حل علينا شهر رمضان هذا العام بظروف لا تشبه أي ظروف سابقة. فرمضان الذي اعتاد الناس فيه على الصلوات الجماعية وعلى صلة الرحمل وعلى العادات الاجتماعية وموائد الافطار وغيرها، هذا العام بسبب فايروس الكورونا يحل بصورة مختلفة تمامًا.

حول هذا الموضوع، وأهمية الالتزام بالتعليمات رغم صعوبة ومرارة الأمر، تحدثنا مع عدد من رجال الدين: 


وقال الشيخ هاشم عبد الرحمن لـبكرا:اولا نقول ،اللهم بلغنا رمضان باحسن الاحوال،وبما يرضيك عنا ،واعنا على صيام نهاره وقيام ليله وطاعتك فيه،ومن عظمة الصيام ان الله قد جعله بين العبد وربه فجعل له زمانا محدودا واطلق المكان فاينما كنت صمت ،(شهر رمضان الذي انزل فيه القران هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه).


وتابع: واما الصلاة فان بيوت الله لم تغلق وباذن الله تغلق فما زال الاذان يرفع والصلوات تؤدى فيها من الامام وبعض المسؤولين في المساجد،نظرا للوباء الذي عم الكرة الارضيه واهل الذكر من الاطباء والمختصين في علم الاوبئة نصحوا بالتباعد الاجتماعي في كل الأمكنة واخذ اهل الذكر من اهل العلم الشرعي في رأي من اهل الاختصاص وانزلوا الوباء منزلة الطاعون الذي نص الحبيب صلى الله عليه وسلم
حيث قال(....فإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها، وإذا وقع بأرض ولستم بها فلا تهبطوا عليها» فالتباعد في حال العدوى من المرض اول من شرعه الحبيب صلى الله عليه وسلم.


وزاد: ونحن نتعبد بالعزلة طاعة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم
واما الصلاة في المساجد عموما والجمعة والجماعات فما دام اهل العلم يقولون بان التباعد واجب نقول ان حفظ الانفس من ضرورات الدين،والحمد لله ان الحبيب صلى الله عليه وسلم قال (وجعلت لي الارض مسجدا وطهورا)
(وحيثما ادركتنا الصلاة صلينا...واجتهدنا ان تكون جماعة في بيوتنا،والله يتقبل منا ومنكم الصيام والصلاة والصدقات وكل الطاعات وأما صلاة التراويح خصوصا فان التوجيه الطبي والشرعي ما زال يوصي بالتباعد الاجتماعي ولذلك انا ما زلت في بيتي منذ ان صدرت التعليمات الصحية والشرعية ولم اشعر الا بالخير والطمأنينة لان الالتزام بفتوى اهل العلم الثقات عباده
والله جل جلاله مطلع على قلوبنا .علق قلبك بالله وسوف يفرحنا بالعودة الى بيت الله قريبا باذن الله(اتق الله حيثما كنت...) والصبر عباده ،وانتظار الفرج عباده، نحن صابرون وننتظر الفرج من الله وحينها سنفرح بالعودة الى مساجدنا قريبا باذن الله.

واختتم حديثه: ولكن ما دام الأمر من مرجعيتنا الدينية والتي تتواصل مع اهل الخبرة تؤكد علينا البقاء في البيوت والصلاة في افنية بيوتنا فنحن ملتزمون وجزاهم الله خيرا الاخوة في المجلس الاسلامي للافتاء في ديارنا وعلى راسهم فضيلة الشيخ مشهور وكل مراجعنا الشرعية على جهدهم الطيب في المتابعة واسداء الراي السديد وتقبل الله منا ومنكم.



وبدوره، قال الشيخ خيري اسكندر من باقة الغربية لـبكرا: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد :أهل بلدي الأعزاء، دَعَوْنا الله تعالى أن يبلغنا شهر رمضان وها نحن على عتباته ، ثلاثة أيام تفصلنا عن هذا الشهر العظيم، ولكن رمضان هذا العام غير كل الأعوام، رمضان هذا العام لن يكون فيه لقاء المحبين لصلاة التراويح، ولا لقاء صلاة الفجر الجامعة ولا الجماعات في المساجد ولا الجمعات، نعم إن القلب ليحزن ولكننا نفعل ذلك مستشعرين طاعة ربنا تبارك وتعالى وامتثال سنة نبينا صلى الله عليه وسلم، ونعتبر صلاتنا في البيوت سواءاً الفريضة او السنة والتراويح هو من ضمن طاعتنا لربنا تبارك وتعالى لحفظ الأنفس من الهلاك والوباء ، وحفظ الأنفس من مقاصد شريعتنا ، اهنئكم بحلول شهر رمضان وأتمنى لكم تمام الصحة والعافية وادعوكم أن يكون رمضان هذا العام رمضاناً مميزاً بصحبة أُسركم وعائلتكم المصغرة ، عسى الله أن يرفع عنا هذا البلاء والوباء.


ووجه اسكندر رسالة لاهالي باقة وجاء فيها: التزامكم بتوصيات الأطباء والمهنيين والتزامكم بفتاوى مجالس الإفتاء قد أثمر ونرى له نتائج طيبه والحمد لله وعلينا أن نستمر هكذا حتى نقضي على تفشي المرض بيننا، استمروا بمحافظتكم وحذركم ( ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة) .



واختتم كلامه: حزننا كبير على إغلاق المساجد واستمرار إغلاقها وخصوصاً في شهر رمضان المبارك ولكننا نعلم أن مكافحة انتشار المرض بيننا وحفظ أنفسنا أهم من أي شيء بل هو جزء من تعبدنا لله تبارك وتعالى. نجانا الله وإياكم من الرجس والوباء وسيئ الأسقام.



ومن جانبه، قال الشيخ صفوت فريج من كفر قاسم لـبكرا:

اناشد مجتمعنا العربي بالحفاظ على التعليمات الرسمية والتوجيهات الدينية لمؤسسات الافتاء بخصوص صلاة التراويح واداء الواجبات الدينية في شهر الصيام بين احضان العائلة..
ان القلب يعتصر الماً بسبب البعد عن بيوت الله عز وجل وخاصة في صلاة التراويح والجماعات والجمعات، لكننا ومن منطلق ديننا الحنيف في الحفاظ على حياة الناس، فإننا مطالبون بالالتزام الكامل بالتعليمات للقضاء على هذا الوباء الخطير ولعودة الحياة الى مسارها الطبيعي.

واختتم حملاته: ان الذي يضر بنفسه وباحبابه بنقل العدوى فإنما يخاطر بدنياه واخرته، وكلما كان التزامنا اكثر كانت فرص العودة للمسار الطبيعي اسرع وتقبل الله منا ومنكم الطاعات وكل عام وانتم بألف خير.




ومن ناحيته، قال الشيخ إيهاب شريف من الناصرة لـبكرا:

اولا انا اهنئ المسلمين في بلادنا وفي كل مكان بهذه المناسبة العزيزة على نفوسنا أجمعين وهي حلول شهر رمضان المبارك
فرمضان شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار هو شهر الصيام والقيام والصدقات وصلة الأرحام من عظمته ان الله سبحانه وتعالى ضاعف الأجور فجعل السنة َفريضة والفريضة بسبعين ،
اخواني الكرام يحل علينا رمضان بحالة لم تمر علينا من قبل وهي وباء الكورونا الذي غير من نمط حياتنا وسلوكنا وما اعتدنا فأقول لكم في هذه الظروف يظهر الإخلاص فالاصل انني كمسلم مسجدي معي أينما حللت فمسجدي هو قلبي وجوارحي فدائما ينبغي علينا أن نشغلها في طاعة الله ونزيد برمضان من العبادات كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم فكأن اجود الناس واجود ما يكون في رمضان فعلينا ان لا نقصر بالصلاة وقراءة القرآن وكل ما اعتدنا عليه وان كانت قد اغلقت المساجد فنصلي التراويح في البيوت حفاظًا على أنفسنا وعائلاتنا ومجتمعنا.


وتابع: وهذا الشهر سيكون بيننا الكثير من العائلات المحتاجة بسبب هذه الازمة التي تعصف بالجميع فلا ننسى اخواننا وننفق مما استودع الله من أموال في جيوبنا ومن يبخل فإنما يبخل على نفسه ولا ننسى الدعاء وخاصة دعاء رفع الوباء والبلاء والداء عنا فدعاء الصائم مستجاب.


وعن اهميّة التزام اهالي الناصرة بالتعليمات، قال: حفظ النفس من مقاصد الشريعة الاسلاميةفالشريعة وضعت النفس البشرية في أول اهتماماتهافينبغي ان نحافظ على هذه النفس والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العظيم ( ولا تقتلوا أنفسكم) وما لا يتم الواجب الا به فهو واجب والواجب علينا حفظ النفس ولا يتم الا اذا خافظنا على لنفسنا وفق التعليمات التي تصدرها الجهات المختصة والتي هي وزارة الصحة فأقول بوضوح كامل لا يجوز مخالفة التعليمات ومن يخالفها فإنه آثم
ولا نقتصر على سماع تعليمات وزارة الصحة بل أيضا تعليمات مجلس الافتاء فيما يصدر من فتاوى وارشادات وتوصيات وخاصة لاولئك الذين يخالفون ويجتمغون للصلاة غير آبهين بالفتاوى التي تصدر فلا يجوز شرعا هذه المخالفات نحن عندما نصدر الفتاوى لا ننظر الا لرضا الله تعالى.



وحول إغلاق المساجد، قال: ان المسجد هو بيت كل تقي والنبي صلى الله عليه وسلم قال الحديث عن السبعة الذين يظلهم الله يوم القيامة برجل قلبه معلق في المساجد
فاليوم المساجد في العالم اجمع تقريبا قد اغلقت وطبعا هذا الاغلاق هو من أجل حفظ سلامة الجميع فالمسجد جماله ليس ببناينه بل بالمصلين الذين كانوا يعمرونه طول العام وخاصة في رمضان.


وأنهى كلامه: اليوم القلب يعتصر الما وحزنا ان نراها خاوية من المصلين لا أدري كيف سيكون رمضان بدون صلاة تراويح في المسجد مهما حولنا ان نتأقلم مع هذا الوضع الجديد ستبقى الحسرة في القلب كيف يمكن أن نعيش بدون تراويح في المسجد ولكننا علينا أن نتيقن ان هذه الحالة جاءت حتى نشعر بقيمة المسجد فلو لم يكن هناك مرض كيف نغرف قيمة الصحة ونشكر الله عليها ولو لم يكن هناك فقر كيف نعرف قيمة الستر وايضا بالنسبة للمسجد الان ادركنا قيمة المسجد وكيف علينا أن نشكر الله على نعمة المسجد والصلاة فيه لمساعد بعد هذه الحائحة ان نعود ونلتزم بيوت الله لأننا لا ندري متى تغلق
أسال الله العظيم ان تمر هذه المحنة بسرعة وان يحفظنا والناس أجمعين من هذا الوباء وان يفتح لنا أبواب المساجد من جديد امين يا رب العالمين.



وقال الشيخ فؤاد ابو قمير من حيفا لـبكرا: في بيوت أذن الله أن ترفع وليس فيها من يسجد أو يركع ويكأني اسمع صخب السماء يا عباد الله هبوا واستعدوا فقد عم البلاء ، وامتلأت الدنيا بضجيج نداء يأس أين السبيل بل أين الدواء ، والناسى حالهم واحد يا عجبي فلا أبيض ولا أسود ولا أحمر ولا أصفر كلهم يجاهدون العناء ، ألا تفقهون ربكم ألا تتدبرون شأنكم ألا تستفيقون وتعودوا إلى وعيكم.

وزاد: يا حاكم البيت الأبيض يا حاكم الدنيا تريث قليلا وتمهل فإن الشأن جد وانظر إلى الدنيا قد تزينت بحليها واجملت فلا تكن صاحب حرب بل نداء سلم أين العقل والروح قد اتحد
وفي زمن الكورونا ألا فاذكرونا وتوجهوا إلى ربكم
واستغفروا ذنبكم وكفوا شركم وأظهروا خيركم
واعدلوا في بأسكم ...في زمن الكورونا تباعدوا لئلا تتعادووا
واجعلوا قلوبكم رأفة ورحمة ولا تتعادوا.


وأضاف: في زمن الكورونا لازموا الطهارة في الملبس والبدن
فإن الماء هي الحياة وفي حسن المظهر شيء حسن وفي زمن الكورونا لازموا الدعاء فلربما يستجيب من يحكم السماء
ورمضان أقبل فيا نفس توبي ، وجاهدي الجوارح
واستفيدي ، وطهري النفس واستزيدي ، وعممي العطاء للشريدي ورمضان أقبل فيا بطن صومي ، وتذكري جائعا
قد أضناه اللؤومي ورمضان أقبل وعطره فواح ، فلا يقبل الردايا إلا المباح ورمضان أقبل بصلاة التراويح عيد الأفاضل عيد التسابيح ورمضان أقبل بليلة القدر بجبر الخواطر وكل أمر
فهي خير من ألف شهر .

واختتم حديثه: نصيحة مليحة لأهل حيفا وكل مصر وكل منفى
وكل عائذ بالبيت قد أمسى ، صفاء قلب وود لا ينسى خير من الدنيا فيا حظ من تأسى.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]