تتزايد مخاوف سكان بلدة العيسوية شمال شرق القدس المحتلة من احتمال تزايد أعداد المصابين بفيروس "كورونا" المستجد بالبلدة، بسبب افتقارها لمراكز الفحص والحجر الصحي، ما ينذر بوقوع "كارثة صحية وإنسانية".
وتفتقر العيسوية لمراكز متخصصة بفحص "كورونا"، مما يضطر سكانها إلى التوجه لمراكز خارج البلدة، وهذا ما يزيد الخطورة على حياتهم وسلامتهم، في ظل تفشي الوباء بمدينة القدس.
وناشدت العديد من الشخصيات المقدسية بالبلدة كافة الجهات المعنية والمسؤولين بالتدخل العاجل لتوفير مراكز للحجر الصحي للمصابين بفيروس "كورونا"، ومراكز للفحص.
وسجلت بلدتا العيسوية وسلوان في القدس حالتي وفاة بفيروس "كورونا" لسيدتين، إحداهما مسنة تعاني من أمراض مزمنة.
ويصف عضو لجنة المتابعة في العيسوية محمد أبو الحمص، الوضع الصحي بالبلدة بأنه "صعب للغاية وخطير"، بحيث لا تتوفر أية مراكز لفحص الحالات المشتبه بها بـ"كورونا"، إضافة إلى عدم توفير أماكن للحجر الصحي، وحتى بعض المنازل لا تتسع لحجر المصابين.
ويضيف أبو الحمص لوكالة "صفا": "أطلقنا مناشدة لوزارة الصحة الإسرائيلية لتوفير مكان لحجر أحد المصابين، الذي أعلن عن إصابته بالأمس وبعد مخالطته عددًا من أفراد عائلته، لأنه لا يجد أي متسع لعزل نفسه داخل منزله، إلا أن الوزارة أبلغت الشاب المصاب بأنها ستوفر له المكان المناسب للحجر، لكن مرت عدة ساعات دون توفير ذلك".
وضع خطير
"الوضع لا يحتمل بالبلدة، بسبب ما تعانيه من تهميش وإهمال من الاحتلال الإسرائيلي، لقلة المعلومات الدقيقة عن عدد المصابين بالفيروس، وإخفاء وزارة الصحة الإسرائيلية الحقائق عن المقدسيين"، يؤكد أبو الحمص.
ويشير إلى أن هناك أكثر من 8 إصابات بـ"كورونا" داخل العيسوية، وهناك تخوف متواصل من زيادة هذه الأعداد.
ويحذر أبو الحمص من وقوع "كارثة إنسانية وصحية" في البلدة، بفعل استمرار الإهمال والتقصير الإسرائيلي المتعمد، في وقت تشهد فيه البلدة ممارسات وانتهاكات احتلالية لا تتوقف بالرغم من خطورة الأوضاع الصحية.
وأما المقدسي محمد درويش، فيقول لوكالة "صفا" إن الأهالي يضطرون إلى الخروج من العيسوية من أجل إجراء فحوصات "كورونا" في مخيم شعفاط أو بلدة المكبر، بسبب عدم توفر مراكز للفحص.
ويشير إلى أن سلطات الاحتلال وعدت بإقامة مركز للفحص بالبلدة، لكن حتى اللحظة لا جديد بشأن ذلك، مضيفًا "من الأفضل أن يكون هناك مختبر للفحص، بدلًا من تنقل المواطنين خارج البلدة، وذلك للحفاظ على صحتهم وعدم نقل العدوى".
ويتعرض سكان العيسوية لقيود وإجراءات مشددة وحملة عقاب جماعي من قبل سلطات الاحتلال فاقمت من أوضاعهم، ويؤكد أبو الحمص أن الاحتلال يتعامل حتى اللحظة بعنجهية مع أهالي البلدة، ويواصل اعتداءاته واقتحاماته لأحياء البلدة، وتحرير المخالفات، بحجة الخروج وعدم التقيد بإجراءات وزارة الصحة الإسرائيلية.
ويناشد أبو الحمص كافة الشخصيات والمؤسسات الفلسطينية والدولية بتحمل مسؤولياتهم من أجل توفير أماكن للحجر الصحي وللفحص داخل العيسوية، ومنع وقوع أي كارثة، داعيًا المواطنين للتقيد بالإجراءات الوقائية وعدم التنقل والخروج من منازلهم إلا للضرورة.
وكان الطبيب حازم رويضي من لجنة أطباء سلوان أعلن أن عدد الإصابات في مدينة القدس بلغت 139 إصابة بالفيروس، موزعة على معظم أحياء مدينة القدس، سجلت بلدة سلوان أعلاها، في حين ارتفع عدد حالات الشفاء إلى ١٢.
وبحسب ما نقله مركز معلومات وادي حلوة عن الطبيب رويضي، فإن معظم الإصابات قيد الحجر الصحي في المنزل، وأعداد قليلة منها في المستشفيات وحالتهم مستقرة.
وأكد ضرورة حجر المصابين خارج منازلهم، خاصة وأن مدينة القدس فيها كثافة سكانية ومساحة المنازل ضيقة وأعداد العائلات مرتفع، ولذلك تحويلهم إلى الفنادق يضمن عدم المخالطة ونقل العدوى.
[email protected]
أضف تعليق