رمضان في الضفة... أسواق مغلقة وحركة تجارية ضعيفة

يأتي شهر رمضان على فلسطين هذه السنة بالتزامن مع انتشار وباء كورونا، الأمر الذي يحرم الفلسطينيين من التحضيرات الاجتماعية لاستقباله، وهو أمر أثَّر بشكل كبير على المدن التي تعتمد على الشهر في إنعاش اقتصادها.

بحلول رمضان المبارك في فلسطين من كل سنة، يبدأ الفلسطينيونالتحضير للشهر الفضيل الذي يحمل قدسية خاصة عن المسلمين في جميع أرجاء العالم، وتعم أجواء مميزة في المدن والأسواق التجارية استقبالاً للشهر، لكن هذه السنة يبدو كل شيء مختلفاً مع انتشار وباء كورونا واستمرار الحكومة الفلسطينية في فرض حظر التجول منذ 23 مارس/آذار الماضي، بعد أسبوعين من إعلان حالة الطوارئ، لمنع تفشي الفيروس.

وتثير شعائر الشهر وما يرافقه من عادات اجتماعية، المخاوف من توفير بيئة خصبة لانتشار الوباء بشكلٍ أكبر، فالتجمعات العائلية والموائد الرمضانية تُعرّض الجميع لخطر العدوى.

وتعتبر مدينة نابلس من بين مدن الضفة الغربية التي تعتمد في اقتصادها على التجارة والأسواق في رمضان، إذ تنتعش الحركة خلال شهر رمضان، وهو أمر تعتمد عليه أيضاً مدينة القدس التي يعول أفرادها والتجار فيها على حركة الأسواق التي ينعشها القادمون من كل المدن والقرى الفلسطينية من أجل الصلاة.

ويأتي كل ذلك في ظل تهاوي الاقتصاد الفلسطيني بسبب جائحة كورونا، إذ توقع البنك الدولي انكماشاً في الاقتصاد الفلسطيني خلال العام الجاري قد يصل إلى 7%، في حال تفاقمت الأزمة الناتجة عن تفشي الفيروس.

وأصدرت سلطة النقد الفلسطينية، ورقة موقف بعنوان "الآثار الاقتصادية المتوقعة لأزمة فيروس كورونا على الاقتصاد الفلسطيني خلال 2020"، قالت فيها: "إن الاقتصاد الفلسطيني يعمل في ظل بيئة شديدة المخاطر والتحديات كان آخرها أزمة إيرادات المقاصة الفلسطينية مع الجانب الإسرائيلي عام 2019".

الاقتصاد الفلسطيني يواجه وضعاً بالغ الخطورة، فالافتقار إلى التحفيز المالي وضخ السيولة والاقتراض الخارجي يمكن أن يترك الاقتصاد معرضاً لمخاطر بالغة وضعيفاً للغاية.

شعائر فردية

ولا يخلو الأمر من بعض الشعائر الفردية، إذ يقوم بعض الباعة والمواطنين بتزيين منازلهم والشوارع في أحيائهم بفوانيس رمضان والزينة والأضواء.

وقال قاضي قضاة فلسطين محمود الهباش إن "قرار إغلاق المساجد في فلسطين يجب أن يستمر، وسيستمر، خلال شهر رمضان المبارك حفاظاً على المجتمع والأرواح".

ويأتي قرار الحكومة الفلسطينية تماشياً مع ما أصدرته منظمة الصحة العالمية من إرشادات متعلقة بصيام شهر رمضان والمناسك المتعلقة به بالتزامن مع انتشار فيروس كورونا، إذ طالبت المنظمة بإلغاء المحافل الاجتماعية والدينية خلال الشهر.