بعد التحريض الاخير لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على المجتمع العربي والذي وصفه بـ "داعم للارهاب"، والذي ادى الى تكوين شرخ بين المجتمع العربي واليهودي على الساحة الجماهيرية أيضا.

الكورونا لا يعرف السياسية ولا يفرق بين اي جنس، دين أو جنسية

ولكن في زمن الكورونا نرى بان الموازين انقلبت، واصبح العدو هو واحد للمجتمع الاسرائيلي بكامله، وحسب المثل القائل "عدو عدوي هو صاحبي" بالفعل هذا ما ينطبق الان على ما يجري في المجتمع الاسرائيلي ، هذا ما تقوله روت فاسريمان- لندا ، وهي مستشارة سابقة لرئيس الحكومة شمعون بيرس، نائب سفير إسرائيل بالقاهرة،ومديرة شركة للاستشارة الاستراتيجية في التعامل مع الازمات والتي تعمل بجهد بجانب القيادة المحلية المنتخبة في مجلس البطوف الاقليمي من اجل خلق وانشاء اليات للدخل المستدام في المنطقة ، قالت :" توضح "الكورونا" ، ربما أكثر من أي شيء آخر ، مدى اعتماد احدنا على الآخر. الكورونا ليس لديها موانع ، الفيروس ليس له حدود ، ولا يعرف السياسية ولا يفرق بين اي جنس، دين أو جنسية. لذلك نرى إن مفتاح حل الأزمة الحالية (وتلك التي ستأتي في المستقبل) هو التعاون.

من المهم أن نستثمر في التنمية الاقتصادية وخلق آليات النمو الاقتصادي في جميع البلدان بدولة إسرائيل ، مع التركيز على تلك البلدات البعيدة عن مركز البلاد والبلدات في المجتمع العربي أيضًا. نجاح هذه البلدات هو نجاحنا كدولة ومجتمع.

في هذا السياق بالتحديد ، يسعدني ويفخرني أن أشارك حول مكان لا يعرفه الكثيرون في العالم ولا حتى في البلاد - انه مجلس البطوف الإقليمي.

مكان له تاريخ مميز ومناظر خلابة وإمكانات هائلة والأهم من ذلك كله -تركيبته السكانية الرائعة".

العدو واحد

وأضافت :" في الوقت الذي نرى من خلاله ارتفاع في نسبة التحريض على الجماهير العربية، في الساحة السياسية ،من قبل منتخبي الجمهور، على المجتمع العربي ، نرى بان ازمة الكورونا هي فرصة جيدة من اجل تقليص الفجوات بين المجتمع العربي واليهودي في البلاد".
وأكدت فاسيرمان بان العدو هو واحد واكبر مثال على ذلك، بقولها ان من يزور المركز التجاري المشهداوي ويرى بام عينه بان ازمة الكورونا لا تميز بين عربي ويهودي في البلاد، واظن ان الجمهور العربي اثبت بانه على قدر كبير من الوعي والمسؤولية ويتقيد وينفذ تعليمات وزارة الصحة، رغم ان الوضع لدى المجتمع العربي يعد اكثر صعوبة لان لديهم عاداتهم وتقاليدهم والتي تلزمهم احترام الغير، وهذا يتمثل بتصافح الايدي والتقبيل احيانا وعدم نهج هذا النهج، يعتبر اساءة للاخر".

طاقم طبي، لجنة متابعة ورجال دين متكاتفون

هذا اضافة الى اصغاء الجمهور العربي لاعضاء القائمة المشتركة، الذين شعروا بالخوف لدى الجمهور العربي واقاموا غرفة طوارئ ، بمشاركة طاقم طبي مختص، ولجنة المتابعة للجماهير العربية ، وهذا امر يثلج الصدر ويدل على المسؤولية الملقاة على المجتمع العربي كجزء لا يتجزأ من المجتمع الاسرائيلي، نضف لذلك رجال الدين الذين ايضا عرفوا مدى المسؤولية الملقاة على عاتقهم وقاموا باغلاق الكنائس والمساجد، الامر الذي لم يحدث على الاقل في العقد الاخير.

كما تطرقت فاسيرمان الى الجهد الكبير الذي يبذله الطاقم الطبي العربي في المراكز الطبية حيث قالت بانهم يقومون بعمل انساني، ومهني جيار من الدرجة الاولى لايفكرون المريض من أي طائفة هو الا فقط كيف يقومون يمعالجته، وتخطي هذه المرحلة حتى الشفاء.

لذلك اختتم بالقول بان هذه الازمة لها إيجابياتها وبعد تخطيها بالتأكيد سوف نصحى على صباح يوم مشرق يمكن ان يمحى جميع الفجوات بين المجتمعين العربي واليهودي".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]