في الوقت الذي تحاول فيه غالبية دول العالم بلورة استراتيجيات للخروج من مأزرق الكورونا، كانت الدنمارك قد أعلنت منذ أيام عن بدء تطبيق العودة التدريجية إلى مقاعد الدراسة. وقد قال طبيب إسرائيلي يعمل في أحد مستشفيات الدنمارك إن الدنمارك في الواقع تعم وفقا لسياسة الفتح التدريجي. أعلنت رئيسة الحكومة قبل عدّة أيام عن فتح المدارس الابتدائية وروضات الأطفال بصورة جزئية. المدارس الثانوية وغيرها سيتم فتحها لاحقا. عندما يستقر عدد المصابين الجدد ولا يزداد، أو إذا ازداد بصورة طفيفة، فسيكون بالإمكان البدء بفتح بقية المصالح التجارية وبقية المدارس، الجامعات وما شابه.
يعيش في الدنمارك 5.5 مليون مواطن تقريبا، وهي دولة متجانسة جدا من حيث التركيبة السكانية. بالإمكان القول عن الدنماركيين إنهم يتسمون بالانضباط العالي، وبالثقة التامة بالحكومة وبالجهاز الصحي. لذلك، فإن الحكومة عندما اتخذت القرار بإغلاق الدولة بتاريخ 12.3، التزم الدنماركيون على الفور ودخلوا في حالة طوارئ، ولهذا بالإمكان مشاهدة انخفاض كبير في حالات العدوى.
كيف تتم العودة للدراسة؟
عمليا، أعلن جهاز التربية والتعليم في الدنمارك عن مسافة مترين بين الطاولة والطاولة. الصفوف هناك أكبر نسبيا من الصفوف في بلادنا، وكمية التلاميذ فيها أقل، وعليه فإن هذا الأمر يمكن كافة التلاميذ من الحضور إلى الصف. قرر الكثير من الأهالي عدم إرسال أبنائهم إلى المدرسة وغيرها من الأطر بسبب الخوف، لكن من المتوقع في الأسابيع القادمة أن تكون الأعداد أكبر، بل وأن تكون الصفوف ممتلئة حتى.
يذكر أن الأجهزة الصحية في الدنمارك دعمت بصورة كاملة فتح المدارس والمؤسسات التربوية. الجميع يعتقد أنه ستكون هناك أعداد أصغر من المصابين، وأن اتجاه الهبوط سيتواصل. لكن الأمر المؤكد أن المدارس ستتزود بالصابون ومواد التعقيم، علما أن الأطفال هناك معتادون من حيث التربية على الإكثار من غسل اليدين بالماء والصابون".
يذكر أن التعليم في الدنمارك تجدد في نصف المناطق فقط، وفي نحو 35% من المدارس في كوبنهاجن العاصمة. وقد طلبت المدارس الأخرى مهلة زمنية إضافية من أجل الاستعداد. حتى 20 نيسان الجاري، من المتوقع أن يتجدد التعليم في كافة المؤسسات التربوية في الدنمارك.
من الجدير ذكره أنه ومن أجل الالتزام بصورة مطلقة بالتعليمات، فضلت الكثير من المدارس في الدنمارك إجراء الدروس في الخارج، لكن الحديث قد يكون عن أمر صعب بالنسبة لبعض المدارس في المناطق الحضرية والمدن. يذكر أن عددا من الأهالي اعترضوا على إعادة فتح المدارس مجددا، مشيرين إلى مخاوفهم الصحية. وقد جمعت عريضة احتجاج تحت عنوان "ابني ليس فأر تجارب" ما يصل إلى 18 ألف توقيع حتى الآن.
[email protected]
أضف تعليق