على الرغم من جائحة الكورونا التي سببت مؤخرا بتوقف وعرقلة معظم المسارات الحيوية في الدولة الا انها لم تكن سدا منيعا امام جائحة العنف والجريمة حيث شهد المجتمع العربي مؤخرا عدة احداث قتل وإطلاق نار.

الناشط الاجتماعي ومدير مؤسسة امان لمكافحة العنف رضا جابر رأى ان انماط التواصل والعيش بين الناس بدأت تتغير ولهذا التغيير حتماً سيكون تأثير على العائلة النواة العربية. وهذا التغيير مرشح ان يأخذ منحيين متناقضين: الاول، تعزيز علاقة افراد الاسرة ببعضهم حتى وان بمرحلة أولية ستكون هناك بعض التوترات.

وتابع: هذا الايجاب في التواصل المكثف في البيت يتعلق بإمكانية افراد الاسرة وضع حدود بينهم وقواعد تواصل وعمق فهمهم للفرصة التي اتيحت لهم لتواصل من نوع آخر. ولكن بالمقابل هناك امكانية، تعززها بعض التقارير، بأن هذا التواصل المكثف يمكن ان يزيد من التوترات التي غالباً موجودة في البيت او في العلاقات وتجد حافز لإثارتها بصورة عنف، جسدي او كلامي. طبعاً هذه الحالة يحفزها الوضع الاقتصادي ملما ازداد سوءا او مساحة البيت وامكانية ان يجد الفرد بالبيت فيها مساحة له بدون ضغط وهكذا. ولكن هذه الحالات لها تدرج بخطورتها وشدة تأثيرها على البيت وأفراده. ولها تدرج ايضا باستمرارها او امكانية احتواءها.

خلال الاسابيع الاخيرة شاهدنا انخفاض بنسبة 19 ٪ في عدد الملفات الجنائية

ونوه جابر قائلا: وغالبا ان العنف الاسري لا ينتج فجأة بل يكون موجود ويجد محفزات له تتوفر أكثر في مثل ظروف اليوم. ولذلك كلما ازدادت حاله التواجد داخل البيت، تأزم الوضع الاقتصادي فإننا سنشهد صعودا في حالات التوتر والعنف في الاسرة.

وختاما قال: المهم الان ان يتم مواجهة الموضوع باتجاهين الوقاية والقصد هو تقديم وسائل تقليل الضغط العام على العائلات وتقديم المشورة بواسطة الاعلام، على اشكاله، بكيفية التعامل مع التوترات، واشغال الناس بأمور ايجابية داخل البيوت. وأيضا العمل على تقديم المساعدة الفورية للمعنفات والمعنفين داخل الاسرة بواسطة العاملين والعاملات الاجتماعيين وإذا احتاج الامر الشرطة.

تقييم نسبة الجريمة في إسرائيل في عهد الكورونا: خلال الاسابيع الاخيرة شاهدنا انخفاض بنسبة 19 ٪ في عدد الملفات الجنائية التي تم فتحها في جميع مجالات الجريمة تقريبًا. الى جانب جهود الشرطة لتطبيق أنظمة الطوارئ تواصل الشرطة مكافحة الجريمة على جميع أشكالها وتقوم بتطبيق القانون وتقديم خدمات الشرطة لجميع المواطنين.

أكد المتحدث باسم شرطة الساحل للاعلام العربي ان الشرطة تعمل خلال هذه الايام بقوات معززة بالتركيز على جهود المراقبة وتطبيق انظمة الطوارئ من أجل الحفاظ على امن وصحة الجمهور. إلى جانب ذلك تواصل الشرطة مكافحة الجريمة بجميع أشكالها في جميع أنحاء الدولة بما في ذلك في اعقاب شكاوى التي تم تقديمها للشرطة وكذلك بواسطة الأنشطة المبادر بها السرية والعلنية. يوميا تقوم الشرطة بتقييم الوضع على جميع مستويات العمل في قسم التحقيق والاستخبارات لرصد وفهم صورة الجريمة. الواقع الجديد المفروض علينا يطرح تحديات جمة ومعقدة في عمل الشرطة ويؤثر بشكل كبير على صورة الجريمة في إسرائيل.

كما وارفق معلومات حول خارطة الجريمة في اسرائيل منذ انتشار فيروس الكورونا (بين التاريخ 1.1 وحتى28.3 من هذا العام) مقارنه بالفترة نفسها من العام الماضي. حيث شهدت هذه الفترة انخفاضا كبيرا (19%) في نسبة الجريمة في اسرائيل. من خلال فحص عميق لاخر اسبوعين نرى انخفاض كبير بنسبة الثلث تقريبا في الجريمة بشكل اجمالي في اسرائيل.

الجرائم الني تتعلق بالممتلكات انخفضت بنسبة 20%

وتابع حول الجرائم التي تتعلق بالممتلكات قائلا: شاهدنا خلال الاسبوعين الاخيرين انخفاض بنسبة حوالي 20% لجرائم الممتلكات في اسرائيل (فتح 7567 ملف مقارنة ب 9503 من السنة الماضية). الانخفاض الاكبر في ملفات اقتحام البيوت- انخفاض 45% (575 ملفات مقارنه 1044 في نفس الفترة من السنة الماضية) كما وشاهدنا انخفاض بجرائم الاقتحام للمحلات التجارية والمؤسسات، انخفاض 7% (407 ملفات مقارنه ب 439 في السنة الماضية). خلال الاسبوعين الاخيرين تم ملاحظة ارتفاع في هذا النوع من الجرائم وتولي الشرطة اهتمام كبير لهذا الموضوع وحراسة الممتلكات بما ان غالبية المحال التجارية مغلقة وفق انظمة الطوارئ. كما بما يتعلق بسرقة المركبات شاهدنا انخفاض 21.5% (665 ملفات مقارنه ب 848 في الفترة المقابلة من العام الماضي) كما في جرائم المسلح شاهدنا انخفاض 23% (74 مقارنة ب 96 في الفترة نفسا من العام الماضي.

تواصل الشرطة نشاطها باستمرار ضد السارقين والمشتبهين بالسطو المسلح ومرتكبي الجرائم أينما كانوا. على سبيل المثال: القت الشرطة القبض خلال الأسبوع الماضي على 3 مشتبهين من سكان حيفا بعد وقت قصير من قيامهم بالسطو المسلح على محل بقالة في المدينة. كما وألقت الشرطة القبض على مشتبهين قاما بالسطو على محطة بنزين للمرة الثانية في محاولة لسرقتها. وفي قضية أخرى، ألقت الشرطة القبض على أربع مشتبهات بسرقة حقائب من مسنين في مدينة حولون وبات يام وخلال تفتيش داخل مركبة تم ضبط آلاف الشواقل وغيرها من الممتلكات التي يشتبه في سرقتها. في نهاية الأسبوع الماضي القى افراد الشرطة القبض على عصابة حاولت اقتحام متجر مجوهرات مرتين في البلدة القديمة في اورشليم القدس أثناء ساعات الليل. خلال يوم السبت، تم القبض على 4 مشتبهين للاشتباه بتورطهم في اقتحام لمحال تجاري لبيع الهواتف الخليوية في اورشليم القدس، حيث تم ضبط 5 هواتف خليوية والمزيد من الممتلكات بحوزة أحدهم.

جرائم العنف والتهديد انخفضت

بما يتعلق بجرائم العنف (الاعتداء) لم نلاحظ تغيير، حيث تم فتح 4227 ملفات خلال الاسبوعين الاخيرين مقارنه بفتح 4243 في نفس الفترة من العام الماضي. حيث انخفضت اعمال العنف والاعتداء في المناطق العامة ومن جهة اخرى ارتفعت احداث العنف داخل العائلة (بشكل فردي) من الجدير بالذكر ان هذا التغيير ازداد خلال الاسبوعين الأخيرين، وذلك لوجود جميع افراد العائلة طوال ساعات اليوم في البيت. من جهة اخرى لاحظنا انخفاض بنسبة 3% في جرائم التهديد (3776 ملفات مقارنه ب 3892 ملفات في الفترة نفسها من العام الماضي).

في غضون ذلك تواصل الشرطة نشاطها بشكل حازم وصارم للحد من جرائم استخدام السلاح واعمال العنف الخطيرة، على سبيل المثال: مع الانتهاء من تحقيق للشرطة قدمت النيابة العامة لائحة اتهام بحق 4 مشتبهين لضلوعهم في شجار عنيف تخلل إطلاق نار في رهط قبل اسبوعين تقريبا على خلفية نزاع عائلي.

جرائم الاخلاق (المخدرات والدعارة وغيرها) انخفضت بنسبة 44%

شاهدنا انخفاض ملموس بنسبة 44% في هذا المجال. بما يتعلق بإنتاج وترويج المخدرات شاهدنا انخفاض بنسبة 33% (61 ملف مقارنه ب 91 ملف في الفترة ذاتها من السنة الماضية) كما شاهدنا ايضا انخفاض ملموس في جرائم الاتجار واستيراد وتصدير المخدرات بنسبة 46.5% (441 ملفات مقارنه ب 824 ملفات في الفترة نفسها من العام الماضي).

جرائم الاحتيال (نصب تزوير وغيرها)

شاهدنا انخفاض ملموس بنسبة 27% (958 ملفات مقارنه ب 1317 ملفات في الفترة نفسها من العام الماضي). تواصل الشرطة استخدام كافة الوسائل لرصد المشتبهين بجرائم الاحتيال الذين يحاولون استغلال الوضع الاقتصادي للقيام بجرائم احتيال وتزوير ونصب في شتى الطرق بالأخص عبر شبكة الانترنت. نناشد الجمهور باتخاذ الحيطة والحذر وفحص كافة الامكانيات لاحباط محاولات الاحتيال والتزوير والنصب.

انخفاض بنسبة الجرائم الجنسية حتى 17%

شاهدنا انخفاض ملموس بنسبة 17% في الجرائم الجنسية (37ملفات مقارنه ب 453 ملفات في الفترة نفسها من العام الماضي). يعود هذا الانخفاض بشكل رئيسي إلى انخفاض عشرات في المئة في حالات الاغتصاب والتحرش الجنسي. وفي السياق نفسه لجرائم العنف داخل العائلة كانت هناك زيادة في جرائم الجنس المنزلي (تم فتح 34 قضية، مقارنة بـ 24 حالة في نفس الفترة من العام الماضي). القى افراد الشرطة القبض خلال الأسبوع الماضي في اورشليم القدس على مشتبهين بارتكاب اعمال مشينة وعلى مشتبهين اخرين الذين حاولا وفق الشبهات اقناع المشتكيات بإلغاء الشكوى. وفي قضية أخرى القت الشرطة القبض على شابًا 19 عامًا من ريشون لتسيون للاشتباه في ارتكابه جرائم جنسية بحق قاصرات على الإنترنت. تبين من خلال التحقيق وردت شكوك على أن المشتبه ارتكب جرائم جنسية وقام بابتزاز قاصرات بواسطة تهديدات في جميع أنحاء البلاد من خلال استخدام الهاتف الذكي وتطبيقات المراسلة والشبكات الاجتماعية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]