فجعت الناصرة والبلدات العربية جمعاء اليوم بحادثة إطلاق النار التي حصلت بين الناصرة ويافة الناصرة نجم عنها إصابة تسعة اشخاص أبرياء منهم حالتين بحالة خطيرة ما يدق ناقوس الخطر من جديد ويكشف عن مرحلة تتطلب خطوات إجرائية احترازية جديدة لمحاربة ومكافحة الآفة، حيث من المتوقع ان تجتمع لجنة مكافحة العنف مساء اليوم عبر تقنية زووم لفحص الامر.

إرهاب!

النائب ايمان خطيب ياسين عن القائمة المشتركة قالت ل "بكرا" بعد ان هنأت وباركت بحلول رمضان: ما حدث اليوم بين الناصرة ويافة الناصرة امر لا يمكن للعقل ان يتقبله ومن هنا اود ان أوجه رسالتين الأولى لمؤسسات الدولة والسلطة ولوزير الامن الداخلي حيث لا يمكن ان نمر على ما حدث مر الكرام في النهار والشارع الرئيسي بدون أي رادع او خوف اين السلطة وأجهزة الامن، من حقنا في هذه البلاد ان نعيش بأمان واوجه رسالة الى أبناء مجتمعي اذ اننا في شهر الرحمة وعلينا ان نكون اكثر صبورين ونقترب اكثر من الله ونبتعد عن هذه الأمور، العنف مرفوض وهي آفة تأكل مجتمعنا واناشد كل مؤسسات الدولة ان تقوم بواجبها بأسرع ما يمكن ما حصل اليوم إرهاب، عندما يصاب تسعة اشخاص أبرياء بسبب اطلاق نار ومنهم بحالة خطيرة فقد جاء الوقت لتأخذ الدولة دورها.

سياسة ممنهجة لإضعافنا

الناشطة الاجتماعية والنسوية فداء طبعوني قالت ل "بكرا" في هذا الصدد: الحكومة بكل مؤسساتها وسياساتها تجاهلت وما زالت تتجاهل وجودنا وحتى في ازمة كورونا، ومستمرة في تقاعسها مع انتشار الإجرام المنظم وانتشار السلاح غير المرخص وآفة العنف والجريمة من الواضح ان هذه سياسة ممنهجة لإضعافنا، لا يمكن السكوت وعلينا جميعًا التحرك، قبل يومين تم حرث حارة كاملة في مدينة الناصرة من قبل الشرطة من خلال استعمال كل الوسائل وحتى طائرات والسبب اعتداء شخص على رجل شرطة، طبعًا هذا مرفوض. وكذلك في قرية دير الأسد عندما تم إطلاق النار على سيارة شرطة قبل أشهر وهنالك الكثير من الأمثلة. ونحن نعلم انه لا يمكن ان يحدث هذا الأمر في البلدات اليهودية.
وتابعت: علينا مسؤولية كأفراد وكمجتمع وكمؤسسات وأحزاب وقيادات ولكن المسؤول الأول هي سياسة الحكومة العنصرية اتجاه مجتمعنا وشعبنا. علينا الاستمرار والتصعيد من خلال الحراك الشعبي لكي نضغط على الشرطة والحكومة في أخذ المسؤولية وتطبيق القانون ووضع الميزانيات من اجل محاربة الإجرام. علينا ان نعمل معا لجان شعبية، مؤسسات مجتمع مدني، رؤساء سلطات محلية أعضاء كنيست ولجنة المتابعة العليا لجماهير العربية من اجل استمرار الضغط لوضع الميزانيات اللازمة والمطالبة في اعتقال المجرمين من رأس الهرم.

زيادة قوات الشرطة أو محطة هنا او هناك ليست بالحل الكافي

د. عزمي حكيم الناشط النصراوي قال ل "بكرا": للأسف الشديد تقدمنا درجه جديدة في عالم الاجرام الذي يجتاح مجتمعنا فهذه الحادثة كان القصد منها القتل وليس الترهيب كما اعتدنا من إطلاق النار على المحال التجارية. لا اريد ان الوم أحد من قادة الجماهير العربية ولا تحميلهم المسؤولية ان كان اعضاء كنيست او رؤساء مجالس محلية او لجنة متابعه وجمعيات اهلية لان هذا النوع من الاجرام المنظم تقع مسؤوليته الاولى والاخيرة على الحكومة والشرطة، ولكن لا بد من ملاحظه ان محاربة العنف ليس حاله موسميه واغلاق شارع 6 واعلان الاضراب بعد فورة اجرام معينه ومن ثم الذهاب لبيوتنا هذا لن يحل الإشكالية لان هذه الآفة يجب محاربتها بخطه يوميه وعلى مدار العام. الفيروس هو موسمي وفي النهاية سيجدون له تطعيم اما هذا الفيروس فلا بوجد له تطعيم والحرب عليه يجب ان لا تكون موسميه ويوميه حتى يتحصن مجتمعنا ضد هذه الآفة القاتلة القتالة.

الناشطة السياسية النصراوية د. رنا زهر بدورها رأت ان السهولة غير المعقولة التي يتم فيها إطلاق النار على بيوت ومصالح وأناس آمنة في الشارع تكاد لا تصدق. ونوهت: كنا قد اعتقدنا أن الجريمة في مجتمعنا العربي تراجعت قليلا بعد موجة الاحتجاجات الأخيرة الصيف الماضي، ووعود الحكومة والشرطة بمعالجة الموضوع، رغم تجاربنا المريرة معهما، إلا أننا نصدم مرة تلو المرة أن الجريمة ترفع رأسها ثانية لتحصد أرواحا بريئة. زيادة قوات الشرطة أو محطة هنا او هناك ليست بالحل الكافي. المشكلة أعمق من معالجتها بلاصقة "بلاستر". على الشرطة المسؤولية الأكبر بمعالجة هذا الآفة عن طريق استئصالها كليا. لا ينقص الشرطة ادوات ومعرفة لمتابعة مجموعات الجريمة في بلداتنا، تقصي خطواتها ومنع الجريمة. ما يفيدنا تدخل الشرطة بعد وقوع الفأس في الراس؟ كما استعملت الشرطة وحدات خاصة لاستئصال العنف في نتانيا ونهاريا وغيرها، عليها أن تعمل بمسؤولية تجاهنا، نحن المواطنين العرب، دافعي الضرائب والصارخين عبر كل المنابر بأننا ضد العنف.

رضا جابر مدير مركز امان في المجتمع العربي قال: ما حدث في الناصرة هو استمرار لحالة مرضية داخل مجتمعنا لا تقل خطورتها عن وباء كورونا بل ان الواجب هو النظر الى العنف والجريمة من هذا المنطق. ولكن هذا الحدث وخطورته هو نذير للمستقبل الذي تشير كل التقديرات بأنه سيزداد لأكثر شراسة في الاشهر القادمة بعد انهيار اقتصاد مجتمعنا وانعدام إطار جامع جدي لإنقاذ هذا الاقتصاد ومعالجة نتائجه. وإذا كانت الصورة المستقبلية واضحة فان المؤسف باننا لا نقدم، كمجتمع، تصورا جديا ومنطقيا لعلاجات في مناحي حياتنا التي ضربت أكثر في مرحلة كورونا. هناك حراك مهم في هذا الصدد ولكنه يبقى حراكا جزئيا وينظر الى حالة كورونا منفصلا عن السياق العام الذي هو المهم وكورونا عمقته فقط.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]