حصل الشاب أدهم عبد الحليم من قرية كفر مندا مؤخراً على شهادة " مكتشف مواهب ومحلل معطيات بكرة القدم" بعد ان أنهى دورة مهنية معتمدة من قبل إدارة دوريات كرة القدم في الاتحاد العام لكرة القدم في البلاد في مجال اكتشاف المواهب بكرة القدم وتحليل المعطيات"סקאוטינג ואנליסט כדורגל"، كان المشارك الوحيد فيها من الوسط العربي.
وفي حديث معه قال أدهم عبد الحليم ان الدورة التي جرت بمشاركة عدد كبير من خبراء كرة القدم واللاعبين المشهورين القدامى وصحافيين معروفين في البلاد، تمحورت حول مبادئ واهمية اكتشاف المواهب في كرة القدم وكذلك أهمية تحليل المعطيات حول اللاعبين وآدائهم على ارض الملعب خاصة في الأجيال المبكرة.
وقال": مكتشفي المواهب المهنيين هو امر جديد في البلاد عامة والوسط العربي خاصة، رغم انه من الأمور المألوفة بل البديهية في كرة القدم في أوروبا او افريقيا او اميركا الجنوبية وغيرها. اكتشاف المواهب لا ينحصر في الاهتمام باللاعبين او الشبان الذين يتمتعون بموهبة كرة القدم لان اقتصار الأمر على هذا الجانب فقط يعني في غالبية الاحيان تفويت فرصة تحويل هذا اللاعب الى لاعب مهني ومحترف والاكتفاء بلاعب موهوب يجيد التلاعب بالكرة استعراضياً".
وأضاف:" الحديث هو عن الدمج وبشكل ناجح بين الموهبة الفطرية التي يتمتع بها اللاعب وبين الوسائل المهنية والمعطيات التي يجب الاهتمام بها من قبل اللاعب والفريق لتطوير هذه الموهبة ودعمها عبر تحسين قدرات اللاعب الجسدية والذهنية وتطوير فهمه للتطورات التي تشهدها مباريات كرة القدم وتدريباتها، والتأكيد على ان التركيز في السنوات المبكرة يجب ان يكون على تطوير هذه القدرات وتحسينها أي ان تكون عملية التطوير البدني والتحسين الفني وتعزيز الجانب الذهني في المركز الأول وان تسبق قضية تحقيق النتائج والفوز. هذا ما يحدث في الدول الاوروبية أي ان مسابقات دوريات كرة القدم هناك لا تبدأ
في سن مبكرة كما في البلاد بل ان فرق كرة القدم تكرس هذه السنوات لتطوير اللاعبين ".
وقال ايضاً:" الدليل على خطأ ما يحدث في البلاد هو ان عشرات اللاعبين في فرق ومنتخبات الشبيبة والشباب يضاهون نظراءهم في أوروبا والعالم من حيث القدرات والمواهب ولكن هذا الامر سرعان ما يختفي بعد التوجه الى كرة القدم المهنية التي لا تكتفي بالموهبة بل تحتاج ايضاً الى تعزيز القدرات الذهنية التي تتيح للاعب فهم مجريات المباراة واتخاذ القرارات المناسبة وكذلك القدرات البدنية وهنا تدخل قضية واهمية تحليل المعطيات التي نحصل عليها من كل لاعب خلال المباراة والتي تكشف لنا تصرفاته خلال المباراة وكيفية اختيار موقع تمركزه وعدد الركضات السريعة(سبرينت) ، وقدرته على القفز ومدى تمريراته ودقتها والمسافة التي يقطعها اللاعب خلال المباراة وتقسيمها بين شوطي المباراة وغير ذلك من معطيات تؤثر على نتاج اللاعب ومساهمته في المباراة وتمنح المسؤولين إمكانية تحسين آداء اللاعب والتغلب على نقاط ضعفه واستغلال نقاط قوته لضمان رفع مستواه".
وقال ايضاً": أقول هذا استناداً الى تجربتي الخاصة قبل سنوات فقد بدأت ممارسة كرة القدم مهنياً لأول مرة في صفوف شبيبة وشباب اتحاد أبناء سخنين وحقق الفريق حينها نتائج رائعة للغاية جاءت في معظمها بفضل مواهب مولودة جاءت مع اللاعبين وطورها المدربون. لم يكن في ذلك الوقت في البلاد ادراك لكل ما يتعلق بتصرفات وآداء اللاعبين البدني خلال المباراة او لكيفية توزيع مجهودنا البدني وتحسين قدراتنا. جميعنا قدمنا مواهبنا وقدراتنا المولودة التي لم تعززها معطيات يتم جمعها عنا لتطوير التقنيات وتحسين العمل الجماعي. هذا ليس في الوسط العربي فقط بل في البلاد عامة كما اتضح لي خلال لعبي لشبيبة نتسرات عيليت لمدة عام كامل".
واختتم قائلاً": كرة القدم بالنسبة لي ليست مجرد هواية بل هي نهج حياة لا زلت امارسه ضمن دوريات مصغرة في مدينة حيفا والشمال، رغم انني درست موضوع المحاماة وانهيت اللقب الأول واعمل مديراً لمكتب محاماة في الشمال بانتظار امتحان نقابة المحامين القريب. انوي الدمج بين الأمرين عبر ممارسة مهنة اكتشاف المواهب علماً انني مرشح للتأهيل والتدريب والتطبيق العملي (סטאז'-התנסות מעשית) في هذا المجال في فرق كرة قدم من شمال البلاد بضمنها فرق من الدرجة العليا، لكن ازمة الكورونا اجلت البداية. تطوير مجالي الجديد يصب في مصلحة كرة القدم واللاعبين الشبان في الوسط العربي والبلاد وجعلهم أكثر مهنية ما يضمن نجاحهم ومواصلة مسيرتهم المهنية وهذا ما أضعه نصب عيني ".
[email protected]
أضف تعليق