!

النقابي جهاد عقل رأى ان عمل المؤسسات النقابية الداعمة للعمال في كل انحاء العالم وخصوصا إسرائيل بدأ يضعف ويتراجع وقال: بالنسبة للأول من ايار بدون شك ان هذا اليوم ليس احتفاليا بل هو يوم ذكرى لنضال الطبقة العاملة في مختلف انحاء العالم، صحيح انه قبل سنوات عندما كان معسكران الرأسمالي والاشتراكي كان هناك أكثر زخم للأول من ايار وشبه تنافس ما بين الجانبين بالاحتفال بهذا اليوم.

الحركة النقابية تعاني من ضعف ما في هذه المرحلة

ونوه: الطبقة العاملة اليوم تتعرض الى هجمة قاسية وشديدة وبدون شك ان الحركة النقابية تعاني من ضعف ما في هذه المرحلة، بينما بعد الحرب العالمية الثانية هبت النقابات العمالية على ضوء ازمة الاقتصادية التي كانت في ذلك الوقت ووضع الطبقة العاملة التي تحالفت واتحدت واعادت قوتها بإحقاق العديد من الانجازات.

وأشار قائلا: اعتقد ان هذه المرحلة ليست سهلة وقسم من النقابات العمالية فعلا في حال يشبه حال الصدمة ولكن اتحاد دول النقابات العمالية بشقيه الذي يتبع الحركة الثورية الشيوعية والاخر التابع للقوى الرأسمالية والدول الرأسمالية، كلاهما يعملان بشدة ضد ما يجري من استغلال للعمال، آمل ان تؤدي جائحة كورونا التي سببت بفقدان 200 مليون عامل لأماكن عملهم و 600 مليون عامل وعاملة على مستوى العالم يجلسون في البيت بانتظار ان تنتهي الجائحة، آمل ان تقوم النقابات بخطوة نضالية كفاحية قوية واذا لم تقم بمثل هذا الامر فان وضعها سيكون في الحضيض ما يؤدي الى ابراز قوى جديدة نقابية ثورية تغير المسار القائم الاصلاحي لدى العديد من الاتحادات النقابية محليا وعالميا.

الناشط السياسي والاجتماعي نضال عثمان عقب على احياء الأول من أيار قائلا: ان احياء كل مناسبة ترتبط بالجماهير امر يتعلق بالأساس بنشاط الاحزاب السياسية التي تتفق وتتوافق مع اهمية احياء الذكرى، وعمليا مدى احياء الذكرى وتنظيم الحدث وتأثيره يتعلق بمدى جاهزية التنظيمية للأحزاب التي تنشط في المجال نفسه، عندما نتحدث عن الاول من ايار فانه بشكل واضح نتحدث عن ارتباط هذا الحدث ونشاطه بالأجندة السياسية للحزب الشيوعي الاسرائيلي والجبهة الديمقراطية بالإضافة الى قوى اخرى موجودة في البلاد.

هناك حاجة لرفع الوعي أكثر بما يتعلق بحقوق العمال ومتابعة قضاياهم

وتابع: انا لا اخفي تنظيميا انتمائي للحزب الشيوعي وواكبت واواكب احياء ذكرى اول ايار منذ طفولتي حيث شاركت في المظاهرات المختلفة في الناصرة وحيفا وكفريا سيف، احياء وتنظيم الذكرى ووصول الرسائل تتعلق بموضوع الجاهزية التنظيمية للحزب ووضعه التنظيمي الجماهيري وبالتالي فان هذا الامر مرتبط بهذه الجاهزية، التي كانت تختلف في الحزب الشيوعي في البلاد ما بين الثمانينات والتسعينات وبعد عام 2000 وفي ايامنا، حيث نتحدث عن اربعة عقود شهدت تغييرات محلية وعالمية واثرت على نشاط الحزب في هذا المجال خصوصا وجود الاتحاد السوفييتي والاحزاب الشيوعية واستمرارها وثبوتها من وجود معسكر اشتراكي قوي كان يحيي الذكرى. لذلك سابقا المشاركة كانت اكبر ووقع الذكرى على الناس اكثر. وخصوصا هذا العام بسبب كورونا الا اننا احيينا الذكرى.

وأشار في حديثه قائلا: اعتقد ان احياء ذكرى اول ايار تحقق بعض اهدافها من خلال ابقاء الرسالة في ذاكرة الجمهور، ورفع الوعي بخصوص حقوق العمال والعاملين اعتقد انه لا يتحقق بشكل كافي كونه يتم التطرق الى هذا الموضوع خلال السنة ويعمل عليه الحزب الشيوعي من خلال الهستدروت ووجود تمثيل له في الهستدروت الذين يعملون في هذا المجال بأساليب مختلفة ولكن هناك حاجة لرفع الوعي اكثر بما يتعلق بحقوق العمال ومتابعة قضاياهم، علما ان هناك عمل لصالح العمال من جهات عدة وطرح قضايا عمالية تطرح من خلال الهستدروت ومن خلال كتلة الكنيست ووجود ممثلين عن الجبهة والحزب الشيوعي الذين يطرحون قضايا عمالية من الدرجة الاولى تخص العمال. كل موضوع العمل النقابي تطور أكثر في ظل وجود الهستدروت ونقابات اخرى. وهناك انجازات بتنظيم عمال المطاعم والحراسة ومجالات اخرى، ما يجري اليوم لا يفي الحاجة ولكنه جيد وهناك امكانية لرفع مساحة العمل النقابي وان توظف الاحزاب السياسية لقضايا العمال في الداخل وخصوصا العمال الفلسطينيين والعمال من المجموعات الاثنية المختلفة في اسرائيل ويجب ان يزيد الاستثمار في العمل النقابي من اجل حقوق العمال في البلاد وفي كل مكان.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]