في اعقاب رفض رئيس الدولة رؤوفين ريفلين منح مهلة إضافية مدتها أسبوعين لبيني غانتس لتشكيل حكومة حيث سينتهي تفويضه القيام بهذه المهمة العسيرة المخاض غدا الاثنين بدأت السيناريوهات تتقلص وتقتصر على اثنين او ثلاث ليس أكثر عن ذلك تحدثت مراسلتنا مع قياديون محللون.

نتنياهو سيشكل حكومة

الكاتب والمحلل السياسي عودة بشارات رأى ان رفض رئيس الدولة في إسرائيل إعطاء مهلة لغانتس للاستمرار في عملية تشكيل الحكومة ما هو الا تعبير عن تغيير توازن في القوى داخل البرلمان الإسرائيلي ومن جهة أخرى هو تعبير عن التفكك في الحركة السياسية الحزبية المناوئة لنتنياهو وتابع: حيث وجدنا ان هناك انقسام في صفوف حزب كحول لافان وقد برز في رفض حزب يش- عتيد و تيلم للانضمام الى غانتس وبالتالي من الصعب على رئيس الدولة ان يلقي بمهمة تشكيل الحكومة على غانتس من جديد لأنه لا يملك 61 صوتا لصالحه لذلك من الأمور التي امامنا وممكن ان تحدث هي أولا ان يقوم 61 عضوا بتسمية احد أعضاء الكنيست والمقصود نتنياهو لأننا سمعنا اليوم ان اورلي ليفي انضمت اليه رسميا وهو يملك اليوم 59 عضوا وهناك أيضا هاندل وهاوزر من الممكن ان ينضما الى حكومته وكتلته وممكن أيضا من حزب العمل منهم عمير بيرس.

وتابع: ممكن ان يكون هناك رئيس حكومة من اليمين ومن ناحية أخرى ان تكون لدينا كنيست معادية لرئيس الحكومة وخاصة ان رئيسها الان هو غانتس وهذا الامر ممكن ان يشكل خطوة مضادة لإقامة هذه الحكومة واعتقد ان قدرة نتنياهو ان يستمر بالحكم حتى بوجود كنيست برئاسة غانتس كبيرة اذا ضمنا ال 61 مقعدا وانا اعتقد انه خلال الفترة القادمة سيتم مناقشة هذه الأمور بشكل جدي واليمين سيسطر على مجريات الاحداث بسبب رفض أصوات معينة في كحول لافان ان يكون هناك شراكة عربية يهودية فيمن يقود هذه الدولة، ومن الممكن التفكير بشكل جدي في إدارة الحرب على كورونا وهي حرب صعبة جدا وستكلف من يقوم بذلك بفقدان شعبية كبيرة ان تؤثر على شعبيته وبالتالي ممكن ان تكون آلة هدم لسيادته السياسية.

رئيس الدولة رؤوڤين ريڤلين، ضاق ذرعاً ببيني غانتس

مدير معهد جفعات حفيفا القيادي محمد دراوشة قال: على ما يبدو ان رئيس الدولة رؤوڤين ريڤلين، ضاق ذرعاً ببيني غانتس الذي فشل بإبقاء قاعدته السياسية موحده، وتسبب في تشرذمها من خلال لهاثه وراء نتنياهو متحدياً مواقف غالبية مصوتيه. وفي ذات الوقت سئم من المسرحيات التي يخرجها ويمثلها نتنياهو مرةً بعد مره، ولن يقوم بتمديد فترة غانتس من جهة، ولا تحويل التكليف الى نتنياهو. لذلك، سيفضل ريڤلين اعادة الصلاحية للكنيست للاتفاق على أي شخصية من الكنيست قادرة على الحصول على ٦١ مؤيداً من بين ال-١٢٠ عضو كنيست.

وتابع: من ناحية، فإن هذا القرار يختصر من وقت التململ السياسي والمفاوضات العقيمة التي اجراها الليكود وحزب كاحول-لاڤان ويجبرهم على التقدم بشكل أسرع لتركيب حكومة الوحدة التي بادروا لها قبل أسبوعين. ولكن من الواضح ان العلاقات بين الطرفين قد تسممت بسبب مواقف حزب الليكود ونتنياهو، الذين نجحوا بإضعاف كاحول-لاڤان الذي سيدخل هذه المرحلة جاثماً على ركبتيه.

ونوه قائلا: ضعف غانتس سيجعله غنيمة أسهل لنتنياهو، الذي سيضغط عليه أكثر وأكثر لمعرفته، ان خيارات غانتس شبه معدومة، لأنه سيخسر أكثر في حال الذهاب الى انتخابات رابعة. فالأرجح ان يستغل نتنياهو الموقف ويجر خلفه بيني غانتس ومجموعة المنشقين من كتلة المركز الوطني حكومته لفترة محدودة لا تتعدى السنة ونصف في أحسن تقدير.

إمكانية التوجه الى انتخابات رابعة شبه معدومة حاليا

المحلل السياسي ايهاب جبارين قال ل "بكرا": بات واضحا أن غانتس وقع في فخ نتنياهو، ما يشفع لغانتس في هذه المرحلة هو فقط كونه يمسك رئاسة الكنيست كرهينة للتفاوض، اذ انه خسر اليسار، وخسر كحول لافان ومؤخرا خسر منصب "بديل نتنياهو". الأمر الذي يسهل منطقيا توجه نتنياهو لانتخابات رابعة وربما اكتساحها، كيفما ترينا الاستطلاعات الأخيرة.

وتابع: ذات الاستطلاع هو السبب لمنع الكتلة الأخرى التوجه للانتخابات، والتي بديهيا ترينا خسارة واضحة وللمرة الأولى منذ عام لمعسكر المغاير لنتنياهو. نضيف العوامل المتواجدة بها الدولة مؤخرا والأزمة الاقتصادية التي تليح في أفق كورونا، والنقد الكافي الذي يتلقاه كلا المعسكران على المراوغات السياسية التي مؤخرا أثبتت للناخب أنها كانت فارغة من اي فحوى، فبالتالي أذا لم يكن هنالك أي مفاجآت في اليوم الأخير في المفاوضات، لن يكن هنالك أي تمديد، وهذا الرفض هو نوع من التدخل النادر لرئاسة الدولة لتضغط على سيرورة اتخاذ القرار.
ورأى جبارين ان إمكانية التوجه الى انتخابات رابعة شبه معدومة حاليا بسبب ازمة كورونا وقال: هذا لا يعني التوجه لانتخابات رابعة، فغانتس حصل على التفويض بعد الانتخابات الأخيرة رغم حصوله على دعم 45 نائب فبالتالي معسكر نتنياهو واليمين سيحاول الضغط بأن يعطي ريڤلين التفويض لنتنياهو، والذي يملك دعم من 59 نائب.

حكومة طوارئ

القيادي والمحلل السياسي د. ثابت أبو راس قال ل "بكرا": هناك عدة سيناريوهات اكثرها نظرية لكن هناك سيناريوهين عمليين واقواهما ان يتوصل نتانياهو وغانتس الى اتفاق سريع لإقامة حكومة طوارئ وحدويه وخاصة ان الخلافات بينهما قليلة جدا وتم الاتفاق على90% من الامور. هذا السيناريو هو الاقوى لان الاثنان يعرفان ان انتخابات رابعه ستكون سيئة لدولة اسرائيل وللحزبين الكبيرين. المجتمع الاسرائيلي غير جاهز لانتخابات في ظل ازمة كورونا وتداعياتها الاقتصادية. اليوم هناك أكثر من مليون عاطل عن العمل او حوالي 26% من العاملين في اسرائيل. وعندما يكون الاقتصاد الاسرائيلي يواجه أخطر ازمة اقتصادية في تاريخ البلاد لا اعتقد ان نتانياهو وغانتس سيجازفان في معركة انتخابات جديد تمدد حالة الجمود السياسي وتعطل عمل الحكومة الى نصف سنه اخرى على الاقل. بالإضافة لذلك ان سمعة القيادات السياسية اليوم في الحضيض. سيناريو عملي آخر ان يستطيع نتانياهو تركيب حكومة يمين مع أغلبية ضئيلة تعتمد على بعض اعضاء الكنيست من المركز واليسار. لا اعتقد ان هناك امكانية ان يستطيع اي عضو كنيست اخر خلال فترة ال 21 يوما الذي منحها الرئيس ريفلين ان يوصل المشهد السياسي الاسرائيلي الى بر الامان.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]