اكد الطبيب والمبادر في مجال تكنولوجيا الصحة، محمود كيّال انه بشكل عام تشير المعطيات إلى أن الوضع العام جيد وأن سياسة التباعد الاجتماعي أثبتت فعاليتها.
وقال لـبكرا: كان هناك اعتقاد بأن أرقام الإصابات المنخفضة نسبيا في المجتمع العربي سببها قلة الفحوصات (وحتى انعدامها في البداية)، لكن الآن وبعد أن تحسنت كمية الفحوصات في المجتمع العربي (10.6٪ من مجمل الفحوصات في الدولة تمت للمواطنين في البلدات العربية- بدون المدن المختلطة والقدس)- ومع ذلك لا تزال نسبة الإصابات في المجتمع العربي منخفضة – أقل من 4% من مجمل الإصابات ونسبة الوفيات والحالات الصعبة أقل.
وفي تقييمه للأوضاع، قال:السؤال المفصلي هو- هل موجة الإصابات في مجتمعنا ستأتي متأخرة عن المجتمع اليهودي- أي ستستمر أرقام الإصابات من الأيام الأخيرة بالارتفاع أم لا؟ الإصابات متمركزة في "بؤر" معينة وجميعها تتميز بنفس النمط: "استيراد" الفيروس من أماكن عمل وعدم التقيد بتعليمات التباعد الاجتماعي لكن المشجع بالأمر هو أنه مع كل ظهور لبؤرة إصابات نرى تجنّد سريع لجميع الجهات ومحاولات جادة للسيطرة عليه.الخوف الحقيقي الذي نقف أمامه هو سلوك الناس خلال شهر رمضان وما يسبقه من خروج للمشتريات.
رسالة
ووجه كيال رسالة للمجتمع العربي عبر "بكرا" جاء فيها: رسالتي هي الالتزام بالتعليمات وعدم التهاون. نحن أمام مرحلة امتحان فإما أن ننتهي مثل المدن اليهودية المتدينة مع نسب إصابات ووفيات مخيفة وإما أن نحافظ على ما أنجزناه.أنصح الجميع بالتفكير جيدا قبل كل تصرف وأن نتذكر بأن أسرع طريق لتخفيف الحجر هي بالإلتزام بالتعليمات- وأكبر مثال هو أن التخفيف المنوي العمل به في الأسبوع القادم- حسب ما يتم نشره- لن يشمل أغلب المدن والأحياء المتدينة في الوسط اليهودي.
وعن دوره في نشر التوعية فيما يتعلق بوباء كورونا، قال: أرى دوري أولا بأن أكون قدوة لمن حولي وأتقيد بالتعليمات. بالإضافة قمت بإقامة صفحة على الفيس بوك للجنة القُطرية للصحة المنبثقة عن لجنة المتابعة وأقوم بإدارتها بشكل يومي مع نشر للعديد من المواد التي أقوم بتحضيرها وترجمتها يوميا. كما وأقوم كل يوم بتجميع المعلومات عن المجتمع العربي وترتيبها بشكل تفصيلي ويسهل الاطلاع عليه ومتابعة سير الأمور ومقارنتها بما يحدث في الدولة. بل وقمت بوضعها على شبكة الانترنت كملف "اكسل" بحيث يستطيع أي شخص مشاهدتها. كما وقمت بنشر دراستين عن استراتيجيات الخروج من الأزمة وأخرى عن آخر ما وصل أليه العلم في السباق نحو تطوير الأدوية واللقاحات لهذا الفيروس.
دراسة
وأوضح: وأخيرا نعمل حاليا على دراسة كبيرة لفحص مميزات وخصائص انتشار العدوى في المجتمع العربي حتى نتمكن من استخلاص العبر وتحسين الأداء في حال حصول موجة أخرى للعدوى.
واختتمت حديثه: بعد أن عملنا على ترتيب المعطيات بشكل تفصيلي صار بالإمكان قراءة الصورة بشكل أفضل، فقمنا بمقارنة العديد من المعطيات مثل عدد السكان، الموقع (جليل-مثلث-نقب)، المستوى الاقتصادي ورأينا بشكل واضح أن جميع المعدلات المرتفعة بدأت من إصابات في أماكن عمل تمتاز بتواصل مباشر مع أعداد كبيرة من الناس مثل مستشفيات ومتاجر كبيرة (سوبر ماركت) وخصوصا إذا كان التواصل مع مجموعات بها نسب إصابة مرتفعة (متدينين أو مرضى أو مسافرين من الخارج). الخلاصة هي أن خطر الإصابة يتعلق بمدى تقيدنا بتعليمات الحجر والتباعد الاجتماعي.
[email protected]
أضف تعليق