حفّز انتشار وباء كورونا في قرية البعنة مجموعة أصدقاء من الشابّات والشبّان، الذين عملوا على إنشاء حملة تطوعيّة مستقلّة تحت عنوان "النّاس للنّاس - حَمْلَة آمِنَة" لتقديم المساعدة للأهالي المتضرّرين إقتصاديًا في البلدة. وإذا كان الوباء قد أظهر ما في بعض الناس من أنانية وتكالب على السلع، إلّا أنّه كذلك استطاع إخراج روح التضامن، الانتماء والتكافل الإجتماعي لدى هؤلاء الشبّان والشابّات.
بدأت الفكرة من خلال محادثة عادية بين الأصدقاء عبر تطبيق زوم، عندما اقترح أحدهم بأن يقوموا بمبادرة ما لتقديم المساعدة لأهالي البلدة. خلال النقاش، الذي كان محوره حول ضمان الأمان الصحّي للمتبرّع والمتلقّي، تمّ طرح فكرة إنشاء موقع آمن للتبرّع، كلّ من مكانه، بواسطة بطاقة الاعتماد، ومن هنا جاءت فكرة شعار الحملة "حَمْلَة آمِنَة". في غضون ساعات قليلة، ومن خلال التعاون بين مجموعة الأصدقاء، تم بلورة الفكرة، مناقشتها ونشرها عبر شبكات التواصل الإجتماعي. يُذكر أنّ الحملة لاقت رواجًا كبيرًا ومشاركات عديدة من مئات المستخدمين لشبكات التواصل في القرية وخارجها.
في حديث مع إحدى المبادرات لإقامة الحملة، والتي حتّى رفضت ذكر اسمها إيمانًا منها بأهميّة عملها فضلًا عن ترويج وذكر اسمها في الوقت الذي يستغل به الاخرون كلّ فرصة ممكنة لالتقاط الصور عند القيام بأعمال تطوعيّة: "كنّا قد خضنا نقاش عادي حول كيفية تقديم المساعدة لأهلنا في البعنة. نحن طلّاب وطالبات جامعيون نسكن عادة خارج البلدة، وفي هذه الظروف نحن هنا في بلدتنا ونتابع بكل حزن ما يحدث داخلها. كما أننا نتابع عمل المجلس المحلّي والهيئات الأخرى الفاعلة لتقديم المساعدة، ورأينا أنه من واجبنا المساهمة أيضا والأخذ بعين الاعتبار موضوع ضمان الأمان الصحّي. بدأنا في الحملة هذا الأسبوع، وستستمر حتّى الأسبوع الأوّل من شهر أيّار. خلال فترة الحملة سنقوم بتحويل التبرّعات لقسائم شراء متنوّعة وتوزيعها على الأهالي، وبهذا ندعم مصالح البلدة أيضا. أقولها وبصدق أن مشروع كهذا يتطلّب مجهودًا وطاقة كبيرة إلّا أننا قرّرنا أن ما نقوم به هو واجبنا تجاه قريتنا. أضف إلى ذلك أننا واجهنا مشكلة إصدار الفواتير للمتبرّعين والمساءلة القانونية كوننا نجمع المال من الناس، لذلك كنّا بحاجة لهيئة داعمة وبالفعل توجّهنا لمؤسّسة شغف التطوعيّة، وهي جمعية مسجّلة، غير ربحية، للمساعدتنا في إتمام مشروعنا والاستمرار به".
[email protected]
أضف تعليق