لا يزال المجتمع العربي يشهد تزايدا في أعداد الإصابات بنسب أعلى من المجتمع اليهودي إذ نلاحظ ارتفاعا بنسبة الاصابات عند العرب في الأسبوعين الأخيرين.

شهر أيار الحالي هو الذي سيكشف إلى أين نتجه

عن هذا الموضوع وبنظرة إلى معطيات الإصابة بالكورونا في المجتمع العربي كان لموقع بكرا هذا الحديث مع د. محمود كيال وهو طبيب، محاضر ومبادر في مجال تكنولوجيا الصحة ،الذي تحدث من وجهة نظر علمية عن هذا الموضوع وقال:" لا شك بأن شهر نيسان المنصرم كان شهرا مفصليا في انتشار عدوى الكورونا في المجتمع العربي، ويبقى شهر أيار الحالي هو الذي سيكشف إلى أين نتجه وهل سننجح في الإلتزام بتعليمات الوقاية وكبح الجائحة، أسوة بالمجتمع اليهودي في البلاد أم ستخرج الأمور عن السيطرة وخصوصا وأننا في خضم شهر رمضان المبارك وبعدها عيد الفطر وبالذات على ضوء تحسن حالة الجو من جهة وتخفيف الإجراءات الاحترازية من جهة أخرى".

الأمر المشجع هو هنالك تحسنا كبيرا مقارنة بأول أسبوعين

وأضاف :" بالنسبة للمعطيات فتشير أعداد الإصابات في البلدات العربية (حيث يعيش قرابة 90% من المواطنين العرب- والباقي في المدن المختلطة)، تشير إلى أن المجتمع العربي لا يزال يشهد تزايدا في أعداد الإصابات بنسب أعلى من المجتمع اليهودي إذ تراوحت نسبة الارتفاع عند العرب في الأسبوعين الأخيرين من شهر نيسان إلى ما بين 3-8% يوميا- بالمعدل فيما كانت نسبة الارتفاع القطرية لا تتجاوز الـ 1-1.5% يوميا بالمعدل. لكن يبقى الأمر المشجع في هذا السياق هو أن هذه النسبة تعد تحسنا كبيرا مقارنة بأول أسبوعين من ذلك الشهر حينها كانت النسبة تفوق الـ 10٪ بشكل يومي، بالمعدل".

% من المصابين مصدرهم 10 بلدات عربية

ونوه:" من الواضح بأن جزءا من الصورة سببه تأخر وزارة الصحة بإجراء الفحوصات في البلدات العربية، لكن اليوم، وبعد أن ارتفعت نسبة الفحوصات التي تم إجراؤها في البلدات العربية لتصل إلى 13% من مجمل الفحوصات وهي نسبة قريبة لنسبة سكان هذه البلدات من سكان الدولة (15.5%)، لا تزال اليوم أيضا نسب الإصابة في المجتمع العربي منخفضة مقارنة بالمجتمع اليهودي، فمعدل الإصابة في المجتمع العربي هي 67 حالة إصابة لكل 100 ألف نسمة، بعيدة جدا عن المعدل القطري- 176 حالة لكل 100 ألف نسمة!

نظرة دقة إلى المعطيات في المجتمع العربي تظهر بشكل واضح أن هناك عدة بلدان تشكل البؤر الرئيسية للإصابات حيث أن أكثر من 60% من المصابين مصدرهم 10 بلدات عربية لا تتجاوز نسبة سكانها مجتمعة 17% من مجمل السكان العرب. كما أن أعلى نسبة إصابات لعدد السكان تحتلها بلدة عربية- دير الأسد وهذه المعطيات جميعها تدل على أن هناك عدة عوامل تسبب معدل الإصابات المنخفض في مجتمعنا ولكن إذا تفشى الوباء في بلدة عربية فيكون من الأصعب السيطرة عليها".

نحن ذاهبون إلى اعتدال في أعداد الإصابات

من المهم التشديد على أننا يجب أن نلتزم بتعاليم الوقاية أكثر من غيرنا لإن التجارب علمتنا أنه في حالة تفشي وباء في بلدة عربية فإن اكتشافها عادة يكون متأخرا وهذا يزيد من خطر الإنتشار.

حسب ما يظهر في الرسم البياني فنحن ذاهبون إلى اعتدال في أعداد الإصابات- وهذا نتيجة للإلتزام ولو الجزئي بالتعليمات والتقييدات التي منعت التجمهرات بأشكالها.

واختتم:" ألآن نحن مقبلين على تخفيف متدرج للتعليمات وسيتم تقييم الوضع بشكل دائم- ومن الواضح أن توجه الحكومة لتأجيل العديد من التسهيلات إلى ما بعد العيد لمنع إمكانيات التجمهر وفقدان السيطرة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]