عين مجلس الامن القومي الإسرائيلي 31 شخصًا يشكلون فريقا من الخبراء للتعامل مع وباء كورونا، ورسم استراتيجية خروج من الازمة بيد ان جميع من تم تعيينهم تقريبا رجال كما برز تهميش واقصاء كاملين للتمثيل العربي في الفريق المعين ولم تشمل لجنة المختصين مهنيين ومهنيات من الرفاه والتعليم والرعاية الصحية.

هذا التوجه من قبل لجنة المختصة بالتعيين اعتبره الكثيرون سلبيا وغير مقبول اذ ان مجلس الامن القومي بشكل متعمد همش شرائح معينة لا تنقصها الخبرات ممكن ان تمثل مجتمعات ومجموعات معينة تكون لها خصائص محددة يتم اخذها بالحسبان واحترام هذه الخصائص أيضا للخروج من الازمة الحالية على كل المستويات، خصوصا وان في إسرائيل تشكل نسبة الأطباء العرب 17% وربع الممرضين هم من العرب ما يعني انه لولا جهود المجتمع العربي لأنهار الجهاز الصحي الإسرائيلي.

تغييب المختصين يعني تغييب هذه الاحتياجات عن طاولة البحث

في تعقيبها على تركيبة طاقم الاخصائيين لمواجهة وباء كورونا الذي أَعلنت عنه الحكومة هذا الأسبوع قالت رئيسة اللجنة الخاصة للرفاه والعمل النائبة عايدة توما-سليمان: هذا الطاقم مكون من 31 مختص، وتركيبته تدل على تجاهل كلي للمختصين العرب، كما أنه لا يضم مختصات من النساء، بالرغم من أن مختصينا العرب يتواجدون في الصفوف الأمامية لمواجهة وباء كورونا منذ بداية الأزمة ويثبتون كفاءاتهم يومًا بعد يوم، كما أن النساء يشكلون جزءًا لا يتجزأ من الطواقم المختصة للتعامل مع الأزمة في كل دول العالم. تحييد هاتين الفئتين من مواقع اتخاذ القرار هي سياسة ممنهجة غير مبررة من قبل حكومة تعزز نظام المجتمع الأبوي المميز ضد النساء، والممارسات العنصرية تجاه المواطنين العرب الذين ترى بهم درجة أقل من باقي المواطنين.

وأضافت توما-سليمان: كنت قد توجهت في بداية الأزمة لوزير الصحة وطالبت تعيين مختصين عرب في مواقع اتخاذ القرار وادعت الوزارة أن توجهها ايجابي في هذا الشأن. لكن القرار الحكومي الأخير والتركيبة المعلن عنها لا تسير في هذا الاتجاه، ونحن لن نقبل بذلك لأن احتياجات المجتمع العربي لا يمكن أن يفهمها أحد غير من يعيش داخل هذا المجتمع، ونحن نعلم أن تغييب المختصين يعني تغييب هذه الاحتياجات عن طاولة البحث.

لا نريد ان نكون في منابر الجيش والامن القومي

النائب د. مطانس شحادة رئيس لجنة محاربة كورونا في الكنيست رأى بدوره ان هذا النهج استمرار لإقصاء العرب من مراكز التأثير واتخاذ القرار وعدم اشراك حتى المختصين والأطباء العرب في ازمة كورنا بالرغم من انهم في واجهة التعامل مع الوباء في المستشفيات ومراكز الصحة وصناديق المرضى وتابع: ولكن من ناحية أخرى لدينا مشكلة مع من يدير الازمة وهو مجلس الامن القومي وإسرائيل تتعامل مع كورونا كأمن قومي حيث يتدخل الموساد ووحدات الجيش والوحدات الخاصة وجميعها ذهنية امنية وعسكرية وفي هذه الاجواء تقل احتمالات وجود عرب في منابر الامن القومي والموساد والجيش ونحن أيضا لا نريد ان نكون هناك.

اقصاء خطير

النائب د. يوسف جبارين قال بدوره ل "بكرا": طاقم المختصين لمكافحة كورونا والمكون من 31 عضوًا لا يتضمن عربيًا واحدًا. هذا اقصاء خطير للمجتمع العربي، بالإضافة الى إقصاء جمهور النساء غير الممثل أيضًا، وهو نهج مرفوض جملةً وتفصيلًا، ويتناقض حتى مع تعليمات مفوّض خدمات الدولة بما يتعلق بالتمثيل الملائم.

وأضاف جبارين: 20% من الأطباء هم عرب، 25% من الممرضين هم عرب، و50% من الصيادلة هم عرب، وهذا يدلّ على القدرات المهنية الكبيرة الموجودة لدينا. ولا بد من التذكير هنا ان هذه هي بالضبط ممارسات حكومة نتنياهو الّتي لطالما أقصت وحرّضت ضد المواطنين العرب، وها هي تدير الظهر لهم في المعركة المصيرية على صحتهم وسلامتهم، وهي بدون مبالغة معركة حياة او موت"

توجه عنصري وتقصير في تعامل الجهات الرسمية مع المجتمع العربي

ميخال مرغليوت، الرئيس التنفيذي للوبي النسائي "شدولوت هنشيم" قالت لـ "بكرا" حول الموضوع: يتعين على لجان التعيين الالتزام بأحكام القانون التي تحدد التزام التمثيل المناسب. لأنها ليست مجرد قضية رمزية للتمثيل، فهي تقوم بتصميم استراتيجية خروج من المحتمل ألا تأخذ في الاعتبار وجهات نظر النساء، أو مجموعات سكانية محددة. ما يكرر نفس النقاش حول تهميش الفئات الضعيفة في المجتمع الإسرائيلي مثل النساء المعنفات أو الشبان المعرضين للخطر. ما قامت له لجنة التعيين غير قانوني وغير محترف.

بدوره بروفيسور بشارة بشارات مدير جمعية صحة المجتمع العربي رأى ان اقصاء المجتمع العربي الذي يشكل 20% من سكان الدولة من اللجنة الموسعة لاتخاذ القرارات بالنسبة لمحاربة كورونا ما هو الا توجه عنصري واضح ومباشر، اذ يؤدي هذا الاقصاء الى اتخاذ قرارات غير صحيحة بالنسبة للمجتمع العربي ويؤدي الى تقصير في تعامل الجهات الرسمية مع المجتمع العربي بالنسبة ل كورونا.

وتابع: هذا تبين من عدد الفحوصات الغير كافي والتأخير في إعطاء رؤيا واضحة وخلف تعتيم كبير بالنسبة لوضع كورونا في المجتمع العربي بينما لدينا طاقات هائلة من أصحاب المهن والفكر التي ممكن ان تكون في الطاقم الموسع بمحاربة كورونا وتساهم في تحسين تعامل الحكومة مع كورونا في المجتمع العربي والمجتمع الإسرائيلي عموما واكثر من 20 % من الطواقم الطبية الموجودة في الخط الامامي لمحاربة كورونا هم من المجتمع العربي، أطباء وممرضات وعاملين صحيين يخاطرون بحياتهم من اجل علاج المرضى من جهة نحن نعالج المرضى ومن جهة أخرى لسنا موجودين في لجنة اتخاذ القرارات وهم امر عنصري وغير صحيح.

تهميش واضح وطبيعي!

د. نائل الياس مدير المستشفى الفرنسي في الناصرة قال بدوره: هذا ليس جديد هناك محاولة لتهميشنا من كل المرافق بما ان القومي عبارة عن مجموعة وطنية تعطي استشارة للحكومة في كيفية خروجها من الازمة والوسط العربي كبير في كل المجالات مثل الطب والاقتصاد يجب ان تكون له كلمته وتأثيره، اذا اردنا ان نوجه كل المساعي والجهود التي تقوم بها الجهود الطبية العربي فان ذلك يكفي لإعطاء المسؤولين في الدولة ضوءا اخضرا ليستشيروا أصحاب الخبرات العرب وممكن ان نقول ان مستشفيات الناصرة جزء من هذا الجهاز ويجب ان يكون لهم تمثيل في هذا الامر، على النواب العرب ان يحاربوا لإدخال أصحاب الخبرة العرب الى هذا المسار.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]