لأول مرة منذ زمن طويل، تعاني مدينة كوستانز (في ألمانيا) ومدينة  كروزلينغن (في سويسرا) من الفصل بينهما. فقد تم وضع جدارين حدوديين بين المدينتين بعد أن قامت الدولتان بإغلاق الحدود من أجل وقف تفشي الكورونا. 
في الأيام العادية، يتجول سكان المدينتين في المتنزه الواقع على ضفاف بحيرة كوستانز دون أي إزعاج. الحدود بين الدولتين غير مرئية ولا ينتبه السكان متى يتجاوزون الحدود من دولة إلى أخرى. لكن في هذه الأيام أصبح الواقع مختلفا: غالبية الألمان لا يستطيعون الوصول إلى سويسرا، وغالبية السويسريين لا يستطيعون الدخول إلى ألمانيا. 
يوم الأحد، التقى المحبون والأخوة والأخوات والأهل وأبناؤهم من وراء السياج، فقط ليقولوا لأحبائهم على الجانب الآخر: "أنا أحبك". 
إنها الفرصة الوحيدة لنقف وجها إلى وجه" يقول أحد المواطنين السويسريين الذي يسكن في زيورخ، وسافر أكثر من ساعة لرؤية صديقته. "لكن على الأقل لدينا إمكانية التحدث معا. هذا أيضا أمر هام". 
على مدار أسابيع طويلة، تحدث الحبيبان عبر الهاتف أو بمكالمات الفيديو. لكن اللقاء عند سياج الحدود يشكل بالنسبة لهم فرصة لرؤية بعضهم البعض. 
حتى الآن، أزهق فايروس الكورونا حياة 559 شخصا في سويسرا، بينما أصيب 21100 شخص بالفايروس. وفي ألمانيا، توفي بسبب الفايروس 1861 شخصا، بينما بلغ عدد الإصابات الإجمالية حتى الآن 103228 شخصا. في أعقاب إغلاق الحدود، بإمكان الألمان والسويسريين العاملين في الطرف الآخر فقط تجاوز الحدود. أما بالنسبة للباقين، فالحدود مغلقة.
أقيم أول سياج على الحدود الألمانية السويسرية في منتصف آذار. وفي هذا الأسبوع أضيف سياج آخر، بعد أن قام سكان كلا الدولتين بتمرير مشروبات وأوراق – بل إنهم تبادلوا القبلات حتى – عبر السياج، ولم يحافظوا على مسافة المترين. 
يقول بعض الناس الذين يتجمعون على امتداد السياج إنهم يحترمون فكرة إقامة السياج من أجل منع انتشار الوباء. بالمقابل، يقول آخرون إن قدرة الدولة على إيقاف النشاطات اليومية تردعهم. 
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]