في الوقت الذي يصارع فيه مستشفى "معياني يشوعا" على علاج 14 مريضا بفايروس الكورونا يحتاجون إلى التنفس الصناعي، تجد مستشفيات أخرى في البلاد، أكبر منه بكثير، نفسها مع مريض واحد أو مريضين فقط بحاجة للتنفس الصناعي.

فقد سجّل المستشفى الواقع في بني براك، صباح اليوم الأربعاء، 14 مريضا بفايروس الكورونا ممّن يحتاجون للتنفس الصناعي (أي أن حالتهم بين خطيرة وحرجة)، وهو أكبر عدد من المحتاجين للتنفس الصناعي ويشكل ما نسبته 10% من مجمل مرضى الكورونا المحتاجين للتنفس الصناعي في كل البلاد.

على الجانب الآخر، تم اليوم تسجيل استغناء ثلاثة مرضى من مصابي الكورونا عن الحاجة للتنفس الصناعي، لكن هذا لا يمنع تدهور حالة مرضى آخرين واضطرارهم للاستعانة بالتنفس الصناعي.

يعتبر "معياني يشوعا" مستشفى متوسط الحجم ومستقل، تديره جمعية ولا يتلقى التمويل الحكومي مثل المستشفيات الحكومية، أو أي تمويل عمومي مثل المستشفيات التابعة لخدمات الصحة كلاليت على سبيل المثال. استعدت الدولة مسبقا وقامت بتأهيل المستشفيات لاستقبال وعلاج مرضى الكورونا، وبضمن ذلك مستشفى تم تخصيصه لهم (الشارون)، ومراكز كبيرة مثل شيبا وإيخلوف اللذين استعدا لاستيعاب عدد كبير من المرضى بحالات خطيرة والمحتاجين للتنفس الاصطناعي. لكن شخصا أيا كان لم يتوقع ولم يخطط أن يكون مستشفى معياني يشوعا تحديدا هو من يقف في واجهة معركة علاج المرضى ذوي الحالات المعقدة المذكورة.

وعلى سبيل المقارنة، في كثير من المراكز الطبية الأكبر كثيرا من معياني يشوعا كان عدد الخاضعين للتنفس الصناعي صباح اليوم أقل من المستشفى المذكور. ففي رمبام (حيفا) هنالك شخص واحد، وفي سوروكا (بئر السبع) اثنان، وفي مستشفى الشارون المخصص بالكامل لمرضى الكورونا هنالك 11 مريضا قيد التنفس الصناعي، في إيخلوف 9، وفي بني تسيون 2 وهكذا. المستشفى الوحيد الذي فيه عدد خاضعين للتنفس الصناعي يفوق عددهم في معياني يشوعا هو مستشفى شيبا بواقع 24 شخصا. وقد قال مدير مستشفى معياني يشوعا، البروفيسور موطي رافيد، غنه في حين يشكل المستشفى 1.9% فقط من إجمالي عدد الأسرة العلاجية في البلاد، فإنه يعالج حاليا 11% من مجمل المحتاجين للتنفس الصناعي في إسرائيل.

لكن كيف وصل هذا المركز الطبي المتواضع إلى وضعية يحمل فيها على كاهله حملا أثقل من حجمه النسي ضمن منظومة العلاج الطبي؟ السبب ببساطة شديدة هو موقعه المتواجد في مدينة "بني براك"، مركز تفشي كبير لوباء الكورونا. لكن هل يجب أن يكون موقع وجود المستشفى هو العامل الوحيد الذي يؤثر على مكان علاج المرضى؟

يقول المنطق البسيط والسليم أن الإجابة هي "لا"...

وفي حديث لصحيفة " TheMarker " باللغة العبرية مع البروفيسور أرنون أوفك، رئيس اتحاد مديري المستشفيات في إسرائيل، قال الأخير إنه "في ظل التباين بين المستشفيات من حيث عدد المرضى المصابين بصورة خطيرة، لا سيما المرضى المحتاجين للتنفس الصناعي، يجدر بوزارة الصحة أن تحاول السيطرة على توزيع المرضى ذوي الحالات الخطيرة من خلال توجيه التعليمات إلى نجمة داوود الحمراء. في حال حصول ضغط في مستشفى معين، مثل معياني يشوعا الموجود داخل بني براك، بالإمكان القيام بتحويل مجدد، أي نقل المرضى منه إلى مستشفيات أخرى، مثل المستشفيات في شمالي البلاد على سبيل المثال، والتي يعتبر الضغط عليها أقل كثيرا منه على مستشفيات المركز".

في هذه الأثناء، فإن الحل الذي يتكرر ذكره على لسان المسؤولين في الجهاز الصحي هو تفعيل ما يسمى "السلطة العليا للتسرير العلاجي"، وهي جهة تجتمع في حالات الطوارئ مثل الحروب، بغرض تخطيط عمل ونشاط المستشفيات بحسب الظروف المتغيرة. "بالإمكان السيطرة على توزيع المرضى بين المستشفيات من خلال تفعيل السطلة العليا المذكورة في حالات الطوارئ، والتي يقف على رأسها مدير عام وزارة الصحة وإلى جانبه ضابط سلاح الطب الرئيس ومدير عام خدمات الصحة الشاملة (كلاليت)" كما قال مصدر رفيع في جهاز الصحة. "تشمل السلطة مندوبين عن المستشفيات، صناديق المرضى، نجمة داوود الحمراء، سلطة حالات الطوارئ وجهات أخرى. تقوم هذه السلطة بإدارة مجمل موارد العلاج السريري في دولة إسرائيل، وتقوم بتخصيص أماكن العلاج بموجب ترتيب وتنظيم ناجع، بغية توزيع الضغط"

يوم أمس، عرض مدير عام مستشفى إيخلوف، البروفيسور روني غامزو، استقبال مرضى بحاجة للتنفس الصناعي قادمين من معياني يشوعا، شارحا أن بإمكان إيخلوف، بصورة شبه فورية، استيعاب 20 مريضا آخرين بحاجة إلى التنفس الصناعي. لكن حتى الآن لم يتم إجراء أي تحويل من هذا النوع. بل إن غامزو رمز إلى إمكانية أن يدفع بعض المرضى صحتهم أو حياتهم ثمنا لهذا الوضع". وأضاف: أعتقد أنه إذا أعلن مستشفى ما عن عدم قدرته على استيعاب المزيد من المرضى المحتاجين للتنفس الصناعي، فهذا يعني أن آخر المرضى الذين حظوا بهذا العلاج قد تم استقبالهم بصعوبة تامة، بشكل يشبه الاختناق. كونهم موجودين في بني براك، لا يعني بأي شكل أن عليهم واجب علاج أكبر عدد من المرضى المحتاجين للتنفس الصناعي.

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]